مساحة حرة: 13 نيسان النهاية اسوأ من البداية…/الشراع

الشراع 13 نيسان 2023

اخبرني صديقي يوسف ، ان عنصراً من  قوى الامن المولج بالسير في منطقة عين الرمانة ،الذي اتهم بتحويل سير البوسطة التي تقلّ فلسطينيين وانصارا لهم من اللبنانيين ،قد تمّت تصفية اقاربه انتقاما منه في بلدة المية ومية ،مؤكدا ان ذاك الشخص لا ناقة له ولا جمل ،ولم يكن على علم او على دراية بما سيحصل للبوسطة ، انما كان يقوم بواجبه.
افتراضا ان قوى حزبا الكتائب والاحرار ارادا حربا وتقسيما وتنفيذا لمجازر بحق الشعب الفلسطيني ، وانصار قضيته ،فما الذي دفع بقوى وطنية تقدمية ومنظمات ثورية فلسطينية تعتبر نفسها واعية ،الى الانزلاق والدخول في الحرب مهما كانت الاستفزازات من اليمين.
اليمينيون يقسمون بالرب وبالصليب ،انهم لم يكونوا مستعدين لحرب ،ويؤكدون انهم دخلوها ببنادق صيد وببنادق قديمة الصنع ،بينما الاسلحة كانت بحوزة الفلسطينيين وانصارهم.
الخطأ الفادح لليسار كان في مشاركته بحرب اهلية تحت شعار حماية المقاومة الفلسطينية وكان الهدف يستحق المغامرة*.
لن يعرف احد من خطط ومن نفذ ومن سعى لاشعال حرب في بلد كان جواز سفره وعملته ومستوى المعيشة فيه بخير.
العدو الاصيل كان حتما هنا.
لا يهمّ فقد وقعت الحرب وتدمرت البلاد ، فهل بالامكان وضع عناوين عامة لهذه الحرب؟
طائفيا ومن 13 نيسان لغاية الان ، هناك 3 عهود طائفية مقيتة:
1-المارونية السياسية التي قدمت ازدهارا اقتصاديا وثقافيا وفنيا ورياضيا وتربويا ..انما ايضا عنجهية تخلف سياسي طائفي داخلي ،، رفضت التنازل عن القليل لتجنب حرب الفائز فيها خاسر حتما ، معتقدة ان لبنان انما صنعه الموارنة للمسيحيين.
2- السنية السياسية الحريرية التي نهضت بالشكل بالبلد اقتصاديا وفي الجوهر حمّلت البلد ديونا غير منطقية ، على امل و وعد بسلام.شامل قادم بعد.مباحثات مباشرة  للعدو الاصيل مع دمشق العروبة نفسها ومع بيروت الوطنية نفسها في مدريد !
نسي الجميع انهم اشتركوا في مباحثات مدريد للتطبيع قبل قطر والامارات والمغرب وحتى قبل الاردن.
عهد مالي-اقتصادي تمحور حول شخصية دولية في عالم الاعمال ..سريعا ما اصطدم مع مشاريع سياسية كبرى انتهت باغتياله وتدهور السنية الساسية.
مرحلة نهضة كاذبة.
3-الشيعية السياسية العالمة والناجحة في بناء مجتمع اسبرطي ضد العدو الاصيل ،تمكنت بنجاح من وراثة “جمول” المجيدة والخالدة و المقاومة الوطنية اللبنانية الباسلة ،والحرّة التي حررت بيروت واقليم الخروب وصيدا والنبطية وصور ،ثم عبر مقاومة اسلامية شريفة وبطلة حررت باقي الاراضي المحتلة وصمدت ورسّخت معادلة توازن رعب مع العدو الاصيل الا انها اساءت ببراعة من قيادة الصراع الكبير لعدم امتلاكها اي خطط اقتصادية-مالية_تربوية_معيشية بديلة في مواجهة اعداء نجحت بانتاجهم و بتكاثرهم يوما بعد يوم ،حتى لم يبق الا ثلاث او اربع دول صديقة لها في هذا العالم ..فكان الانهيار الاقتصادي وكان البؤس العام وكان التقهقر الفني وانعدمت الثقافة.
الشيعية السياسية ارادت محاربة اكثر من ثلاث ارباع دول العالم فقط…
العامل السياسي السوري في العهود الثلاث كان عاملا تدميريا سيئا ،ولا عتب ففاقد الشيء في بلاده لا يعطيه خارجه ،مع العلم انه كان بالامكان بعد الطائف ارسال كل رموز الحرب الى بيوتهم بالقوة واستبدالهم برجال سلم.
بطولات بهلوانية برعاية اعلام وصحافيين ماجورين.
هم مارونية سياسية و سنية سياسية و شيعية سياسية تناوبوا بالتعاضد وبالتعاون وبالتآزر على تدمير بلد ، وتشريد شعب ، وعلى تعميم ثقافة الجهل والتعصب .
في مقارنة بين تلك العهود الثلاث نجد انهم جميعا اتفقوا على خنق الوطنيين اللبنانيين اللا طائفيين من كل الطوائف .
اخبث وامكر ما في المارونية السياسية والسنية السياسية والشيعية السياسية ادعاءاتهم انهم منفتحون على الآخر ! وان خطابهم وطني جامع وهم في الحقيقة وحوش طائفية ما حكمت واحدة منهم الا وقدمت اسوأ انموذج عندها من الانتقام ومن التخريب ومن نهب المال العام ومن بث الكراهية انما بدهاء علمي.
في 13نيسان 1975 كانت البداية افضل من النهاية التي نعيشها على امل قدوم مئة فارس مسلح ملثم وشجاع يغتالون كل هذه النماذج القذرة التي ما دفعت بالبلاد الا نحو الهاوية.
حاليا ينتظر الجميع الحل من الخارج كعادتهم .
الاسوأ من تلك الاحزاب الحاكمة الطائفية جماهيرهم المستفيدة من الخراب.
فشل الموارنة واهل السنة واهل الشيعة فمتى ينجح الوطنيون اللبنانيون.
المجد لخونة طوائفهم.
المجد للشرفاء.
كل 13 نيسان وانتم في عهد طائفي اسوأ… الشرّ “لقدّامّ.
#حميدة_التغلبية.