كتب الأستاذ صلاح النابلسي/بالقرب من هذه القلعة: وُلدّتُ بالقُرب من هذه القلعة الفاعلة في التاريخ والجغرافيا والسياسة، والسياسة إبنة التاريخ والتاريخ إبن الجغرافيا والجغرافيا لا تتغيّر،

بالقرب من هذه القلعة:
وُلدّتُ بالقُرب من هذه القلعة الفاعلة في التاريخ والجغرافيا والسياسة، والسياسة إبنة التاريخ والتاريخ إبن الجغرافيا والجغرافيا لا تتغيّر،
ولدّتُ، السابع من عشرة، والحكمة عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت والعاشرة
ثلاثة أرباعها في قلّة الكلام،
لا أبعُدُ عن هذه القلعة أكثر
من ثلاثمائة متر ولربّما أقلّ،
قلتُ في هذه القلعة السرايا قولتي الشهيرة :
أنّها النجمة التي ما فارقَت الهلال يومًا،
وللأمانة، فلقد أعجَبت هذه المقولة المُنضوية ضمن مقالة مُقتضبَة حسّانًا رحمه الله،
وبنى معي صداقة ودّ ،
وإحترام كبيريْن،
زائد الصداقة الوطيدة
التي تجمع بين :
أبناء البيت مع ابناء القلعة،
كيف لا أُولدُ مُسيّسًا،
قُل سياسيًّا،
وإن لم أكُ سائسًا للخيل
في المضمار الرشيدي الكبير ،
كلّ السياسة في البيرة،
تحدّها السياسة من جهات أربع،
هنا كانت الخيول والجيوش التركيّة والخلافة العثمانيّة العالميّة،
والولاية وأوامر المهمّة والأستانة وفرمانات الباب العالي،
كان الفرسان يجوبون
الليل العكّاري كأنّه النهار،
هنا كانت المطاحن والمعاصر والحكم والحوكمة، والمرج
والثلج والعسعس،
من رحاب هذه القلعة
وسياقها التاريخي تلقّنتُ
أحرف هجائي السياسيّة،
ليس بالمُباشر، بل بواسطة
أشقّائي الذين كانوا
يرتادون الإيوان
والمنزول والبهو الكبير ،
وحدثان الليال الطوال،
ويرتشفون التاريخ من رواته الذين عايشوه، ومن ناسكي السرايا الذين صحّ فيهم
القول أنّهم أطبّاء إجتماعيّبن،
حيث كان يُروى ذلك بشغف
نادر، كما يروي االعاشقون
قصص عشقهم المُدميَة،
في كلّ ذلك لا بدّ من
القول أنّ (العسكريتاريا)
كانت تأخذ مداها في
هذا الجسد المُتفجّر
فُتوّة آنذاك ، فحريٌّ بي
القول أنّني إبن عسكري،
في جيش الشرق،
مُنتدَب وطنه، ومُواطنه
مُرتهن لأحكامٍ صارمة،
لعبتُ في هذا المرج، و (تمسمركتُ) ( السمركة )
وطقطقتُ الحجريْن، وكرة
القدم، وقال فيكتور هيجو
“ستجثو الروح يومًا على ركبتيْها مهما كان وضع الجسد.”
كنت مشدودًا
منذ طفولتي إلى شيئ
هلامي لا أراه، ليتني أراه،
لم أتوقّع لحظة أن يسري
عليَّ قانون العقل الذي يقول،
أنّ الذي يعرف معرفةً صحيحة
قانون العقل الأوحد، ليس له من عذر لجهله أسباب حصول ما يحصل في هذا العالم،
سلامٌ على القائل : {{ أن تأمُر بالإحسان أمر،
أمّا أن تجود بالقمح فأمرٌ آخر }}