الخدمات الاعلامية

“خاص – “الشراع”: المعجزة” التي يحتاجها لبنان للخروج من ازماته !

الشراع 5 حزيران 2023

لم يعد خافياً على احد بان لبنان يحتاج في هذه الظروف الى ما يشبه  “المعجزة”  او نوع منها للخروج من دوامة الازمة غير المسبوقة التي يمر بها حالياً.

واذا كان العنوان الأبرز لهذه الازمة هو انتخابات رئاسة الجمهورية، فان هذا العنوان يستبطن الكثير من الانقسامات التي تتجاوز التوافق على اسم الرئيس المقبل والتوجهات التي تحكم عهده في السنوات الست التي سيمضيها في قصر بعبدا.

فالمشكلة كما صار واضحاً لا يمكن حلها  من قبل الثنائي الشيعي وحلفائه مع الوقت كما حصل في الدورة الانتخابية السابقة عندما تم انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية بعد فترة فراغ  شغور رئاسي امتدت نحو سنتين ونصف . وهذا الامر لا تسمح الظروف التي يمر بها لبنان والمنطقة والعالم بتكراره لحسم ترشيح سليمان فرنجية.

والمشكلة لا يمكن حلها أيضاً من خلال تجاهل ما يطرحه ثنائي حركة امل وحزب الله وحلفائه ومن خلال تحول المرشح جهاد ازعور  المدعوم من الثنائي الماروني وقوى المعارضة الى مرشح سيتكرر معه ما حدث مع المرشح ميشال معوض ، وذلك من خلال عقد 11 جلسة انتخابية او اقل او اكثر دون الوصول الى نتيجة بالنسبة لمسألة انتخابه.

وفي حال تمت الدعوة من قبل الرئيس نبيه بري الى جلسة للانتخاب التي سبق وربطها بتوافر مرشحين جديين او اكثر ،فان هذه الجلسة لن تصل الى النتائج المرجوة ،لان كل فريق من فريقي الاصطفافين الجديدين سيعمل على تعطيل نصاب الجلسة في دورتها الثانية لضمان عدم وصول مرشح الفريق الاخر للرئاسة.

وباتت المعادلة اليوم قائمة على :”تعطيل مقابل تعطيل”،مع استبعاد حصول مفاجآت كتلك التي حصلت عندما انتخب سليمان فرنجية الجدرئيساً في مواجهة الياس سركيس بفارق صوت واحد قبل نحو نصف قرن.

واذا كان الأساس في بناء هذه المعادلة هو تكتل القوى والأحزاب المسيحية في ما بينها رغم خلافاتها العميقة من اجل العمل لابعاد احتمال وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية، تحت عناوين وشعارات عديدة ، فان ما تم  اقتراحه من قبل هذه القوى لا يراعي ما طرحه الثنائي ولا سيما حزب الله إزاء عدم قبوله بمرشح للرئاسة لا يتآمر على المقاومة، وفقاً لما عبّر امين عام الحزب السيد حسن نصرالله.فيما يصر الثنائي الشيعي على ترشيح فرنجية ويرفض الانتقال الى البحث عنمرشح اخر ضمن  ما يسمى “الخطة ب”.

التشاؤم سيد الموقف ، والاتهامات لا تتوقف عند اي حدود . وهناك من يتحدث اليوم عن ان لبنان ماض من السيء الى الاسوأ لا بل الى ما يتجاوز ذلك بكثير.

اما الحديث عن عقوبات يمكن ان تفرض على المعرقلين ، فمن الواضح ان الحديث عنها والتلويح بها ضد المعرقلين من قبل بعض الدول ولا سيما الولايات المتحدة يهدفان الى ممارسة ضغوط جديدة ليس باتجاه انجاز الانتخابات بصرف النظر عن الفائز فيها ، بل في اطار الدفع بهذا الطرف او ذاك باتجاه القبول بما تراه الدولة التي تهدد بالعقوبات مناسباً لها ولمصالحها في اختيار الرئيس الجديد، وذلك وفقاً لما كشفه مصدر واسع الاطلاع ل”الشراع”.

والامثلة على ذلك عديدة. وتتناول ما ترى كل دولة انه يمكن ان يلحق الضرر بهذا الطرف او ذاك. الا ان الموضوع لا ينحصر فقط في هذا الاطار في ظل العمل الاستخباري الواسع الحاصل في لبنان والرامي من ضمن فصوله الوصول الى ما وصلت اليه البلاد حالياً على صعيد الانقسامات الحاصلة وعلى صعيد اهتزاز صورة الدولة على نحو يهدد بتحللها.

ويكشف المصدر نفسه ان ما من لقاء يحصل الا وتكتب فيه عدة تقارير ولجهات عديدة من محاور مختلفة ومتعارضة، حتى باتت صورة المشهد اللبناني مطبوعة بعمل الاستخبارات الاجنبية ، علماً انه في الشكل على الاقل يترافق ذلك مع زيارات يقوم بها سفراء دول الى قيادات وسياسيين لا يمكن فصلها عن عمل اجهزة استخبارات دولها في لبنان. وهي زيارات لا تقتصر فقط من قبل هؤلاء السفراء على تقصي المعلومات بل وايضاً من اجل ابلاغ من يتم الاجتماع بهم بما عليهم القيام به رداً على خطوة من هنا او موقف من هناك .

وكل هذه المداخلات “والنصائح”  والتوجيهات اذا صح التعبير ،كما يصفها البعض أدت وتؤدي الى تفاقم الانقسامات وتمترس عدد من الجهات الداخلية خلف العواصم الداعمة لها .ما ادى الى زيادة التعقيدات والسير من قبل الجميع على حافة الهاوية في اطار تصعيد يصفه البعض بالحرب الباردة لكن المستعرة والتي تكاد تكون اسوأ من اي حرب ساخنة.

وبالطبع فان ما يخشى منه هو ان كل ما يحصل ليس مجرد صدفة ، ولا تفسير له كما جرت العادة الا من خلال ثلاثة احتمالات:

الاول: متفائل وينطلق من المثل القائل “اشتدي يا ازمة تنفرجي”،ويمكن ان يوصل من خلال احتدام الصراع والانقسام الى طاولة حوار هدفها الوصول الى حل لا يرفضه احد ويراعي القاعدة التوافقية المعتمدة في لبنان وهي لا تشمل الافرقاء الداخليين فقط وانما تتسع دائرتها لتطال العواصم الفاعلة والمؤثرة والتي تعمل على الحفاظ على مصالحها في بلاد الارز وتعزيزها.

الثاني:متشائم، ويتضمن خشية من ان يكون كل ما يحصل مقدمة لتفكيك لبنان وضربه.

اما الاحتمال الثالث، فهو الاستمرار بحالة الستاتيكو القائمة ، اي لا حل في لبنان ولا انفجار. بانتظار تبلور وجلاء صورة المعادلات الخارجية التي تنعكس مباشرة على الوضع الداخلي . وعماد هذا الاحتمال هوان لا انفراجات في الأفق. ومعنى ذلك ان لبنان ممنوع من العودة الى الحياة الا انه ممنوع في الوقت نفسه من الموت.

اي الاحتمالات اقرب الى التحقق؟

لا يمكن الاجابة على ذلك حالياً. الا ان ما يمكن قوله هو ان  البلاد امام نوع جديد من الاختبارات من الممكن ان يظهر معها الخيط الابيض من الاسود وتنجلي صورة المسار الذي سيسلكه الوضع خلال الاشهر القليلة المقبلة.

مجلة الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi