المركز الثقافي الإسلامي بيروت/ بمناسبة شهر رمضان المبارك مقالة من ارشيف المرحوم انيس عقل الحجار

عندما خلق الله الكون ورفع السماء و الارض وضع مباشرة الميزان وهو آلة العدل ثم كتب اول شرائعه وأمرنا أن نزن بالعدل ولا نخلّ بالميزان

سورة الرحمن الآيات 7-8-9
والسماء رفعها ووضع الميزان – ألا تطغوا في الميزان – – وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان .

العدل هنا بمعناه العام في السماء ينعكس على الارض في حياة البشر
العدل في الحكم وادارة البلاد وفي المجتمع والحريات وفي العلوم والتعليم والمعاملة …. كما ينطبق على الحالات الشخصية في الطعام والشراب واللهو والرياضة وفي الانفاق …..
أي مخالفة للعدل تصيب خللا في الميزان وينعكس هذا الخلل على المخلّ نفسه .. فإن لم يعدل الحاكم مثلا يثور عليه شعبه وإن لم يعدل الشخص مثلا في تناوله الطعام يثور عليه بدنه
والاسراف في مخالفة العدل يؤدّي الى التطرّف
وقد أعلن الله صراحة انه لا يحب المُسرفين وبالتالي ينعكٍس هذا تلقائيا على المُتطرّفين
في حالة التطرف الديني – يكون هذا التطرف لغواً في الايمان
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ” المائدة 77
صحيح ان الأية تُخاطب اهل الكتاب – لكنها قانون شامل وعبرة مطلقة ارادها الله للجميع بدليل ذكره من ضلّوا قبلاُ ..
والغلو في الدين مهما كان هذا الدين هو التطرف عينه وتجاوز الحد في القول والفعل – ومحاولة اقحام معاني غير صحيحة للدين أو عن جهل او بغية التضليل …
والتطرّف الاسلامي لا يشذّ عن الغلو في الايمان لأنه يخرج عن قاعدة العدل التي امر بها الله ويذهب الى ابعد حدود الخلل بالميزان.

وفي كل الاحوال فإنّ التطرف يؤدي الى ضرر ديني واخلاقي واجتماعي … والى خلل كبير في ميزان العدل

ولأن الله هو العدل فقد خاطب هؤلاء المُسرفين في التطرف والذنوب قائلا:
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ – الزمر 53
هنالك دائما أملا بنبذ التطرف والعنف والعودة الى الرشد باتباع العدل والتعايش بمحبة وسلام
صباح الخير والعدل والاعتدال🌹❤🇱🇧
بقلم المغفور له انيس عقل الحجار…