الشراع 6 ايلول 2023

مع ان نبيه بري هو اقرب سياسي لبناني الى الاميركان، لاسباب تحتاج الى مقال مفصل لمرة جديدة، الا ان الاميركان يعتبرونه حاجة في بعض الامور الشيعية – الايرانية -العراقية ، ولا يعطونه حق رسم استراتيجية تتجاوز الشأن الشيعي الى الشأن اللبناني العام ومنه المؤسسات المارونية الاولى في البلد وهي رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش اللبناني وحاكمية مصرف لبنان (ألا يكفيه ان الحاكم الآن بالإنابة هو شيعي؟ الا يكفيه انه يخوض معركة ضد وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون الى الرئاسة؟)

بري هو السياسي اللبناني الاول عند واشنطن، لكنها لن تسمح له ان يفرض عليها الموافقة على سليمان فرنجية ، وهو خيار حزب الله ايضاً وصديق بشار الاسد الذي تخوض معه واشنطن معركة لتحسين سلوكه في الحد الادنى، وفي التخلص منه في نهاية المطاف ، اذا وافقت إسرائيل على التخلي عنه!!

واشنطن وضعت  لبنان وسورية والعراق على المشرحة لتعيد ترتيب احشاء المشرق العربي  لمصلحة العدو الصهيوني، وهي تعرف ان حزب الله والسيد حسن نصر الله هو العقبة الرئيسية في مواجهتها، وعلى بري اذا كان يريد حفظ مكانته عند الاميركان ان يصنع مسافة بينه وبين حزب الله، فهل يملك بري هذه المساحة من حرية الحركة؟

، او ان اميركا تضغط عليه ليختار ما تريده واشنطن؟

عندما فرضت عقوبات على معاونه السياسي علي حسن خليل.. قال بري :

وصلت الرسالة..

ليستوعبها وليتابع طريقه!

وكيف كان الاستيعاب؟

قبل بالمشروع الاميركي في الترسيم البحري عند خط 23، بينما جاء اتفاق 17ايار الذي يتطاول كثيرون على الرئيس كامل الاسعد بسببه بترسيم عند الخط 29 ( وإسألوا ابحاث وتحقيقات العميد بسام ياسين )

وعندما نقلت له السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا غضب وزارة الخارجية الاميركية، بسبب تهريبه جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، دعا الى الجلسة الانتخابية يوم 14/6/2923 ، وها نحن نقترب من الشهر الثالث في تعطيل الانتخابات الرئاسية..

وكان يمكن ان نصل الى أخر العام والربيع والصيف القادم من دون ان يدعو الى جلسة، لولا ان سمع بري من عاموس هوكشتاين تهديداً بفرض عقوبات شخصية عليه وعلى عائلته (نقل له هوكشتاين مشروع القانون الذي يعده الكونغرس الاميركي ضده وضد افراد عائلته)

هنا اقترح بري علناً، في خطاب في ذكرى اخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه على الملأ عقد جلسات حوار لسبعة ايام يليها جلسات مفتوحة حتى انتخاب رئيس للجمهورية

مصادر مطلعة قالت:

لو كان بري  راغباً في انتخاب رئيس عبر حوار لكان قدم  هذا الامر بغير هذه الطريقة، وليس عبر مهرجان جماهيري…

وفي جميع الاحوال فإن بري كان ينتظر التهديد بالعقوبات، ليحاول الهروب منها بمسرحية الحوار ، وهو طرحها كي يرفضها الطرف الاخر فينجو من العقوبات مؤقتاً!!

مجلةالشراع