لماذا لا يستقيل وزيرا الصحة والمال رغم استقالتيهما؟/د احمد عياش/الشراع

الشراع 30 كانون اول 2022

 

تقول الاخبار ان في البلاد ادوية سرطانية ملوّثة ،وان مراجع كثيرة صرخت واستنكرت وشجبت وحذرت ،الا اننا لم نفهم لغاية الآن اية مرجعية تحقيق وتثبت من تلك الاتهامات اصدرت تقاريرها العلمية ليبنى على الشيء مقتضاه..؟
لا نثق بما يحكى في بلد مفلس ومنهار ،تتحكم فيه العصابات ولا بد لنا ان نشكك في كل ما نسمعه وفي كل ما نراه ،حتى لو كان القائل وزارة الصحة العامة ففي السابق ارتفع الصراخ من اجل مستشفى الفنار-الزهراني  الذي اقفله وزير الصحة السيد جميل جبق ومشكورا آنذاك ،ولو ان المطلوب اقفاله منذ زمن ابعد لسوء حالة مرضى اهملهم اهلهم من ناحية ،ومن ناحية اخرى عجز الادارة السيئة من متابعة الامور الصحية_النفسية ليتبين فيما بعد ان هناك طامعين في قمة التلة الجميلة التي تقع عليها المستشفى من الاقطاع الشيعي البرجوازي الحديث ،الذي لا يشبع.
وزارة الصحة العامة التي تحترم عقول الناس لا تحكي عن ادوية سرطانية ملوثة ،بل تنير التحقيق وتلقي القبض على المجرمين وتشهّر بالاسماء وبالمشاركين وبالمسهلين ،وفق اثباتات علمية دامغة للجمهور عن ماهية التلوّث ،إذ ان هناك شركات دوائية كبرى ظالمة لا يناسبها دخول ادوية رخيصة وفعالة الى السوق اللبناني البائس.
الأدوية الهندية والسورية والايرانية والتركية والمصرية ،فعالة ومجربة منذ سنوات طويلة في لبنان وفي بلد المنشأ.
فهل يجرؤ من يهمه الامر ان يخط لنا الحدّ الفاصل بين التجارة والمال الحرام ،والنفاق وبين العلوم والصحة؟
وليكن،
قبل ان نصدّق ما يقال اليس من حقنا ان نسأل ماذا حصل بالتحقيقات بما خص الامصال الكاذبة لمعالجة مرضى السرطان في مستشفى الرئيس رفيق الحريري ،والذي ورد فيها آنذاك اسماء مسؤولين ام ان كل المسوولية اختصرت بالمتهمة الرئيسية السيدة منى بعلبكي؟
ماذا كان عقابها وكيف ثبتت براءتهم اليس من حقنا ان نسأل؟
ام ان الامر داخلي في تيار المستقبل!!!
هذا سؤال غير استفزازي.
قبل ان نصدق حكاياتكم الجديدة . اليس من واجب وزير الصحة د.فراس الابيض ان يخبرنا ماذا حلّ بهذه الفضيحة وهو المدير المعني بمستشفى رفيق الحريري.؟
كيف يريدنا الوزير ان نصدّقه هنا وان لا نصدق هناك؟
مذ دخول الوزير الى الوزارة ارتفعت اسعار الادوية ، ولم يعرف كيف يحمي المريض من تجار المال والدواء وانهار القطاع الصحي الى اسفل السافلين ،وما زالت بعض الاقلام تمدح بمهارته الطبية،ناجح بالطب !ربما انما لا يعني ذلك انه ناجح في ادارة وزارة صحة ومتابعة حقوق معنوية لأناس ماتوا بوهم امصال كاذبة لمعالجة خلايا سرطانية .
الاستقالة مخرج مشرّف لوزير الصحة ، وايضا لوزير المال فلماذا لا يستقيلان؟
ما علاقة وزير المال؟
لأنه ليس وزير المال ، بل ما زال في دماغه موظفا مديرا في مصرف لبنان فوضع الناس بؤس على بؤس .
وزراؤنا لا يستقيلون ولو كانوا مستقيلين ، اي لا يلتزمون بيوتهم ابدا.
اي ربّ يعبد اهلنا في لبنان؟
د احمد عياش
طبيب نفسي واجتماعي

مجلة الشراع