من اوراق حسن صبرا: محاولة مع عقيد عراقي تنفيذ انقلاب ضد صدام/الشراع

الشراع 18 نيسان 2023

العقيد طيار العراقي صارم السامرائي ، توفي العام الماضي بجائحة كورونا ، وكان مع عائلته اللبنانية في طرابلس الغرب ..بعد اضطراره لترك العاصمة اللبنانية بعد آثار الإجتياح الصهيوني لسيدة العواصم بيروت ، صيف 1982.
وقبل الدخول في موضوع هذه الاوراق ، noلا بد من الاشارة الى ان الرجل شارك في الدفاع عن بيروت خلال الحصار الصهيوني عليها في ذلك الصيف
كان ابو صالح زميل المناضل الناصري عمر حرب في جولات لم تتوقف على كل جبهات القتال ، لتفقد مناضلي الاتحاد الاشتراكي العربي المنتشرين على كل جبهات القتال ، والذين خاضوا اشرف المعارك ضد العدو ، ومنها معركة خلدة التي اسفرت عن تدمير عدة دبابات العدو واسر احدى دباباته خلال هذا الاجتياح وحصار بيروت ، وكان افظع ايام الحصار والاجتياح هو يوم 1/8/1982.. حيث قدر الجيش الصهيوني عد القذائف التي اطلقها على بيروت براً وبحراً وجواً بنحو 175 الف قذيفة،، في هذا النهار الذي استمرت القذائف الصهيونية تنهمر فيه على كل تحرك وحركة في بيروت ، وحيث كنت مع اهالي المنطقة قابعين في ملجأ الشراع كان صارم السامرائي وعمر حرب يجولان على كل مواقع الاتحاد الاشتراكي العربي العسكرية ، من خلدة الى عين المريسة مرورا بمرابض المدفعية عند السمرلاند وملعب نادي النجمة في مواجهة البوارج الصهيونية
عندما تعرفت على المناضل العقيد الناصري صارم السامرائي الذي قتل النظام العراقي السابق والده في مطار بيروت الدولي ، كانت المفاجأة في منزل الان عمر حرب انه يريد ان اساعده مع معارفي في ايران ، لدعمه في تدبير انقلاب عسكري ضد الرئيس صدام حسين
رتبنا زيارة الى طهران وكان ثالثنا صديق لصارم اسمه انور .. وفي طهران التقينا مع قيادة حزب جمهوري اسلامي ورئيس مكتبه السياسي د حسن آيت وجلال الدين الفارسي
اختلفنا في اللقاء مع آيت والفارسي حول موضوعين :
الاول هو حول تصريحات الوزير الايراني صادق قطب زادة عن ان بغداد اصلها فارسي
والثاني هو حول استقبال المسؤولين الايرانيين لرئيس ما يسمى الجمهورية الصحراوية ، وهي ارض مغربية بالكامل ..
الامر الاهم ان الايرانيين رحبوا كثيراً بمسعى السامرائي لتدبير انقلاب ضد صدام ، وابدوا استعدادهم لدعمه متفقين على متابعة اللقاءات
الذي حصل هو بدء الحرب العراقية – الايرانية في 20/9/1980 والتي استمرت ثماني سنوات ، كان خلالها ابو صالح مناضلاً في لبنان ضد العدو الصهيوني المحتل قبل ان يغادر الى ليبيا مع اسرته الكريمة التي ما زلت على تواصل عبر موقع الشراع الالكتروني
في طهران واثناء جولة مع صارم وانور في اسواق طهران التقينا عراقيين حملتهم شاحنات عراقية ورمتهم على الحدود بذريعة انهم فرس ، وكانت المفاجأة ان صارم عرف بعضهم وهم من عشائر عربية قحة وسيماهم كلها عربية في السمار والعيون والانوف ،
اثناء عودتنا من طهران كان العراقيان الذاهبان الى ايران لتدبير انقلاب عسكري ضد صدام خائفان من ان يطرأ عطل ما في الطائرة اللبنانية ( طيران الشرق الاوسط ) فتضطر الى هبوط مفاجىء في مطار بغداد ، فيتم اعتقالهما .. حيث كان صارم هارباً من العراق مشهراً خصومته مع النظام العراقي

مجلة الشراع