الخدمات الاعلامية

الانتخابات الرئاسية في “خبر كان” ورهان على حوارات ثنائية تشمل القوات وحزب الله / خاص- “الشراع”

الشراع 6 شباط 2023

لم يعد خافياً على احد ، في اعقاب اعلان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل عن وجود قرار بتعطيل انتخاب اي مرشح مقرب من حزب الله رئيساً للجمهورية، ان قضية الانتخابات الرئاسية باتت خاضعة لمعايير جديدة حددت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا جزءاً منها.

الوزيرة الفرنسية وفي حديث صحافي غير عادي تحدثت وبوضوح عن رئيس اجماع وليس مثلاً عن رئيس توافقي او رئيس يمكن ان يحظى باصوات الاغلبية او الاكثرية في مجلس النواب.

وهذا الامر يدخل بالطبع في باب المستحيلات في لبنان، كون الخلافات والانقسامات من المعروف والشائع لا بل المثبت انها تكاد تطال كل شيء. ليس في السياسة وحدها بل وايضاً في كل مناحي الادارة والمؤسسات والتوجهات …الخ.

 

وسواء تقصدت وزيرة الخارجية الفرنسية الاعلان عما اعلنت عنه او ان ما قالته كان نوعاً من زلة لسان ، فان فرنسا وخلفها الولايات المتحدة على الاقل من منطلق ان باريس تحظى بتفويض اميركي معروف حيال الاهتمام بلبنان وشؤونه تدعو من خلال ذلك الى ما يشبه المعجزة من اجل انجاز موضوع انتخاب رئيس جديد . ومعنى ذلك ان الملف الرئاسي اللبناني بات اليوم في “خبر كان” وحتى اشعار اخر  كما عبر ل”الشراع” رئيس كتلة نيابية بارزة . وهو ما سيكون له انعكاساته على الوضع العام في البلاد كون انتخاب رئيس هو المفتاح لاعادة انتظام المؤسسات واطلاق مرحلة جديدة لمعالجة الازمات المتراكمة ووضع لبنان على سكة التعافي.

 

فاذا كان انتخاب ميشال معوض غير ممكن كما ظهر في الجلسات السابقة للمجلس النيابي والتي وصفت بانها “مسرحية”، فان ما كان مطروحا ًحيال امكانية نجاح ثنائي حركة امل وحزب الله والكتل الحليفة له في وقت غير بعيد  بتأمين انتخاب سليمان فرنجية او اي مرشح اخر غير وارد ايضاً في ظل المعايير الجديدة المطروحة من قبل الوزيرة الفرنسية. وهي معايير تحتاج اصلاً الى نصاب لعقد الدورة الثانية من جلسة الانتخاب لا يقل عن 86 نائباً وهو أمر لا يمكن تحققه في ظل غياب التسويات او التفاهمات وطغيان المواقف المتشنجة على ما عداها.

واذا كان حزب الله نجح في الانتخابات الرئاسية السابقة في إيصال ميشال عون الى الرئاسة الاولى ، بعد شغور رئاسي وفراغ استمر اكثر من سنتين ونصف، فان ما يراد ابلاغه به اليوم هو ان الامر لن يتكرر كائناً من كان المرشح الذي يطرحه او يسميه او يفضل انتخابه مهما استمر الفراغ الذي مضى عليه حتى الان ما يزيد عن الاربعة اشهر.

 

لا بل ان خصومه الداخليين والخارجيين يعتمدون الى حد كبير القاعدة نفسها لتأمين وصول رئيس موال لهم ومعاد لحزب الله ، مع اضافات ضاغطة على كل لبنان ومؤسساته وابنائه من مختلف اطيافهم. وهذه الاضافات الضاغطة تتجسد اولاً في الحرب المالية والاقتصادية التي تشن على البلاد من خلال عزله ومحاصرته ومنعه من تأمين ابسط مستلزمات العيش وفي مقدمتها الكهرباء التي بات الموقف الاميركي سبباً من أسباب استمرارها من خلال منع استجرار الغاز من مصر عبر الاردن وهو ما بات مثبتاًبشهادات لمسؤولين دوليين وعرب وأخرهم كان الموفد الفرنسي بيار دوكان.

 

ومهما تعددت الاسباب والتبريرات والتفسيرات فان الانهيار المالي الحاصل وتجاوز سعر صرف الدولار الاميركي كل الحواجز وعلى حساب قيمة الليرة اللبنانية ، يدخل بشكل واضح في لعبة عض الاصابع بانتظار من سيقول ” اااخ” اولاً. وهي لعبة لن تصل كما صار واضحاً الى اهدافها لان طرفيها المتقابلين لن يتراجعا في حين ان المواطن وفي كل لبنان بات في اوضاع حرجة حتى لا نقول انها مستحيلة.

الأفق مسدود وحتى اشعار اخر ، امام ايجاد مخرج او اختراق داخلياً او خارجياً، الا ان مصدراً واسع الاطلاع كشف عن ان هناك توجهات جديدة يمكن البناء عليها ولو كانت طرحت في باب التساؤلات. وتتعلق هذه التوجهات بإمكان فتح حوارات ثنائية بين الاطراف الداخلية . وبينها على سبيل المثال لا الحصر امكانية البدء بحوار ثنائي وبعيد عن الاضواء بين القوات اللبنانية وحزب الله لا سيما وان قنوات الاتصال معدومة او شبه معدومة.

ويشير المصدر نفسه الى ان شخصية بارزة سئلت من موفد دولي زار لبنان مؤخراً عما اذا كان يمكن عقد اجتماع او لقاء حواري بين قيادتي الحزب والقوات او ممثلين عنها وبرعاية الدولة التي يمثلها الموفد المشار اليه.وقال المصدر نقلا عن الشخصية نفسها ان الموفد الدولي تحدث عن امكان الاستعاضة عن عقد حوار يجمع كل الأطراف بحوارات ثنائية بين الأطراف النافذة والمؤثرة وبرعاية بلاده ومن دون جلبة او ضوضاء الاعلام لضمان وصول مثل هذا الحوار الى نتائج معينة بعيدا ًعن السجالات والمواقف “الشعبوية”.

الشخصية المشار اليها شككت في امكان قبول الطرفين أي حزب الله والقوات اللبنانية بالفكرة خصوصاً وان جروح احداث الطيونة بينهما لم تندمل بعد  فضلاً عما يتحكم بالعلاقة بينهما من تباعد في مختلف المواضيع والقضايا والملفات . كما شككت في امكان وصول اللقاء في حال عقد الى اي نتيجة ، الا ان هذا الامر يشير بوضوح الى وجود رغبة او ارادة دولية ولو بحدود معينة للاقدام على اي خطوة من شأنها تحريك الاوضاع واخراجها من دائرة الجمود الحالي وانسداد الأفق امام التسويات والتفاهمات.

وهو رهان قد لا يؤدي الى اي نتيجة الا انه قد يكون مطروحاً في هذا الوقت .وفي حال لم يؤد الى بدء حوار ثنائي بين حزب الله والقوات اللبنانية فقد يشمل أطرافا أخرى أقله في محاولة لخلق مناخات جديدة يتم من خلالها العمل على حلحلة ولو في الحد الأدنى.

 

 

مجلة الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi