هكذا ارتاح حزب الله!!/الشراع

الشراع 17 أيار 2022

كلما ضعف نبيه بري والصهر الصغير يرتاح حليفهما الاكبر حزب الله…

هذا هو المنطق الوطني..

كان هذا هو الموجز واليكم التفاصيل:

اولاً يجب ان يعترف جبران باسيل ان شعاره الاستراتيجي بأن يحكم الاقوى في مذهبه الموقع الاول لهذا المذهب في التركيبة السياسية اللبنانية وطبقه بمساعدة حزب الله وقراري سعد الحريري وسمير جعجع بالمجىء بعمه رئيساً بأن الاقوى بين المسيحيين الآن هو خصمه اللدود جعجع نفسه،  واذا اراد الانسجام مع نفسه فعليه ان يلتزم به حتى لو كابر وبلعط وهمهم وزمجر وصاح على مزبلته .
ونبيه بري ما عاد سيد نفسه في مجلسه الذي طوبته له استخبارات حافظ الاسد طويلا ثم الميثاقية الملغومة قبل ان يحمله اليه من جديد حزب الله حقناً لدماء الشيعة..

الآن،

ما عاد بإمكان الصهر الصغير هدر خمسين مليار دولار على الكهرباء لأن احد أبرز نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة هي تحرير وزارة العتمة من بين يديه ليصار الى تطبيق القانون واعتماد انشاء معامل للكهرباء وفق القانون وسيادة الهيئة الناظمة ليس فيها معمله في سلعاتا وليس فيها سدود تهدر  المال والماء وليس فيها محاصصة مع بري والحريري وجنبلاط وآخرين..

الآن،

ما عاد بإمكان نبيه بري اعتماد اي من شعاراته:

عالسكين يا بطيخ..

ومن حضر السوق باع واشترى..

وانا بدي حصتي..

وما عاد يستطيع ان يظل كالمنشار طالع آكل ونازل آكل

لماذا؟

لأن هناك نواباً جدداً يحاسبون حتى لو اعترض عليهم بعض الغنم من النواب إياهم..

هنا تتوفر لحزب الله فرصة كي يتخلص من الشعار الذي لاحقه طويلاً بأنه حامي الفساد وهو يكظم الغيظ وينتظر امر الله بأن يأخذ امانته في الفاسدين… فقد جاء من يحاسب  حليفيه  الفاسدين الاساسيين  نبيه بري وجبران باسيل كما الآخرين من كل القوى السياسية والمتعهدين والقضاة والضباط.. وما عليه الا ان يعيد فتح ملفات الفساد التي هدد بها نائبه حسن فضل الله وانتظرته الناس طويلاً فلما خرج في مؤتمره الصحفي خيب الآمال .. اذ كرر فقرة من كتاب الإبراء المستحيل لاصحابه جماعة عون  الذي وضع لتصفية حسابات عون مع الحريري الاب الذي جاء ابنه سعد بمعلمهم ميشال عون  نفسه رئيساً وعقد مع صهره الصغير  صفقات يعرفها فضل الله و ما زال لبنان كله يدفع اثمانها .

   الآن،

يجب ان تنتقل ملفات فضل الله الى من يستطيع فضح الفاسدين سواء كان فؤاد السنيورة او جهاد العرب او جمال عبتاني او علي حسن خليل  وآخرين.. من دون حرج ونحن نعتقد ان على حزب الله ان يتخلص من حاجته الى هذين الفاسدين بل ان عليه ان يشعرهما بأنه هو الحاجة الاكبر لكل منهما ولولا اصوات ناخبيه لما وصل الى المجلس النيابي من حركة امل الا نبيه بري وحده وإقرؤا جيداً نتائج انتخابات الامس التي حصل فيها مرشح حزب الله في بنت جبيل حسن فضل الله وحده على ضعفين ونصف  اصوات مرشحي حركة امل ايوب حميد واشرف بيضون مجتمعين.. ولما حصل جبران الا على نواب بقدر اصابع اليدين إلا!

نحن نعلم ان الامور لن تسير بهذه البساطة ومن السذاجة ان نصدق بقدرة الشباب الجدد على التميز بالعمل النظيف من دون توظيف عملية فضح بري وباسيل في خدمة شعار التطاول على حزب الله وسلاحه وتقديم هذا الامر على اي اولوية اخرى في مقاومة الفساد نفسه..

ونحن نعلم ان حزب الله الوفي لحلفائه لن يتخلى عنهم..

لكن،

هناك مسؤولية مشتركة على الحزب والشباب الجدد في مجلس النواب وهي التفهم والتفاهم.. اي ان يتفهم حزب الله ان الناس التي انتخبت هؤلاء اعطتهم اصواتها ثقة بأنهم سيدافعون عن حقوقها التي نهبها الفساد بقيادة نبيه بري وجبران باسيل وشركاءهما ومن معهم جميعاً…

وبالتالي يجب إعمال القانون في التعامل مع مطالبهم المحقة بوقف السرقات كخطوة واجبة على طريق استرجاع المال المنهوب وهاذان الفاسدان مسؤلان عن نهب ثلاثة ارباعه، ولعل حزب الله سيسهل تطبيق قانون من اين لك هذا وقانون الإثراء غير المشروع ولن يقف حجر عثرة امام المحاسبة لمن يستحقها..

اما القوى التغييرية المستقلة فإن واجبها ومع درس الامور جدياً قبل الاقدام عليها ان تضع اولوياتها وهي وقف السرقات بالمراقبة ثم بالمحاسبة والا تكون اداة في اي مواجهة اقليمية او دولية مع حزب الله.. وإن الفطنة تقضي الفهم بأن سلاح حزب الله ليس مادة للصدام الداخلي بل هو عرضة لمواجهة اقليمية ودولية اميركية واسرائيلية ، وليس في صالح الوطن ابداً انخراط بنيه في مواجهة معه بعد ان عجزت اسرائيل واميركا عن نزعه .. والوطنية والعقلانية تدعو الى النقاش الداخلي والحوار داخل المؤسسات حول هذه المسألة ..

وفق معادلة جديدة واساسية وهي:

يقف حزب الله مع التغييرين في مواجهة الفاسدين
يتجنب التغييريون وضع سلاح حزب الله على لائحة اولوياتهم …
هكذا يرتاح حزب الله ويحقق التغييريون اهدافهم

مجلةالشراع