مات علي دوبا رحلت عصا حافظ الاسد الغليظة/ بقلم حسن صبرا/ الشراع
الشراع 21 حزيران 2023
علي عيسى دوبا ، ابن بلدة قريفيص في ريف جبلة العلوية ، ارتبط اسمه بأسوأ ما شهدته سورية في عهد الاسد الاب ، من مجازر في حلب وحمص وحماه ، وفي تعامله مع اي معارض سياسي ، او مواطن يقع بين يديه ، وكان علي دوبا يعود الى منزله وآثار الدماء على حذائه وهو كان يتولى تعذيب وضرب وقتل الابرياء بيديه ويدوس اجسادهم بحذائه … انه فعلاً عصا حافظ الاسد الغليظة ، وقد استبدل ابنه بشار البراميل المتفجرة والصواريخ والاسلحة الكيماوية بها ، بهدف تحقيق المساواة الديموغرافية بين العلويين والسنة في بلاد الامويين !
جاء حافظ الاسد بعلي دوبا الى الاستخبارات العسكرية التي حكمت سورية ولبنان ، وظل رئيسًا لها منذ العام 1974 حتى العام 2000 حين رحل الاسد الاب ، وعينه الابن نائباً لرئيس الاركان ، معينا حسن خليل مكانه.
وكان اجراء ترفيع علي دوبا الى رتبة عماد مقدمة لاخراجه من الاستخبارات العسكرية
وكانت القاعدة التي اعتمدها حافظ الاسد هي قاعدة معاوية وهو يهيء انتقال السلطة لابنه يزيد ؛
هؤلاء هم رجالي الذين حكمت بهم ، ولن اتركهم ليحكموا معك لأنهم سيحكمونك ، لذا ابعدهم واحداً بعد الآخر اعتماداً على السن ، احلهم الى التقاعد واحداً بعد الآخر ، ولا تمدد لأحد منهم ، وقرب من بعدهم ليكونوا في خدمتك
هكذا ابعد بشار بنصيحة والده علي دوبا ومصطفى طلاس بما تجاوز سنه سن التقاعد العسكري وعلي حيدر ( عاقبه حافظ لأنه قال في اجتماع مع عسكره بلهجته العلوية القروية: السيد الرئيس من يغلط ، ومن يجيب ولد يحكم البلد ، يعني باسل يورث فهمنا ، على الاقل كان عسكري ومحترف ، لكن هذا الولد شو علاقتو بالسياسة وبالجيش ؟ من شو بيشكي ابو جمال ؟ ليش ما يعين ابو جمال ؟)
خلع حافظ الاسد علي حيدر باكراً وكلف علي دوبا ان يبلغه انتهاء خدمته في الجيش قائداً للقوات الخاصة ، وانتهت بحكم السن خدمة اركان الاسد الاب الآخرين
كحكمت الشهابي ومحمد الخولي وشفيق فياض …
اوصى حافظ بشار بما قرأه عن توصية معاوية ليزيد ، حين انتزع يزيد البيعة من عمرو بن العاص اثناء دفن والده فبايع عمرو يزيد والسيف في رقبته وتحته جثمان معاوية ، اما الحسين فمأساته معروفة بأكثر كثيراً من حقيقة وقائعها
علي دوبا كان الاقسى بين ضباط حافظ ، وواقع الامر ان حافظ الاسد سن قانوناً في السلوك وفي التعامل بالغ رجاله في اعتماده وتطبيقه ، وبات كل واحد منهم يبالغ ويزايد وهو على قناعة بأن هذا ما يرضي السيد الرئيس ، وكان حافظ الاسد يسعد كلما جاءه خبر بطش علي دوبا وجرائم شقيقه رفعت …
اعطى حافظ علي دوبا صلاحية كاملة في حق رفض ادخال اي طالب سوري الى الكلية الحربية ، فتمادى دوبا في تنفيذ هذا الرفض ليرضي معلمه
اعطى حافظ علي دوبا صلاحية كاملة لاستخدام كل الوسائل لإخماد اي تحرك ضد النظام ، فإرتكب دوبا المجازر في كل سورية ، وهو يعلم ان هذا كان يرضي السيد الرئيس ( وهو ينطقها باللهجة العلوية السيد الرئييس )
اوصى حافظ علي دوبا ان يدخل الى الكلية الحربية العائلات والعشائر العلوية ( الكلبية والمتاورة والخياطين والحدادين ) وكذلك العائلات العلوية كآل خير بك واسماعيل وسلمان .. ليضمن التفاف العشائر والعائلات العلوية الكبيرة .
لبنانياً
لأن حاكم لبنان الفعلي كان ضابطا تابعاً لجهاز امن الاستخبارات العسكرية السورية ، وكان الاهم دائما هو العميد اللواء غازي كنعان ، وهو الذي رسم لكنعان طريق حكم لبنان بتعليمات حاسمة من حافظ الاسد ، فإن ابو يعرب استتبع النواب والوزراء والضباط والقضاة ورؤساء الاحزاب .. وأدخلهم في سلك خدمته وخدمة معلمه علي دوبا الخادم عند حافظ الاسد .
كان النواب الذين عينهم غازي كنعان عام 1991 خداماً عنده ، وكان يحدد لهم المبالغ والهدايا التي يجب ان يحملوها الى اللواء علي دوبا عن طريقه … وكلف محسن دلول نفسه عندما كان وزيراً للزراعة ان يرسل شاحنات محملة باشجار صغيرة مثمرة الى مزرعة علي دوبا في مزرعته ، وكان عبد الرحيم مراد يرسل المال نقداً الى غازي هدية الى علي دوبا وكان آخرون يلتزمون شراء بطاقات مرور على الخط العسكري السوري ويبيعون البطاقة بألفي دولار وهي تحمل توقيع اللواء علي دوبا ..
وعندما كانت وزارة الدفاع السورية في عهد العماد مصطفى طلاس اصدر بطاقات مرور زرقاء اللون كان جماعة علي دوبا يصادرونها على الحواجز في تحدٍ للعماد طلاس.. وعندما اشتكى طلاس لحافظ الاسد سلوك علي دوبا اكتفى حافظ بالضحك والاستغراب
كانت مهمة علي دوبا الاخرى في لبنان هي التخلص من كل من يغضب عليه حافظ الاسد ، فاشرف على قتل كمال جنبلاط ( البعض وضعها عند ابراهيم حويحي بصفته مكلفاً من حافظ الاسد بإستتباع المخبرين المسيحيين ككريم بقرادوني وايلي حبيقة وآخرين )
علي دوبا نفذ بواسطة منظمات فلسطينية كالصاعقة واحمد جبريل قتل خصوم حافظ كسليم اللوزي ورياض طه وخليل عكاوي -ابو عربي
اشرف علي دوبا على تصفية بعث العراق ومنظمة العمل الشيوعي بسبب علاقة رئيسها محسن ابراهيم بياسر عرفات ، كما اشرف على انشقاق ما سمي بفتح الانتفاضة..
علي دوبا مات عن سن التسعين وهو من مواليد 1933 وهو ابن ثقافة علوية قامت على انه اذا لم يحكم العلويون سورية الى الابد فلن تبقى سورية وطناً لغيرهم
وها هي هذه الثقافة حاكمةمنذ تسلم حافظ الاسد قلب العروبة النابض فقلبها من بلاد الامويين الى غيتو العلويين
واخيراً
قرأنا في نعي علي دوبا انه امضى عمره بالصلاح والتقوى ! علي دوبا يشهد عليه بوطه العسكري من كان تقياً وصالحاً … ألم نكتب لكم انه ابن ثقافة قلبت واقع قلب العروبة النابض الى حقد اسود على كل ما هو غير علوي ؟هل هناك صلاح وتقوى اكثر من ذلك ؟
حسن صبرا