امين سعد … الأخضر العربي دفء الشهادة واخضرار العروبة/ مساهمة من الاستاذ معن بشور

كان البرد قد اخذ يدّق أبواب الشتاء في أوائل كانون الأول عام 1969، حين شعرنا بدفء الشهادة يغمرنا من شبعا، على سفوح جبل الشيخ، بعد معركة ضارية مع العدو استشهد فيها الأخضر العربي.
سمعت بخبر المعركة، وبخبر الاستشهاد، وانا في أغوار الأردن يومذاك ، وكنت مع امين سعد أبناء مدرسة نضالية واحدة، كل منّا في ضفّة موازية على نهر البعث، ومع ذلك جرفت بطولة الأخضر كل الخطوط الحزبية المتقابلة فشعرت بقشعريرة الاعتزاز تجري في عروقي حين علمت باستشهاد رفيقاً لي، عرفته منذ كان مدّرساً في المعهد العربي الى جانب المربي الكبير الدكتور حسين اليتيم، ومتظاهراً في شوارع بيروت، ومعتقلاً مستمراً في سجون السلطة، وحاملاً لتراث بلدته (بنت جبيل) المحاذية لفلسطين التي ولد فيها ، وأحسست يومها أن أمين سعد يفتح بأسم العروبة عصراً جديداً من المقاومة حمل راياتها المتعددة فيما بعد أبطال من بلادي…
وكما جاءت حرارة دم الشهيد البعثي المقاوم بدفء الشهادة رغم ثلوج جبل الشيخ، جاءت بطولة الأخضر العربي ، أمين سعد، لتزهر اخضراراً في يباس صحراء الإحباط والهزيمة…
أمين سعد أول الشهداء مع حسين علي قاسم، وواصف شرارة، وأبو علي حلاوي، وعلي وفلاح شرف الدين، وأبناء طرابلس احمد هوشر ومحمد ديب الترك وسمير حمود، وغيرهم وغيرهم من شهداء المقاومة بكل الوان طيفها الحزبي والعقائدي والمناطقي،
كنتم مشاعل على درب الكرامة والحرية وستبقون …