الخدمات الاعلامية

التطرف الفكري وأخطاره ونتائجه على المجتمع / القاضي د. محمد نقري/الشراع

الشراع 1 اب 2023

في البداية لا بد من التسليم بأن حصر السلوكيات التي تدخل ضمن التطرف الفكري والتي تشكل أخطاراً على المجتمع ليس بالأمر السهل. فالمفردات التي تجمع الهيكلية البنيوية لكل ما يشكل تطرف فكري غير قابلة للتعداد والحصر بشكل مستديم ونهائي.

ففي مواجهة كل فكر متوافق عليه نسبياً وفق الإعتقاد الجماعي السائد للأكثرية العظمى من الناس، يواجَه بأفكار متطرفة ومتدرجة في القوة والصلابة والتشدد. رغم ذلك أشار أحد المفكرين الفرنسيينGérald Bronner في كتابه الفكر المتطرف  كيف يتحول الناس العاديون الى متطرفين:

بأن هناك ثلاثة أنواع من التطرف الفكري:

المتطرفون الذين يتحولون عن معتقداتهم السابقة ولا يلقون قبولاً يجمع عليه باقي أفراد المجتمع، ولديهم استعداد لتعريض حياتهم للخطر ولكن يحافظون على حياة الآخرين، وهم أصحاب الهوايات والمؤمنون بوجود كائنات فضائية، والأصوليون الدينيون، والنوع الثاني وهو يضم أصحاب الآراء والأفكار العنيفة وهم مع ذلك يلقون بعض القبول والتبريرات عند الآخرين، مثل الحركات التمردية والنزعات الإستقلالية، والنوع الثالث يضم المتطرفين الذين لا يلقون قبولاً من قبل مجتمعهم ولديهم آراء ونظريات مختلفة تماماً عما يتبعه باقي أفراد المجتمع، وهم الذين يقومون بعمليات انتحارية أو انتحارات جماعية كما هي الحال عند بعض اتباع الملل والجماعات الشاذة.

اعتناق هذه الأفكار المتطرفة يمر بمراحل متعددة من الإحساس بالظلم وكبته وتفريغه، أو الشك بالمفاهيم السائدة الى الثورة عليها الى تبلور الفكر المتطرف واعتماد منطقه التحريفي والذي قد يترجم على أرض الواقع بعمليات تخريبية وإرهابية، قد تؤدي في النهاية الى إزهاق حياة المروجين والساعين والمنفذين لهذه الأفكار بملء إرادتهم أو بقتلهم أوسجنهم، أو بتوبتهم وعودتهم الى رشدهم.

فالمتطرف فكرياً لا يولد كذلك بل يصبح متطرفاً من خلال انعكاسات الظروف الفردية او الاجتماعية القاسية عليه، أو نتيجة التربية والمحيط والإحتكاك بأناس يحملون نفس الأفكار، وما يتبعهم عمودياً نحو الإفراط في التصرفات العدائية، أو مراجعة النفس والعودة الى الرشد والتوبة، بل قد يصبح التائب من أكثر الناس تطرفاً في محاربة دعوات وأفكار التطرف التي كان يحملها، كما أن العكس صحيح حين يبادر دعاة التنوع والتسامح لصد الأفكار الإقصائية والمتطرفة الى تحولهم الذاتي الى دعاة لأفكار وآراء متطرفة.

والمثال على ذلك المجموعات اليهودية التي كانت تنادي في أوروبا بدعوات السلام والعدالة وحقوقها في العيش بأمان ومساواتها بالمواطنين غير اليهود، تحولت الى حركات صهيونية إقصائية واستيطانية وإرهابية عند احتلالها أرض فلسطين.

والمثال الثاني هو لوبي المثليين الجنسيين في الغرب، فبعد مطلبهم الوحيد في ثمانينيات القرن الماضي بفتح إذاعة أف.أم في فرنسا تحولوا الى أنياب كاسرة في مواجهة كل من يعترض طريقهم بل استطاعوا بأفكارهم الترويجية خلال حقبة قصيرة من الزمن تغيير المناهج الدراسية والسلوكيات العائلية المتوارثة والمتعارف عليها واستبدالها بأفكار جديدة متطرفة ملزمة للجميع الى حد إزالة خانة من خانات قيود الأحوال الشخصية الأساسية والتي تشير الى كلمتي الأب والأم واستبدالهما بكلمتي الأهل 1 والأهل 2 وذلك مراعاة لشعور الأبناء الذين لديهم أبوين أو أمّين مثليتين. والأخطر من ذلك تخصيب المثلياتبواسطة متبرعين غير معروفين مما ينشأ عنه احتمال جدي بزواج الأخوة مع بعضهم البعض ويؤدي الى إشكاليات قانونية وأخلاقية لا حصر لها.

