عُرُوج…!قصيدة للشاعر الكبير الاستاذ مروان محمد الخطيب

عُرُوج…!

 

كانَ ليْ قلبٌ كَسيرُ،
دمعُ شَوقٍ قدْ تَعَنَّى،
وتَدَمَّى…،
وأَسيرُ…!؛
واحترارٌ وغُبَارٌ وهَجيرُ…!؛
…، ووَحيداً،
كنتُ أغفو،
كنتُ أحبو،
كنتُ أمشي،
وأطيرُ…!.
…، لمْ تَكُنْ في الأُفْقِ ليلى،
في اللَّيالي السُّودِ،
ما كانَ سَميرُ…!.
…، وحدَها كانتْ تُغَنِّي،
والدُّموعُ الحُمْرُ في حِجْرِ المَرَايا،
نازفاتٌ،
حارِقاتٌ،
وَشَهيقٌ وزفيرُ…!.
كانَ ليْ،
وَجْدٌ تعالى،
فوقَ بُوطانَ دلالا،
فوقَ سَلجوقَ هِلالا،
فوقَ نَهري كالأَمانيْ،
باكياتٍ لَحْنَ عِشقٍ سَرمَديٍّ،
ومُحالا؛
…، وأتتني في الزَّمانِ الرَّخوِ،
خَنْساءُ ابتهاجا،
وعُروجاً ليلكيَّاً،
مَرقى شَوقٍ سَوسنيَّاً،
حَقلَ أحلامٍ عِذابٍ وسِياجا،
فانطوى حُبِّي حَزيناً وَفَريحاً،
ثُمَّ صلَّى في المَحاريبِ إماماً،
ثُمَّ قامَ اللَّيلَ والعَتْمَ،
دُعاءً وسِراجا…!.

*****
كانَ وَجْهٌ ليسَ ليْ،
ليْ…والسماءُ…!؛
زينبيٌّ،
كَوثريٌّ،
عُكْبريٌّ وسَخاءُ؛
قدْ تَدَلَّى مِنْ جِنانِ الخُلْدِ،
مَغْمُورَ الجَنانِ،
بسيُولٍ من بَهاءٍ وصفاءٍ،
وفُيوضٍ من حَنانِ،
فغزاني،
وتَعاليتُ رُحاقاً،
فاحتواني…!؛
وأراني الآنَ في عيشي سُلافا،
نَهَراً،
قدْ سَرمَدَ المَجرى،
وغطَّى تحتَ جَفنيهِ الضِّفافا…!؛
وأراني،
في مُحياهُ بَخُورا،
يمَّ مَرجانٍ،
مَحارا،
وفَراشاً،
نورساتٍ،
تنقرُ الماءَ،
تُغنِّي للسَّحابِ العِدِّ،
للخنسا الأبيَّةْ،
لدلالِ العُمْرِ،
تَغدو،
ثُمَّ تأتي في الأماسي،
رافلاتٍ بالهُيامْ،
هادلاتٍ كاليَمامْ،
مُبْدِعاتٍ أبجديَّةْ…!.

 

مروان مُحمَّد الخطيب