من حظ الصهر الصغير ان حزب الله لا يتخلى عن حلفائه/ بقلم حسن صبرا/الشراع

الشراع 8 كانون اول 2022

ما كان حزب الله يوماً معجباً بميشال عون ، وهذا الضابط لم يترك مذمة او نقيصة وشتيمة الا وحاول الصاقها بالحزب المقاوم ، وما وفر عون هجوماً على ولاية الفقيه طالباً من ناسه ان يفسروا له معناها ، وقد استدعوه الى لجنة فرعية في الكونغرس الاميركي ليقدم دعائم قانون محاسبة سورية وتطبيق القرار 1559 ومن بنوده عدم الاعتراف بشرعية المقاومة ضد العدو الصهيوني ،التي اقرها تفاهم نيسان عام 1996 ( رحمك الله ايها البطل المقاوم رفيق الحريري على الجهد الذي بذلته وانت تسكن طائرتك الخاصة تطوف فيها بين عواصم ألعالم الكبرى لوقف هذا العدوان ولانتزاع اعترافه بالمقاومة حقاً مشروعاً ) ، ليصبح وثيقة في الامم المتحدة
ومع هذا وعملًا بالثقافة المعتمدة لدى الحزب ، وهي احدى دروس العلاقة شبه العضوية مع الثقافة السياسية المعتمدة في ايران ، وتنص على الاستيعاب الدائم لكل الخصوم مهما تباعدوا وشتموا وانحرفوا … فإن حزب الله وجد الفرصة لاستيعاب عون ، وما كان الثمن غالياً:

فهذا شخص لاهث وراء السلطة ونحن قادرون على توفيرها له ، فلنكسبه الى جانبنا اثناء الحاجة ولنلبي شبقه الى الرئاسة !!خصوصاً انه حاز اغلبية مسيحية كاسحة في انتخابات 2005 .
حمل حزب الله مع ميشال عون الى السلطة صهره الصغير ، وتماهى الصهر والعم في مسار واحد لا انفكاك فيه ، بلغ حد ان الصهر ما كان يطيق اياً ممن حول عون قبله فارسلهم الى زوايا النسيان ، وتلك قصة اخرى ، وادرك حزب الله مكانة الصهر عند العم فخصص له ابرز مسؤوليه الامنيين وفيق صفا ليتفرغ لمداراته وتحقيق طلباته والوقوف على خاطره وايضاً ليبلغه اوامر السيد حسن نصر الله حين يحتاج الامر الى حسم وايضاً عن طريق المعاون السياسي الحاج حسين خليل ، بعد ان ادرك كل صاحب موقع في حزب الله ان عون لا يعقد  اجتماعاً مع احد من دون مشاركة الصهر الصغير مباشرة ، او عبر غرفة ملاصقة لغرفة لقاءعمه بضيوفه في قصر بعبدا !

اعطى عون موعداً لوفد من حزب الله مؤلفاً من نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ومن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ،ومن المعاون السياسي لامين عام الحزب حسين خليل ومن الحاج وفيق صفا ، لكن عون اجل الموعد لأن صهره الصغير كان على سفر !!

وعندما عاد الصغير وعقد اللقاء كإن المتحدث هو هذا الصهر ، وكان استياء وفد حزب الله شاملاً جميع اعضائه ..

وعندما كان قيادي في الحزب ينظر الى عون ليتدخل ليوقف تعنت الصهر عند حده في مناقشة القانون الانتخابي..

كان حما الصغير ينظر جانباً متجاهلاً كل نظرة اليه من قادة الحزب.
ادرك حزب الله موقع الصهر في حكم عمه ، تماماً مثلما ادرك نبيه بري هذا الموقع ، وحيث ان الكيمياء كانت وما زالت معدومة بين بري والصغير ، فإن بري لم ينتخب عون حتى لا ينتخب رئيسين ، بينما ادرك حزب الله تماماً انه ينتخب الصهر الصغير رئيسًا مع عمه ، وطالما ان عون يتمسك بصهره الصغير الى هذا الحد فلماذا يرفض حزب الله هذا الصهر ؟

انها الواقعية او هي البراغماتية التي يتقنها الحزب .