كما نستطيع ضم الأفكار الشاذة التي انتشرت وما تزال تنتشر في الغرب الى قائمة الأفكار المتطرفة حينما ينتج عنالإيمان والإلتزام بها ونشرها، خلل في الجماعات تؤدي الى التعذيب والخطف والإعتداء الجنسي وصولا الى الإنتحارالجماعي.

الأحداث التي شهدها الغرب في القرن الماضي كانت نتيجة هذه الأفكار المتطرفة الهدامة التي دعى اليها ونشرها مثقفون وفنانون ورجال دين منحرفون. تتنوع هذه الأفكار من دوافع وطنية في مواجهة العدو، كما حدث في اندونيسيا سنة 1906 فيما بات يعرف بعملية “بوبوتان” حيث أقدم كاهن مدينة بالي بالإنتحار طالبا من السكان الذين بلغ عددهم الف شخص الإنتحار معه معتمدين على ايمانهم بأفكاره في الإنتحار ورفض الإستسلام للأعداء. كذلك من ضمن هذه الأفكار المتطرفة الشاذة نشر اعتقادات بقرب يوم القيامة أو بالإتصال بكائنات فضائية أو الانتقال الى أكوان أخرى في تواريخ وأماكن معينة. ولعل أكثرها فاجعة الإنتحار الجماعي في اميركا سنة 1978 بأمر من مؤسس معبد الشعوب الزراعية جيم جونز حيث وجدت جثث ل 918 شخص من بينهم 300 طفل، وكذلك ما جرى سنة 1994 من انتحار جماعي في عدة بلاد أوروبية وكندا بنفس الوقت والتاريخ بأمر من مؤسس معبد الشمس Temple solaire جوزيف مامبرو استعداداً للإنتقال الكبير وللمجيء الثاني للمسيح. 

في مقابلة هذه الأفكار المتطرفة مع بعضها البعض يبرز موضوع تطرف الفكر الديني في الأولوية باعتبار ديناماكيتهوتطوره الزمني والحالي. رغم أن الكثير يشير بأصابع الإتهام الى الأديان الإبراهيمية في انتشار الأفكار الدينية المتطرفة وسبباً لحروب دينية طويلة الأمد.

إلا أنه من السهل نقضها. ولو استجلبنا الحوادث الأقرب الينا في الزمن لأشرنا الى ما يحمله ويدعو اليه من أفكار متطرفة الراهب البوذي العنصري آشين ويرثو من التحريض على قتل المسلمين في ميانمار وتعذيبهم وطردهم. كما لا يخفى على أحد ما تقوم به السلطات الشيوعية الصينية من سجن نحو مليون شخص من مسلمي الإيغور وتحويلهم الى معسكر اعتقال هائل بذريعة إعادة تأهيلهم ونزع الفكر الديني لديهم

