نعتذر لأننا لم نضعكم في مكبات الزبالة/ الشاعر عمر شبلي/الشراع

الشراع 24 تموز 2023

بالإذن من الشاعر لتحريف بيته
وَلْيَعْذُرْنا فكل ما عندنا مُحَرَّف باسم الصواب:
إذا كان ربُّ البيت بالبوكسِ ضارباً
فشيمةُ أهلِ البيت كلِّهمُ اللبْطُ
بِمَ كان اللبنانيون يُحسِّون وهم يشاهدون حوار سياسيّهم بلغة الشتم والضرب؟
ولولا تَدَخُّلُ المتفرّجين على المباراة لتحول الحوار باللبْط وبحوافر قاسية النعال.
هل يُعْقَلُ أن يستمر ظهور هكذا نماذج على الفضائيات ويتكلمون بالقيم العليا وهم كما ثبت أوطى من كل ما هو واطٍ. أنا لا اتحدث عن المنظر العجيب وحده. وانما عن مناظر كثيرة وصلت الى مستوى الإقذاع في الشتم ومجاراة جرير والفرزدق في الهجاء.
كيف يُبنى وطنٌ بنماذج من هذا النوع، والأغرب أنهم لا يخجلون مما يفعلون وسيستمرون لاحقاً للترشح باسمنا لقيادة الوطن الى الانهيار. الخجل علاجه الاحتجاب احتراماً للنفس الكامنة في الإنسان.  أما الاستمرار في الفجور والظهور على شاشات التلفزيونات وادعاء الصوابية في الكلام والسلوك فهذا يعني أنهم مصنوعون من طينة أخرى وأخجل أن أذكر اسم هذه الطينة، وأنا أخجل أن استخدم اللفظة الملائمة لوصفهم، فالخجل في الإنسان رمز للشهامة ومحاسبة الذات والعودة إلى الإنسان بالخروج من الحيوان.
يا سياسيينا في لبنان اتقوا الشياطين التي تعبدونها فإنها تخجل من تجاوزكم تعليماتها، واتقوا الأموال التي سرقتموها خجلاً من بطونكم التي لم تعد قادرة على استيعاب تخمتكم “فقد بشمْنَ وما تفنى العناقيدُ” وهل ودائعنا تؤذي بطونكم ام نسأل بنوككم؟
ماذ نقول بكم أيها المتخمون بكل شيء ما عدا احترامنا لكم.
سؤال يشغلنا جميعاً وهو:
من هو المسؤول عن خراب البلد؟ ومن هو الحاكم الحقيقي لهذا البلد؟
مع أنكم جميعاً تدّعون البراءة من خراب البلد كبراءة الذئب من دم يوسف.
أسماء تنظيماتكم كلها قوة وحرية ووطنية ولبنانية مع ولائكم جميعا لما هو خارج لبنان.
أتدرون من المسؤول الحقيقي عن خراب لبنان أيها السياسيون الكبار؟
المسؤول الحقيقي عن خراب لبنان هو نحن، نعم مفرد بصيغة الجمع،
نحن المسؤولون الحقيقيون عن خراب البلد لأننا لم نضعكم في سيارات سوكلين بدلاً عن الزبالة، يا أبناء

الشاعر العروبي
عمر شبلي

مجلة الشراع