من ذاكرة التاريخ/ كتب الاخوين، د.طلال جلول و د.محمد دندشلي/الشراع

الشراع 4 اب 2023

سرت على شبكات التواصل الاجتماعي مؤخرا أخبار و مواقف وبطولات أبان الاجتياح الاسرائيلي عام 1982  …وكما هو معروف ان الأنتصار له الف صاحب ،اما  الهزيمة فلها صاحب واحد.

  لم يكن  من عاداتنا ان نعلق سلبا او ايجابا عما نقرأ ونراه على هذه الشبكات.ولكن الذي استفزنا في هذه الصورة التي وللأسف قام البعض بتزويرها امام اصحابها ،الذين ما زالوا  ولله الحمد على قيد الحياة.

  وهذا ان دل على شئ واحقاقا للحق فانه:

اما ان كاتبها وناشرها  جاهل للأحداث، وعليه القراءة والرجوع الى التاريخ.

واما هو  كاذب مغرض يريد تشويه الأحداث.

وعليه فاننا نؤكد بانه:

عندما بدا الهجوم على بيروت أتصلت القيادة الفلسطينية بالفصائل اللبنانية كافة ومن ضمنها الاتحاد الاشتراكي العربي(المعروف بانتمائه الناصري) لمعرفة رأيهم :هل نستمر او نتراجع ، خصوصا بعد تصريحات السيد وليد جنبلاط العلنية حول استمرارية الوجود العسكري الفلسطيني في بيروت،وكان جوابنا هو الاستمرار والتصدي.

وأتخذ المكتب السياسي لحركة أمل(ممكن العودة اليه) حينها قرارا بالأنسحاب من جميع المحاور باستثناء محور الليلكي_ كلية العلوم حيث   رفض قائده آنذاك عبد الهادي حمادة تنفيذ القرار وقرر المواجهة والتصدي للعدو،  والذي حرم من الدعم والتذخير وحتى المؤن ، وكان الاتحاد الاشتراكي العربي بشخص الاخ عمر حرب الداعم له ولمدة أسبوع كامل

اننا نقول أنه في تلك الفترة،

اتخذت القيادة العسكرية  للاتحاد الاشتراكي العربي في لبنان وهي ضمن باقي الفصائل في الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية(التي كانت لها فعاليتها في تلك االمنطقة) وما تبقى من قوات الجيش العربي السوري  الذي كان قد انسحب من منطقة خلدة
أتخذت قيادة الاتحاد قرارا بالتصدي للهجوم الأسرائيلي.

والمعروف انه كان للاتحاد الاشتراكي قاعدة عسكرية  مهمة في منطقة تلال خلدة ، الى جانب التواجد  التنظيمي من الاخوة من عرب خلدة.
وأرسل الاتحاد مجموعة قتالية مؤلفة من الاخوة المناضلين المقاتلين:

عصام شلحة ، خالد عيتاني ، رجا السموري والمظلوم  كوكو ، محمد عزو ،ايو عرب ، ملحم الحجيري ، فادي خماسي وقائد المجموعة سعد الدين اللهيب الملقب ب ابو حاطوم، وتعاملت هذه المجموعة مع الرتل العسكري الاسرائيلي المدرع

ودمرت له آليتين:

الأولى والثالثة وحيث أستولت على الالية الثانية وسحبتها باتجاه العاصمة بيروت ، وحين وصول الاخوة بالمدرعة المذكورة الى منطقة الأوزاعي حصل ما حصل (لانريد الأن الدخول فيما حصل حينها) …

وفي هذه الأثناء وصلت سيارة إسعاف الدفاع  المدني التابعة لمؤسسة العمل الشعبي ، والتي هي بدورها تابعة لأمانة الشؤون الاجتماعية  في الأتحاد الاشتراكي العربي وكان يقودها الاخ ع.د. برفقة الاخوين ه.ط. و ع.س. ومعهم مصور من جريدة السفير البيروتية حيث التقط الصور الأولى  ومن ضمنها صورة الدبابة الأسرائيلية التي كانت تحترق،  وكان هناك كثير من جثث القتلى المظلومين  الذين سقطوا من اخواننا في المقاومة الفلسطينية الأبطال وفقد الأتحاد الاخ كوكو في هذه المعركة .

لابد من الاشارة أنه بعد سقوط المثلث دعينا الى غرفة عمليات 5 (خمسه )وتواجدت يومها فصائل القوات الفلسطينية بدون استثناء وحضر عن الجانب اللبناني فقط الاتحاد الاشتراكي العربي ممثلا بمسؤوله العسكري الاخ عمر حرب. وترأس الاجتماع القائد  الفلسطيني  ابوجهاد ،والذي طلب من كل فصيل تقديم ثلاثة مقاتلين فقط لدعم صمود البطل العميد صيام (والذي قتل  فيما بعد) . وتقدم الأخ عمر بعشرة مقاتلين فرفض الطلب (حيث كان للاتحاد وجود كبير في الفاميلي بيتش وقد انتشر المقاتلون هناك حتى ضمن صخور المنطقة البحرية)..

وفي النهاية ، فقد ذهب الاخ ملحم الحجيري (النائب الحالي) وبأمر من القا ئد العسكري عمر حرب برفقة ثلاثة مقاتلين فلم يسمحوا بالبقاء لغير ثلاثة مقاتلين كما طلبوا  وعاد الأخ ملحم الى الأخ عمر وأخبره بذلك .

ان هؤلاء الأخوة الثلاثة لم يعودوا.

 وتاكيدا لما نقول نرجو العودة للمؤتمر الصحفي الذي عقده الاخ  ابو جهاد بعد الأجتياح في الإمارات والذي اشار فيه وبالاسم للاتحاد الاشتراكي العربي وشرف وجوده ومشاركته في تلك المعركة.

   من المؤسف والمعيب ان يحاول البعض تجريد مقاتلي الاتحاد  الاشتراكي العربي من انتصاراتهم…
نحن لا نتجنى على احد ،ولا نقلل من دوراحد ،كما اننا لا نحاول الغاء احد ، ولكن لا نقبل باي شكل من الأشكال بان يحاول احد سرقة انجازاتنا…

ومن أراد ان يستعلم أكثر يستطيع ذلك بالاتصال بالمسؤول العسكري انذلك الاخ عمر حرب .ا
ولقد كفانا كلاماً عن انتصارات بعضها حقيقية وأكثرها وهمية والتي لم نرها  مطلقا على ارض الواقع يوما.
ان من شهد وعايش تلك الأيام والمعارك يعرف تماما عما نتكلم…
رحم الله القتلى  الأبرار الذين سقطوا دفاعا عن وحدة وعروبة لبنان وشرف الامة العربية ودفاعا عن بيروت –سيدة العواصم.–

صورة – الأول ومن اليمين الى اليسار :
بسام بلان الملقب بابوعرب
فادي خماسي
ملحم الحجيري (النائب الحالي)
زين بيضون والذي لايظهر بوضوح بالصورة خلف المقاتلين الاربعة .
سعد الدين اللهيب الملقب ب ابو حاطوم  وهو قائد المجموعة

مجلة الشراع