 كثيراً ما يقال بان الأديان الإبراهيمية أدت الى نشأة التطرف الديني. لن أدخل في هذه الجدلية التي تخرجنا عن موضوعنا، ولكن سأتعرض الى نتائج الدعوة الإبراهيميةعلى المجتمع. لفهم هذه الإشكالية لا بد من العودة الى الحقبات التاريخية التي سبقت نشأة الأديان الإبراهيمية.من الملاحظ بأن المجتمعات البدائية تطورت تدريجياً الى أن أصبحت تؤمن بالتنوع التوافقي المتساهل إزاء الأديان الأخرى والذي أدى فيما بعد إلى الإنصهار بين كافة هذه المعتقدات. ولكنها لم تكن كذلك عند نشأتها إذ كانت الفكرة السائدة لديهم بأن الأسرة تجمعها حصرياً الرابطة الدينية، حيث عرّف Fustel De Coulanges في اطروحته للدكتوراة سنة 1864 عن المجتمع البدائي بأن الأسرة البدائية هي مجموعة من الأشخاص الذين تجمعهم الرابطة الدينية ويتشاركون في تقديم الواجبات الجنائزية، من خلال هذه الرابطة كان الإبن الذي تجمعه مع أسرته رابطة الدم لا يعتبر إبناً حقيقياً إلا اذا مارس الطقوس الدينية للعائلة، بينما على العكس يعتبر الإبن المتبنى إبناً حقيقياً باعتبار ممارسته هذه الطقوس الدينية. استمرت هذه المجتمعات البدائية على اعتماد الرابط الديني في تحولها الى عشائر وقبائل حيث اعتبر الفرد في العشيرة هو الذي تجمعه مع أفراد قبيلته نفس الآلهة الحامية للعشيرة ويتشارك فيهم معها بتأدية نفس الطقوس في المذبح. أثناء تطور هذه المجتمعات البدائية من أسرة الى قبيلة الى اتحاد قبائل تبدلت هذه النزعة الحصرية لأسباب تعود الى ضرورة التوسع والمصالح المشتركة للشعوب. فعند نهاية كل حرب بين القبائل اضطرت الشعوب الغالبة والمنتصرة إلى الإبقاء على أديان الشعوب المغلوبة وإضافتها الى آلهتها ووضعها داخل المعبد الرئيسي للمدينة Panthéon مع احتفاظها بموقع الصدارة لآلهتها الوطنية، مع المحافظة على الشعائر والطقوس الدينية للشعوب المغلوبة دون أي تحذير منها أو تحريم لها أو تجريم للمؤمنين بها.

هذا الموقف المتراخي في قبول دين الآخر والذي أدى إلى إنصهار الأديان بعضها ببعض لم يدم طويلاً، فمع ظهور الأديان الإبراهيمية وضع حد فاصل وصلب لا يمكن خرقه بين الأديان المختلفة داخل المدينة الواحدة. فجاءت اليهودية وفرقت بين شعب الله المختار وبين الشعوب الأخرى بين الغوييم وبين المينيم، فحرمت أي اتصال وأي انخراط وأي تزاوج واي مشاركة في المطعم والمشرب بين اتباع الدين اليهودي وبين هذه الشعوب. ثم جاءت المسيحية واتبعت الكنيسة موقفاً صلباً ومتشدداً مع وجود الأقليات الدينية في مجتمعها التي اعتبرت وجودها تحدياً للمجتمع المسيحي الذي يدعو كما الإتحاد في جسد المسيح إلى وحدة المجتمع المسيحي، فنشبت الحروب بين المذاهب المسيحية مع بعضها البعض لفترات طويلة، ليس آخرها حروب المئة عام بين الكاثوليك والبروتستانت. حتى على صعيد تحديد المفاهيم الدينية، اعتبرت كلمة الدين كما اشار بذلك قاموسAntoine Furetière سنة 1690 بأنه لا يعني الا الدين الكاثوليكي الروماني والرسولي، وأما باقي الأديان فلا يطلق عليها كلمة الدين الا مجازاً وتجاوزاً. هذا الموقف الرافض للآخر لم يتغير ويتبدل إلا في المجمع الفاتيكاني الثاني في عام 1963 حيث تكلمت الكنيسة ولأول مرة عن اديان أخرى تسعى الى عبادة الله الواحد والإيمان بالانبياء المرسلين وبالبعث والحساب ويوم القيامة كما هو الحال بالنسبة لليهودية والإسلام.

ثم جاء الإسلام واتبع منحى وسطاً بين المذهب التوافقي الإنصهاري للمجتمعات القديمة التي كانت على استعداد بأن تضحي بالمعتقد الديني الواحد والحصري للأغلبية من اجل بناء الدولة وتماسكها، وبين حصرية الأديان السماوية التوحيدية – خلال عصور الإنغلاق على الأقل – التي كانت مستعدة الى أن تضحي ببناء الدولة وتماسكها من أجل المحافظة على وحدة المعتقد الديني. من خلال هذا التوجه استطاع الإسلام كما يقول عالم الإجتماع الشهير Levi-Strauss في كتابه   Triste tropique الخروج من التناقض الذي نشأ بين المنحى العالمي للوحي الإلهي التوحيدي والحصري وبين قبول التنوع الديني داخل المجتمع الواحد. فرغم تفريق الإسلام ما بين المسلمين واهل الكتاب والمشركين، إلا أنه إتبع منهجية انفتاحية ثنائية : أولها اعتبار أهل الكتاب والقبائل العربية الوثنية غير المحاربة التي كانت تسكن المدينة (يثرب) أمة واحدة مع المسلمين لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، بشرط مساهمتهم في الإنفاق على مصاريف الدولة والزود عنها بالمال والروح.

المشكلة التي أثارها أتباع الأديان الإبراهيمية والتي تتراوحوفق درجات متفاوتة لفهمهم حصرية وصوابية كل دين منهم، أدى الى نشوء أفكار وآراء متطرفة مهدت الى نشوب أفظع وأعتى وأعنف الحروب التي عرفتها البشرية. هذه الحروب ودعوات التكفير والقتل لم تكن بين أتباع الديانات بقدر ما كانت داخل كل دين، يكفي أن نضرب مثلاً على ذلك في الجانب الإسلامي عن محنة خلق القرآن، وحروب القرامطة، وما صاحب الدعوة الوهابية من مجازر بشرية وتدمير الأضرحة والقباب والمساجد.

في الوقت الحالي امتزج الصراع الديني بالأطماع الاقتصادية والجيوستراتيجية والتوسعية، فاستخدم الدين ليكون غطاءً لهذه النكبات المتتالية والتي لم تتوقف الى هذا اليوم. فتصاريح بعض الحاخامات الصهاينة تشدد على ضرورة سماع صراخهم من جراء الحروب التي يشنها أبناء إسماعيل عليهم وإيهام المجتمع الدولي بأنهم السبب في الحروب والفتن التي تعيشها المنطقة، فيسرع الله بإرسال مخلصهم المسيح الموعود لينتقم من هذه الشعوب ويعيد ملك إسرائيل. ليس هذا الكلام محض خيال لا تحقق له الا في مخيلة هؤلاء الحاخامات لولا أن حركة الإنجيليين الصهيونيين الممسكين بزمام الأمور في أميركا تبنت أفكارهم، وما “زلة لسان” الرئيس بوش الإبن ببعيدة عندما تكلم عن الحروب الصليبية، وكذبه عن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل إلا لاعتقادهم بوحي من هؤلاء الحاخامات بأن البداية ستكون من على أرض بابل.

كذلك الأمر في الجانب الإسلامي، فإعادة تفعيل الشحن الديني للمتشددين الإسلاميين من سلفيين جهاديين ووهابيين ودواعش ونظريتهم عن أسلمة شعوب العالم، مستخدمين بعض النصوص القرآنية وبعض الأحاديث التي هي في جوهرها وتوقيت نزولها خاصة بعلاقة المسلمين مع مشركي العرب الذين لم يدعوا مجالا للصلح أو التفاوض فشنوا حروبهم على كل من آمن بالإسلام للإمعان بهم قتلا وتهجيراً، فكانت هذه النصوص الدينية بمثابة التعاليم والإرشادات والأوامر الحربية التي يتلقاها الجنود في كل جيوش العالم لدرء كيد الأعداء.

لا بد من طرح سؤالين من باب المقارنة لما يجري من أحداث إرهابية نتيجة الأفكار المتطرفة في العالم والتي تعزى الى مسلمين :