ولحزب الله تجربتان هامتان مع الصغير:

الاولى انه كان فيلسوف التفاهم مع حزب الله ،فهو الذي اختار كنيسة مار مخايل لعقده ليقول للمسيحيين انه جاء بأمين عام حزب الله الى كنيسة مار مخايل التي كانت احدى استهدافات الحرب الاهلية من طرف الميليشيا المسيحية في الحازمية وغاليري سمعان ومستديرة الصياد عامي 1975-76.
الثاني ان حزب الله وظف الصهر الصغير – بصفته مهندساً -في تعهدات اعادة بناء الضاحية التي دمرت الطائرات الصهيونية مبانيها خلال عدوان 2006 ليجني منها هذا المهندس المال الوفير .

وهذه الصفة للصغير كمهندس لم يستفد منها المسيحيون الذين دمرت جريمة تفجير مرفأ بيروت في 4/8/2020 مبانيهم وبيوتهم ومحلاتهم ومصالحهم ، فلم يدق المهندس الوزير رئيس التيار الوطني الحر صهر ميشال عون الصغير مسماراً واحداً مساعدة لأي متضرر مسيحي حيث اغلبية المتضررين هي من المسيحيين ..وهو المتشدق ليلاً ونهاراً بالدفاع عن حقوق المسيحيين!!!

اليوم يستخدم الصهر الصغير عضلات الحاجة الى اصوات نوابه في جلسات انتخاب رئيس مستحيلة ، ليقول لحزب الله ان حاجتك لي ما تزال قائمة ، وما زال الوقت مبكراً حتى تنزع عني النواب الذين منحتني اياهم في انتخابات ايار الماضي ، وامامنا اربع سنوات ، فلتتحمل مني طلباتي ، ولا تفرض علي سليمان فرنجية فهو لديه نائب واحد في مجلس النواب هو ابنه طوني ، وانا ما زلت صاحب اكبر كتلة نيابية مسيحية ( بلغ الانكار عند الصهر الصغير حالة مرضية ليرفض الاعتراف انه الثاني بعد القوات اللبنانية في عدد النواب )
حزب الله يدرك تماماً ان هذا الصهر الصغير يبحث عن مشكل مع حزب الله .. خصوصاً بعد ان اخلى له سعد الحريري الساحة السنية ، ولم يعد بين السنة في لبنان من عليه العين ليخوض معه باسيل معركة ” استعادة حقوق المسيحيين ” . فنواب السنة الآن اما انهم مقربون من حزب الله واما محسوبون على آل الاسد في سورية او هم امعات او انهم نواب الصدفة والمراهقة والتنظير …

وما بقي الصهر الصغير الا طواحين الهواء وهو يدرك ان حزب الله لن يكسره بل ولن يسمح بكسره ، وهو يتركه يبعبع كما يشاء عله يقنع مسيحيين انه ما زال رقماً ليجمعهم حوله ليرفعوا راية التفاهم مع حزب الله
هنا سيكون نواب التيار الوطني الذين دخلوا المجلس باصوات حزب الله هم حصان طروادة في تيار عون – باسيل ، وعلى شاكلة النواب ( القطعان ) المربوطون باوامر من جاء بهم ، حرصاً على مصالحهم ، فإن نواب الصهر الصغير السابقين ( لاحقاً ) سيكونون طوع بنان الحاج وفيق صفا ، وسينسون الاسم الاول لباسيل !!

انها معركة جبران باسيل الشخصية ، وسيفهم هذا الشخص ان الباسيلية ولدت ميتة وان غياب عمه ( والاعمار بيد الله ) سيجعله يتيماً حقاً في السياسة وان انصار عمه هم الذين سيتولون تصفيته سياسياً وشعبياً وان الشمعونية ما زالت موجودة الى حد ما في الضمير المسيحي ، وبدرجة اكبر ما زال طيف بشير الجميل ذكرى عطرة عند الجمهور الاكبر من المسيحيين ، اما جبران باسيل فلن يبقى له الا حزب الله ليمده بالاوكسجين في انفه وبالمصل في عضله وروح الإحيا في عدد النواب في دورة 2026 …

ولعله يتمسك بهذه الثقافة في علاقات حزب الله مدركاً انه لا يتخلى عن حلفائه..

وتلك هي المسألة التي يعيشها هذا الصغير

مجلة الشراع