محطات القطار اللبناني

محطات القطار اللبناني
مقدمة إستفهام وتعجب
..الكلام الوارد على لسان رئيس الحكومة عن عجز الدولة عن حماية اللبنانيين وفقدان الثقة بها .
هذا الكلام ينبئ السامع للوهلة الاولى أن يعقبه إستقالة مدوية للحكومة “الشفافة ”
محطة إطلاق ٢١ طلقة مدفع في وداع الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي انهى أواخر سنينه في سجن “خمس نجوم” وبكل إحترام لان القضاء المصري عالج قضايا وشكاوى بحقه .
حسني مبارك أحد ضحايا الربيع العربي فرضت هيبته كنسر منتصر في حرب ٧٣ رافعاً علم مصر فوق تحصينات “خط بارليف المنيع ” إلى تشييعه بجنازة عسكرية مرموقة على مدفع وملفوفا بعلم بلاده يتقدمها الرئيس السيسي وقادة بلد الكنانة ..مصر تقدّر رجالاتها رغم مسار قوس المحكمة منتصباً فوق الالقاب ..بطل العبور في العاشر من رمضان في تشرين ٧٣ في ذمة الله
محطة اولى
في وراثة مبارك للرئيس السادات كان يكثر من الحديث عن شخصيتين
الاولى الإمام الشيخ محمد متولي شعراوي الذي عيّن وزيرا للاوقاف في عهد سلفه ويروى انه لم يجلس على الكرسي الفخيم والمكتب الأنيق بل على كرسي عادي قرب الباب وسرعان ما قدم استقالته حفاظا على “تواضعه لله” فكم من مرّة حمله مريديه على الأكف استحساناً لإجتهاده وفيوضات الفتح الإلهي عليه فكان بعدها يختفي ويجده ولده “ينظف الحمامات حتى لاياخذه الغرور”
الثاني هو البابا شنودة “بابا العرب” الذي إرتضى أن يسجن في كنيسة في سيناء على أن يشارك السادات في رحلة الذل إلى فلسطين المحتلة لمفاوضة اعداء الأنبياء وأجرى الحرم الكنسي على كل مسيحي يزور فلسطين الرازحة تحت طغيان الإحتلال الإسرائيلي .
رجال هي قامات تصنع الرتب وتعطيها مجدا وليست صنيعتها وخدمها .
ولمن ذكرت ايضا من كبار ٢١ طلقة مدفع أدباً وإحتراما ..
محطة ثانية
كاد الوضع الإقتصادي وفيروس الحجز المالي ان يكون احد ابناء الوطن عودة ” للبوعزيزي التونسي” الذي احرق نفسه إحتجاجا وأجبر الرئيس زين العابدين بن علي أن يتسلل ليلا ويهرب بطائرته خوفاً من بزوغ ثورة الياسمين اللبناني الذي شرع بالانتحار حرقا لعدم تلبيته سحب بعض امواله المحجوزة بغير مسوغ قانوني ونجا باعجوبة الم يخطر ببال اصحاب الحجر المالي ان يوعزوا للمصارف بتسديد بدل السكن وقيمة الإستشفاء ودفع الاقساط المدرسية عبر آلية مريحة لتبقى بعض الدراهم المسموح لها بإخلاء السبيل من شراء “حفنة من اقراص الفلافل ”
محطة ثالثة
..الصين الحاضن الاول لفيروس قاتل ..الصين التي غزت كل العالم بصناعتها المدهشة بلد المليار ونصف من البشر والتي لم تعانِ من ” ازمة رغيف وكيلو برغل وعلبة حليب اطفال وحبة دواء مسكّن ” والكثير من بلاد الغنى الفاحش يسكنون في بعض فنادقها وفي اضيق ازقتها .
الصين التي كسرها على حين غرّة فايروس لعين بادرت واستطاعت خلال عشرة ايام فقط من بناء مشفى تخصصي للوباء المستجد ” بدون لجان ومناقصات ومحسوبيات وشبيحة تشطيب ومراقبة ومحاصصة ” ولم يكن ساعة الافتتاح لا شريط ولا مقص ولا تلفزيون رسمي يغطي الحدث فقط بناء إعجازي وعمل
هل هي عبقرية صينية يتمنى الكثير من قادتنا ان لايصابوا بعدواها أم هي “فوضى خلّاقة تشبه الكثير منّا بس بدون ..أخلاق
محطة رابعة
..كاد البعض ان ” يشيطن الرحلات المقدسة ” لولا الحكمة التي جاءت بوقتها القاعدة الشرعية هي ” لا ضرر ولا ضرار” اي لاتضروا الناس ولا تضروا انفسكم .ولكن كاد ان يكون للسياسة الروحية ” حصرية الموت المجاني لوجه ..الشيطان الطائفي ”
واإسلاماه كم من الجرائم ترتكب بإسمك وأنتم منهم …براء
محطة إستراحة
كان المنطق والحظ يسيران الى ان ادركهما الليل فقال المتطق سآوي الى ظل شجرة حتى تنفس الصباح وقال الحظ انا سانام في وسط الشارع ولو تحت رحمة الصدم لعل احدهم يقف ويقلني اتت بعد حين سيٍارة رباعية الدفع بسرعة كبيرة ولمح السائق أن احدهم يفترش الطريق فجاهد لتجاوزه فانحرفت السيارة باتجاه الشجرة وقتلت المنطق ..
..بس ” مش كل مرة بتسلم الجرّة”
محطة اخيرة
في عز البرد يعاني الواحد من غسل وجهه بالماء البارد ..كان الله بعون من له وجهين ..وأكثر ..وأكثر
الإعلامي المستشار احمد درويش
المدير التنفيذي لمركز النهوض