الفئة العمرية الشبابية للذين يقومون بهذه الأعمال الإرهابية ؟

يقينهم بأن مصيرهم الموت أو على الأقل استعدادهم للموت من اجل ما يعتقدونه صواباً؟

أترك هذين السؤالين لأطرح استفساراً لايغيب عن ذهن كثير من المحللين لمجريات الأمور، وهو يتعلق باهتمام بعض المستشرقين في العقود الثلاثة الماضية بالمنهجية العقائدية والعسكرية لبعض الحركات التي ظهرت في التاريخ الإسلامي، وما تبعه من تشجيع الباحثين العرب في كتابة اطروحات دكتوراة عن المواضيع الإسلامية القديمة بدل حثهم على تناول مواضيع آنية معاصرة. ولعلي أخص بالذكر حتى لا يتشعب الموضوع الى مجمل المستشرقين لأختار منهم المستشرق الصهيوني صاحب نظرية الشرق الأوسط الجديد والذي شغل منصب نائب وزير الدفاع الأمريكي وهو برنارد لويس. لم أكن لأخصصه بالذات لولا أن تصريحات المسؤولين في اميركا وقادة المخابرات ألمحوا بتصاريحهم خلال تلك الفترة بأنهم في معركتهم مع العرب والمسلمين يعملون على محاربة الاسلام من الداخل. وما الغموض الكبير الذي يحيط بظهور الحركات المتطرفة والإرهابية وارتباطها مع أجهزة المخابرات العالمية إلا لتؤكد هذا المنحى من التحليل، وهذه المنهجية التي اعتمدتها داعش في الإغتيالات والتي استقتها مما كان يقوم بهم الحشاشون في تنفيذ اغتيالاتهم. فمن ضمن إصدارات برنارد لويس كتابه بعنوان “الحشاشون” وهم فئة اسماعيلية هيمنت في منطقة الشرق الأوسط لمدة ثلاثة قرون ابتداءاً من القرن الحادي عشر. هذه الحركة الإرهابية أرعبت الحكام والقادة العسكريين بعملياتها الإنتحارية المتقنة والسريعة لدرجة أن المولجين بحراسة القائد صلاح الدين الأيوبي رغم لزومهم له منذ صغرهم كانوا ينتمون دون علمه الى هذه الحركة ومتأهبون لاغتياله. من ضمن منهجيات هذه الحركة اختيارهم للشباب ذو الأعمار المتدنية، فكان القائمون على هذه الحركة يختارونهم بعناية ويضعونهم في غرف داخل قلعة الموت الفارسية. بعد تدريبهم بعناية ودس المخدرات لهم يأخذونهم في حالات نشوتهم الى وادي القلعة حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت بما يحتويه من ملذات لكل ما تشتهيه أنفسهم. قبل صحوتهم يعيدونهم الى غرفهم ويوهمونهم بأنهم كانوا في الجنة، وحتى يعودوا اليها لا بد لهم من اغتيال الملوك والقادة الحربيين الذين يختارونهم لهم، وبعد تحقيقهم الإغتيال عليهم الإنتحار والعودة النهائية الى الجنة.

ملاحظة أخرى لا تغيب عن ذهن المحللين والباحثين، ما تصدرته وتناقلته وسائل الإعلام المسموع والمقروء والمرئي في الغرب في فترة ما بعد انهيار الإتحاد السوفياتي، وهو التركيز على أن الغرب يتعين عليه إيجاد عدو جديد له، وأن هذا العدو لأسباب جيوستراتيجية واقتصادية سيكون الإسلام. وكانت حادثة أيلول 2001 هي باب الدخول الى الحروب التي تعيشها منطقتنا العربية.

إزاء هذه الأفكار الجهنمية الخفية والمخطط لها من قبل بعض دول الغرب والتي سعت الى شيطنة العالم الإسلامي تمهيداً لتقسيم ما تبقى مما سبق تقسيمه وللسيطرة عليه بسبب ما يتميز به من موارد نفطية ومن مواقع استراتيجية، وبسبب تأمين الحماية لدولة إسرائيل وتربعها على خريطة الشرق الأوسط الجديد، أليس من الأجدر بنا وصف هذه السياسات الخفية ونبش الماضي بأنها عين الأفكار المتطرفة التي تسعى الى تقويض المجتمعات العربية ومحاربة المظاهر الدينية وزرع الفتن والحروب تارة بين إثارة النعرات الطائفية بين المسلمين أنفسهم، وتارة بين المسلمين والمسيحيين. إذا كانت هناك أفكار متطرفة فإني أشير أولاً بأصبع الإتهام الى من يعيد إحياءها ويغذيها ويوقد نارهاكلما انطفأت. فنتائج هذه الأفكار التي باتت معروفة المصدر ومعلومة المنهج أدت الى زعزعة الوضع الداخي في الدول العربية وأفقرته وأنهكته بحروب داخلية وخارجية.

مجلة الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi