رحيل احمد المعماري … رمز من رموز العطاء الوطني والإنساني/ بقلم الاستاذ معن بشور

معن بشور

في اخر لقاء جمعني بالرائد احمد المعماري – رحمه الله – في طرابلس وبحضور اخي المناضل فيصل درنيقة أحد مؤسسي تجربة مخيمات الشباب القومي العربي قال لي أبو يحيى :
” هذه المرة تريد “دار الزهراء” في طرابلس ان تستقبل المئات من الشباب العربي الذين استقبلت دورتهم الرابعة عام 1994، فقد باتت ” الدار ” اكبر وقاعاتها أوسع وملاعبها أكثر رحابة ”
ما زال وقع هذه الكلمات يرّن في أذني خاصة أنها صادرة عن هذا الرائد العروبي المؤمن، الذي لمع أسمه خلال حرب السنتين في لبنان، كقائد لجيش لبنان العربي في الشمال، ثم تحوّل بعد أن وضعت تلك الحرب اللعينة أوزارها ، الى مؤسس لواحدة من أكبر دور الرعاية الاجتماعية والتي أصبحت على مدى أربعين عاماً داراً ومدرسةً ومعهداً للتعليم المهني يستوعب الآلاف من أبناء طرابلس والشمال ، ومن الاطفال الفلسطينيين والسوريين ، حيث لم يكن “أبو يحيى” يفرق بين لبناني ولبناني وبين عربي وعربي وبين مسلم ومسلم .
وخلال العقود الأربعة التي مرّت ، لم أكن أزور طرابلس مرّة إلا وأحرص على اللقاء بهذاالرائد الشجاع والمسكون بحب أهله ومساعدة المحتاجين من أبناء شعبه، فألمح في كلماته ومواقفه وسلوكه صورة طرابلس الفيحاء بكل ما فيها من إيمان وإباء وعروبة وصفاء ونقاء.
كان حديثه عن المؤسسات الاجتماعية التي انشأها تحت اسم “الزهراء” يكشف روحاً إنسانية عالية، وكنت أسأل دوماً ما الذي جاء بك من عالم العسكر حيث الكلمة للرصاص والمدافع والدبابات الى العمل الاجتماعي حيث الكلمة للرعاية والتضامن، كان يجيبني بكل ثقة : انه الايمان أخي العزيز، الايمان بالله وبالوطن والايمان بالإنسان… وحب لبنان ، ولا أنسى كم كان استقباله حاراً لمخيم شباب لبنان الواحد عام 1996.. وأذكر كلماته للمشرفة على التجربة الأستاذة رحاب مكحل: “ارجو ان تعتبروا دار الزهراء داراً للبنان الواحد”
رحم الله أبا يحيى المعماري، رمزاً من رموز العطاء الوطني والإنساني في بلادي.