هل يمكن سحب سلاح حزب الله؟ وهل الاستراتيجية الدفاعية ممكنة؟ بقلم حسن صبرا/الشراع

الشراع 24 شباط 2023

ارتبط مصطلح ومطلب البعض في لبنان:

سحب سلاح حزب الله بالاستراتيجية الدفاعية كبديل عن هذا السلاح..

دعونا نناقش الامر موضوعياً ، ومن دون موقف مسبق ، بمعنى طرح سؤال او اسئلة عن امكانية تحقيق ذلك عملياً .

لن نناقش حق حزب الله في امتلاك السلاح ، ولن نناقش حق طلب سحب هذا السلاح .. ونحن نرى -خارج قناعتنا بواجب القتال ضد العدو الصهيوني ، وأن ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة – ان محاولة نزع سلاح حزب الله بالقوة هو إعلان حرب داخلية ، تنذر بأن تجعل الحروب التي مرت على لبنان خلال نحو نصف قرن تبدو نزهة امام ما ينتظرنا!

فالذين يعترضون على حزب الله يسمونه دائما بصفة تركيبته العسكرية انها لواء من الوية الحرس الثوري الايراني ، اي انه جيش اجنبي في لبنان ، او انه موجود لتنفيذ سياسة دولة اخرى على حساب دولة لبنان .
وحزب الله يقول انه وجد لمقاومة الاحتلال الصهيوني للبنان.

حاولت إسرائيل كثيرا تصفية وجود حزب الله او المقاومة ، وبعد كل محاولة صهيونية كان الحزب يخرج اقوى مما كان عليه على مختلف الاصعدة ، فهل في لبنان من هو مستعد للقيام بما فشلت فيه إسرائيل؟

وهل في لبنان من يفكر بذلك؟

كثيرون يتمنون ان تنجح إسرائيل بتخليصهم من المقاومة وسلاحها ، ولكن الامر لا بتجاوز التمنيات ، والبعض يتمنى ان يقوم الجيش اللبناني بمساعدة قوى خارجية بهذه المهمة ، من دون ادراك تبعات هذه المغامرة على اللبنانيين الذين قد يدخلون في حروب مذهبية وطائفية ومناطقية .

لاحظوا اننا لم نتحدث عن قانونية او لا قانونية سلاح حزب الله ، كما لم نتحدث عن البيانات الوزارية لكل حكومات لبنان منذ عشرات السنين ، التي تحدثت عن حق المقاومة في الدفاع عن لبنان في وجه العدوان الصهيوني ، ولم نتحدث عن عدم تعرض الجيش والقوى الامنية لقوافل السلاح التي تمر امام عيون القوى المسلحة انسجاماً مع البيانات الوزارية ، بينما تتم ملاحقة مواطن يحتفظ في سيارته بسلاح فردي من دون ترخيص!

العاقلون الموضوعيون في لبنان يحاولون تعويض عجزهم عن نزع السلاح او المطالبة بذلك بالذهاب الى الاستراتيجة الدفاعية ، علها تحجم دور السلاح ، او علها تجعل استخدام هذا السلاح بقرار من الدولة اللبنانية وجزء مهم منها هو حزب الله وحلفائه ، مع التذكير دائمًا بأن البيانات الوزارية كلها صارت تعتمد هذه التوصية او هذا التوصيف للهروب مما هو اكثر ، او للتخفيف مما هو اخف .. وقد يقول قائل ان هذه البيانات كانت تتضمن هذه التوصيفات خضوعاً لحزب الله وحلفائه : وهل ينسى خصوم حزب الله في لبنان انه في اسوأ حالاته الانتخابية حصل على نصف مقاعد عدد نواب لبنان هو وحلفاؤه ، وانه في احسن احواله انتخابياً كان له اقل من الثلثين بقليل ، وهذا يعني منطقياً انه يملك سلطة القرار دستورياً من دون الحاجة الى ابراز سلاحه او استخدامه !!

مرة اخرى نكتب :

اننا لا ندلي برأي سياسي ، ولا نلتزم  موقفاً مسبقاً ، نحن فقط نشرح امراً قائماً
تعالوا الى الاستراجية الدفاعية التي ايدها حزب الله في كل مرة كانت تطرح فيها وتعالوا ننفذها على ارض الواقع.

بداية تطبيق الاستراجية الدفاعية تعني تسليم حزب الله لسلاحه (ونحن من جديد لن نكتب:

ماذا يفعل لبنان اذا قام احد ما بعد تسليم السلاح ، وقد تكون إسرائيل نفسها بعمل في فلسطين المحتلة منطلق من لبنان وعمدت إسرائيل للرد بقصف لبنان !)

اين سيضع الجيش اللبناني السلاح الذي سيتسلمه من المقاومة الاسلامية ، او حزب الله؟

ولدى المقاومة عشرات آلاف المقاتلين المدربين واصحاب خبرة وهم خاضوا معارك في السهول وفي الجبال  وفي الاودية وفي الشوارع … اين سيذهب هؤلاء؟

اليس من المنطق ان يكونوا ضمن الجيش اللبناني؟

اشد خصوم الحزب في لبنان يطالبون بضم مقاتلي الحزب الى الجيش اللبناني ، اين هي قدرة الجيش اللبناني على استيعاب جيش جديد كله من الشيعة ،وكله خاض معارك ،والاخطر من ذلك انه يملك عقيدة قتالية مختلفة جذرياً عن عقيدة الجيش اللبناني!

هل يمكن للجيش اللبناني استيعاب جيش المقاومة ؟

أليس وارداً ان يستوعب جيش المقاومة الاسلامية المؤمن عقيدياً بأن الامام المهدي يقاتل معه في معاركه ضد العدو الصهيوني. الجيش اللبناني المتعدد المشارب والثقافات الدنيوية ( دائما ً نحن لسنا مع اي من المواقف المسبقة )
اخشى ما يخشاه حزب الله ان يموت نبيه بري وان يندفع الآلاف من جماعات امل الى صفوفه ، لأنها اعجز من ان تستوعب شيعياً آخر له مشارب اخرى وسلوكيات مختلفة ، فكيف يمكن له ان ينسجم مع جيش لبناني يضم من عكار خصوماً له كما من عرسال كما من الاقليم وحاصبيا ، ومن بيروت ضباطاً لا يطيقون ثقافته قبل سلاحه ؟

تعالوا الى الاهم :

اين الثكنات العسكرية للجيش اللبناني التي يتموضع فيها جيش مدرب مقاتل معتاد على التموضع في الانفاق وفي الوديان؟

اين مواقع الصواريخ التي يملكها ، وإسرائيل تقول انها نحو 150 الف صاروخ نوعية متطورة فائقة الدقة؟

من سيشرف على هذه الصواريخ؟

اليس مقاتلو الحزب الذين ادخلوا الى الجيش اللبناني؟

وأين ستكون ذخيرتها وقدائفها؟

اليس تحت حماية المقاومين السابقين المنضوين باسم الاستراتيجية الدفاعية في صفوف الجيش اللبناني؟

ماذا فعلنا اذن؟

اليس ممكناً ان يظل هؤلاء متلقون للاوامر من قيادة حزب الله وتحديداً من السيد حسن نصر الله؟

اليس ممكناً ان يستقطب جنود حزب الله داخل الجيش ، عناصر بالمئات من عناصر وضباط الجيش اللبناني قبلهم؟

اليس ممكناً ان ينفذ هؤلاء جميعاً تعليمات واوامر السيد نصر الله، وضمن الاستراتيجية الدفاعية التي ستتضمن حكماً ان إسرائيل هي العدو الذي يجب التصدي لعدوانه؟

أليس ممكناً ان تكلف المقاومة الاسلامية فلسطينياً قتلت إسرائيل اهله في غارة على غزة او ارتكبت جريمة في نابلس او جنين او اي منطقة في فلسطين المحتلة لينتقم ويقصف او يقتل جندياً او مستعمراً صهيونياً؟

من الذي سيمنع حزب الله من استمرار تمويل مقاتليه ، وقد يضاف اليهم ايضاً تمويل آلاف الجنود والضباط في الجيش اللبناني؟

أليس في قبول الجيش منحة المائة دولار من اميركا ومن قطر سابقة يمكن ان يحتذي بها حزب الله او ايران مثلاً بعد إعتماد الإستراتيجية الدفاعية؟

ثم ان الاستراجية الدفاعية تتضمن وجود طيران حربي متطور يوازي طيران العدو المغير ، فهل في امكانات لبنان شراء هذه الطائرات والصواريخ؟ ( اسمحوا لنا ان نذكركم بأن ما منع لبنان من امتلاك صواريخ متطورة بعد فضيحة صواريخ كروتال عام 1968 ليس كشف الفساد في صفقتها ، بل في خوف لبنان من امتلاك مثل هذه الصواريخ … حتى اليوم !)

هل تستوعب مساحة لبنان وجود قواعد جوية لحفظ طائرات حربية متطورة؟

ومرائب مكلفة بمئات ملايين الدولارات؟

هل يتحمل لبنان دعوة حزب الله -المفترضة -لجعل ساحة لبنان منضمة الى ساحة سورية حليفته تحت حكم آل الاسد لحفظ الطائرات والصواريخ وتزامن الرد على اي عدوان يستهدف سورية كما لبنان ( وهل تبقى فلسطين او الضفة الغربية وقطاع غزة خارج هذا التوصيف؟

واخيراً

هل فكرتم بعنوان المقال من جديد؟

وآخراً
من اراد ان يرد على هذا المقال فليرد على افكاره ولا يرد على كاتبه!!

مجلة الشراع