كتب الإعلامي د. باسم عساف في جريدة الشرق – بيروت :*

*كتب الإعلامي د. باسم عساف في جريدة الشرق – بيروت :*

*المِثالُ الحَيّ … آخر الدواء الكَيّ…*

*مع الإعتذار من أبناء فلسطين عامةً ، وأطفال ونساء وشيوخ غزَّة خاصةً ، عمّا يحصل لهم أمام أعيُن العالم وتحت نظره وسمعه ، من مشاهدَ وتصاريحَ يندى لها الجبين وتشمَئِزُّ لها الأبدان ، لمن يحمل في رأسه ضمير ، أو من يحمل في قلبه الرأفة والرحمة والشفقة على من يدّعي الإنسانية والعلمانية والتقدمية ، خاصةً لمن يتظلل بتمثال الحرية ، ويتباهى بالديموقراطية …*
لنتوجه إليهم الألسن في ظل مواقفهم المخذية للبشرية بالسؤآل الأكبر :
ماذا يقال عن برابرة أبناء صهيون ، الذين فقدوا صوابهم ، ودفنوا عقولهم وضمائرهم في التراب وتحت الأنقاض ، ليسألوا ويفتشوا عن أطفال ونساء وشيوخ ، قد لجأوا وإحتموا من صواريخهم وقذائفهم ، إلى الكنائس والمساجد ، والمستشفيات والمدارس ، لأجل تجميعهم وقصفهم بأحدث الصواريخ القاتلة والمدمرة ، التي تنتج أكبر دمار ، وأكثر قتلى ، وأغزر إراقة للدماء ليعطوا المثال لدراكولا الذي إخترعوا شخصيته الوهمية ، من أجل تجسيد شخصيتهم الواقعية فيه …
*نستغرب أشد الإستغراب لمواقف الدول التي تدَّعي الديموقراطية والحضارة والتقدم وترفع شعارات شرعة حقوق الإنسان ، وحقوق المرأة والطفل ، والحريات العامة ، وهي تتنافس وتتسارع لأجل دعم القتلة المجرمين بحق البشرية والإنسانية والرأي العام ، الذي إنتفض في العالم أجمع على صعيد الشعوب ، لتثور على الحاكمين بالتسلط والهيمنة والإستبداد ، الذي يزيد الظلم ظلماً ، و ينحرف بالعالم إلى قانون الغاب ، وسيادة القوة بعهدة المجانين ، الذين يخالون أنفسهم بأنهم شعب الله المختار ، وأن الدنيا قد وجدت ليتحكموا بها وبشعوبها على مزاج حاخاماتهم المفتونين بالكبرياء والجنون….*
كل الأنظار في هذه المرحلة ، تتوجه إلى أحرار العالم ليثبتوا وحدتهم ورؤيتهم بتحرير الكرة الأرضية من العبودية ، وإعتبار عملية *(طوفان الأقصى)* ، هي الإشارة للإنقلاب على شذاذ الآفاق ، وقتلَةِ الأنبياء ، واليوم هم باتوا قتلة الأطفال والنساء ، والشيوخ العزَّل الأبرياء ، كما أنهم مشرِّدي الناس الأحياء ، ومُخرِّبي الأوطان والبلاد ، ومُفسدي الشعوب والعباد …
*فليكن الموقف منهم واحد ، لوضع حدٍّ لعنفوانهم ، وإعادة الحق إلى أهله ، وكامل أرض فلسطين لمواطنيها وأهلها الحقيقيين ، والأقصى وكنيسة القيامة لمن يستحقها من المؤمنين ، ووجوب إنهاء هذه المهزلة الكبرى الملآى بالأكاذيب ، لقيام الوطن القومي اليهودي ، وإعادة بناء هيكل سليمان ، وأحجيات (أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل) ، وكل الأفلام الخيالية ، التي تركبها الصهيونية العالمية ، لتسود معها العقيدة اليهودية ، وكل ألغازها وحركاتها التلمودية ، التي لم تنتج إلا الخراب والدمار والفساد في الأرض …*
فالى متى السكوت ؟؟؟
وإلى متى التمادي بالإرهاب؟؟؟
وإلى متى الخنوع والخضوع ؟؟؟
*إن هذه المعركة وهذه الجولة من المواجهات يجب ألا تتكرر وأن تنتهي بإنتهاء هذا الكيان الغاصب والمركب حيث بانت هشاشته عند أول منازلة حقيقية من أولي العزم والإرادة ، بعيداً عن الخونة المتخاذلين والمهرولين بالكذب والرياء ، والضعف والغباء ، من دون أنفة وحياء ، ليكونوا مع القتلة بالتطبيع سواء ، بعد أن فاحت رائحة فسادهم كل الأرجاء ، ولا يصلح بهم إلا الإكتواء ، وهو لهم أهم دواء ، حيث يقول المثَلُ الحيّ :*
*آخِرُ الدواء ، الكيّْ…*