عوجة!! / الشراع 24 تموز 2023

الشراع 24 تموز 2023

على الرغم من التنسيق المسبق بين حزب الله وحركة امل، قبل وخلال مراسم عاشوراء ومنذ اعوام ، والذي استمر ويستمر حتى يومنا هذا ، فإن قرى الجنوب والبقاع والضاحية وبيروت تشهد بين يوم وآخر وساعة واخرى…

مشادات وخلافات تنتهي بإطلاق نار من اسلحة متواجدة بكثافة ، وتجعل الناس الابرياء يلعنون الساعة التي سمحوا فيها لهذه الجماعات ان تسيطر وأن تعيش بينها ، وكل عائلة شيعية او غير شيعية تفكر بالإنتقال من مكان سكنها اذا استطاعت الى ذلك سبيلاً
الى اي مكان تستطيعه ، وتتحمل المعيشة فيه..

ولا يغفل العارفون عن مساعي المقتدرين من الشيعة  مادياً على ترك مناطق الضاحية الجنوبية لبيروت ، والانتقال الى السكن في مناطق مختلفة في بيروت او خارجها هرباً من الفلتان الامني ، الذي لم تستطع كل اجهزة حزب الله الامنية ، ولا التنسيق بينها وبين حركة امل من ضبطه او التخفيف منه .وطبعاً لا احد يستطيع ان يطلب من اجهزة الدولة ضبط عصابات المخدرات والتهريب ، ومن يغتصب فتاة او ارضاً او يسرق سيارة او دراجة او منزلاً …ان تمنع ذلك!

وهل غفلت عنا عمليات الإعتداء التي يقوم بها صبيان ومسؤولي الإتجار بالمخدرات على الجيش اللبناني وقتل ابطاله الذين يلاحقونهم وبعض هؤلاء من اصحاب السوابق  في الإتجار وفي الإجرام ؟

احد علماء الاجتماع المطلعين على قراءات في علم النفس قال للشراع عن هذه الظاهرة:

انها ليست غريبة لأنها تعبر عن اندفاع نفسي من جماعة عاشت عهوداً في الإنكفاء والتبعية ثم وجدت بين ايديها كل مقدرات السيطرة والقوة…

فمارستها بوعيها ومن دونه ، وتفلتت على الآخرين وعلى بعضها ، وهي استطيبت الخروج على القانون ، وفرحت بعجز السلطة عن ضبطها ، واسعدها ان القادرين على لجمها من وسطها وبيئتها وتحديداً جماعة امل وحزب الله ما عادوا قادرين على ضبطها عملياً ولاسباب ذاتية -، فدود الخل منه وفيه -حتى لا يخسروا شراستها التي يخيفون بها الآخرين عندما يحتاجونها،

ويستطرد عالم الاجتماع بالقول:

هذه الجماعات الخارجة على القانون تعتبر هذا الخروج احد مستحقاتها!!

لأنها هي احدى ادوات التعبير عن فائض القوة التي يتهم فيها حزب الله بالسلاح..

ويتهم فيها نبيه بري بتسلطه على مؤسسات الدولة  كلها..

لذا فإنها ترى ان ما تفعله هو امر بديهي لا تسمح لأحد ان يحاسبها عليه او ينزعه منها!!!

اليس هذا ما فعلته وتفعله الميليشيات التي حكمت لبنان في الحرب وها هي تحكمه في السلم ؟

مجلة الشراع