من اوراق حسن صبرا / مع معمر القذافي وحديث عن موسى الصدر/ الشراع

من اوراق حسن صبرا / مع معمر القذافي وحديث عن موسى الصدر 
الشراع 4 أيلول 2022

هي قصة طويلة ، عن اسباب موافقتي على زيارة ليبيا، بعد انقطاع استمر نحو سنة، نتيجة شعوري كرئيس تحرير لمجلة الشراع، التي صدرت بدعم ليبي كامل عام 1982 ، بأن التعامل الرسمي الليبي معي لم يعد لائقاً…

كان الإلحاح شديداً علي لزيارة ليبيا، من قيادة الاتحاد الاشتراكي العربي ، الذي يتلقى دعماً كبيراً من ليبيا، وخصوصاً في اقامة مؤسساته ومنها الشراع ومركز عمر المختار والمراكز التربوية الاخرى ، فضلاً عن المراكز الصحية وحفر الآبار وانشاء مدرسة النهضة العربية، وغيرها
ذهب البعض في الضغط علي حد اتهامي بأنني اسيء الى علاقات الاتحاد مع الجماهيرية وقيادتها ، وكنت ارد بأنني على استعداد للقاء العميد ابو بكر يونس وكان قائداً للقوات العربية الليبية ، عندما يجيء الى سورية او حتى الى اليونان..

لكن،

اصرار قيادة الاتحاد الاشتراكي وخصوصاً الاخ عمر حرب والاخ عبد الرحيم مراد والاخ احمد قبيسي.. وغيرهم شديداً حتى رضخت وذهبت من اثينا الى طرابلس بطائرة ركاب ليبية، من دون حتى حجز تذكرة سفر، بل انني صعدت الطائرة بواسطة بطاقة مرور bording pass..

وعندما هبطنا في مطار طرابلس الغرب، خرجت من دون حقيبة سفري التي ضاعت، وربما لم يتم شحنها من مطار اثينا.

جاءت سيارة مراسم من الاركان للقاء العميد ابو بكر يونس في التاسعة صباح اليوم التالي… واستمرت الجلسة الساخنة من جانبي لمدة ساعة، وسأكتب في مرة اخرى ما جرى في هذه الساعة..

ودعاني العميد ابو بكر الى عشاء في منزله موصياً الرائد ابراهيم بأن يوصلني الى الفندق وان يصحبني ليلاً الى منزله

وسأختصر ما جرى بعد ذلك، لأكتب مباشرة ما جرى بيني وبين العقيد معمر القذافي في خيمته في العزيزية في شهر ايار عام 1985… وهي إخر زيارة اي الى الجماهيرية التي زرتها في ايار 2011 خلال ثورة 17فبراير والتي انتهت بمقتل العقيد وقيام الوضع الليبي المعقد الحالي .

حوار مع العقيد

اختصر كل مقدمات اعادتي من المطار للقاء الاخ القائد لأروي ما حصل في لقاء فجرت فيه عدة الغام،  لأنتقي الكلام عن لغم واحد.. هو لغم كلام العقيد عن موسى الصدر ونبيه بري

سألت العقيد:

يا أخ معمر.. كيف تقول في خطابك منذ فترة بسيطة ان نبيه بري هو رجل وطني ، وتقول ان موسى الصدر هو عميل اميركي ؟

ولم يقاطعني العقيد، بل انتظر ما هو ادهى.. اذ عاجلته بعبارة هي الاقسى، يعني يرضى القتيل وليس يرضى القاتل ؟

وهذا يعني انني اتهم العقيد معمر القذافي عام 1985 وفي خيمته في طرابلس وكنا وحدنا بأنه هو الذي قتل موسى الصدر!!

انه احد الالغام التي فجرتها في آخر لقاء مع رجل كنت احبه كثيراً وكان هو يثق بي كثيراً…

اما بقية الألغام فإنني استميح القراء عذراً بالعودة اليهالاحقاً  بإذن الله ،
مع الإشارة بأنني اوردت تفاصيل آخر زيارة لي الى الجماهيرية، في كتابين صدرا  لي عنها:

الاول تحت عنوان جماهيرية الرعب

والثاني تحت عنوان:

نهاية جماهيرية الرعب خلال الثورة الليبية التي اطاحت نظام الرجل الذي احببته كثيراً

الشراع