سالم ابو شريدة الى رحمة الله/ بقلم حسن صبرا-الشراع 17 تشرين اول 2022

الشراع 17 تشرين اول 2022

والفريق سالم ابو شريدة الذي توفي في ليبيا ، هو الرائد الذي عرفناه في ليبيا منذ العام 1978 ،مديراً لمكتب قائد الجيش الليبي العميد ابو بكر يونس ( رحمه الله ) الذي كان  احد الضباط الاحرار ، في ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 .

  كنا نعرف الثنائي صالح وسالم ،
وصالح هو العقيد صالح الدروقي ، الذي عمل سفيراً في لبنان لفترة وقبلها كان قائداً للقوات الليبية ،التي شاركت لفترة في قوات الردع العربية المنتشرة في لبنان ، قبل تحولها الى قوات سورية بحتة .. والطرف الثاني هو الرائد سالم
كنا نلتقي العقيد صالح في بيروت دائماً ، وكان واحداً من شباب قيادة الاتحاد الاشتراكي العربي ، على الرغم من مكانته التمثيلية لليبيا الثورة ، التي تعلقنا بها منذ انطلاقتها على خط جمال عبد الناصر ، فكان لهذا الرجل الخلوق المحترم مكانة خاصة في نفوسنا ، وهو الرجل المحبوب بأخلاقه العالية ونظافة كفه ، وصدقه وهو الخجول كعذراء على الرغم من صلابته في المواقف المبدئية ، ورقته في المسائل الانسانية.
اما سالم فما من مرة ذهبنا الى ليبيا إلا والتقيناه ، وكم دعانا الى لقاءات عنده في منزله القريب من شاطىء طرابلس الغرب ، وعنده كنا نلتقي قيادات مختلفة من الوطن العربي ، وكلها تقصد الرائد سالم الرجل الثقة من العميد ابو بكر .

كان الرائد سالم وكنا نناديه الاخ سالم ، رجلاً واسع الثقافة ، ذكياً محاوراً مستمعاً ذا صلات واسعة مع كل قادة حركات التحرر العربية والافريقية والاسيوية … موثوقاً بعمق من القيادة الليبية وخصوصاً العميد ابو بكر يونس
اعترف ان السبل تقطعت بيننا وبين الرائد سالم ، وما عرفت رتبته كفريق إلا عندما قرأت ورقة النعي تقدمه بهذه الرتبة المتقدمة ، وكنت علمت انه ابتعد عن اي دور ,منذ اطاحت ثورة 17/فبراير بالعقيد معمر القذافي عام 2011
وفي نهاية هذه الثورة قتل العميد ابو بكر يونس ، وهو واحد من انبل واخلص الرجال الذين قابلتهم في حياتي ، وقد ابى خلال الانتفاضة ضد معمر ان يتركه وكان في عمق الصحراء على بعد مئات الكلمترات جنوباً ، فتوجه الى سرت حيث التجأ العقيد في ايامه الاخيرة ليكون الى جانبه وليقتل معه مظلوماً .

لمن يعرف ابو بكر وصالح وسالم ، تتمثل له القيم العليا ، والمبادىء العربية الصافية والاخلاق الرفيعة .. الى رحمة الله يا سالم ايها الصديق الذي حالت الظروف دون لقائك منذ العام 1985.

الى رحمة الله  ايها العميد ابو بكر يونس يا اطيب الرجال وانقاهم … واطال الله بعمر العقيد صالح الدروقي الذي اختار القاهرة التي احبها سكناً وموقعاً

حسن صبرا

مجلة الشراع