الخدمات الاعلامية

ستاتيكو جديد للبنان وحكومة مكبلة بسلسلة من التعقيدات / خاص- “الشراع”

مجلة الشراع 8 تشرين ثاني 2021

في معلومات خاصة ب”الشراع”، فان عدد الوزراء الذين يمكن ان يصوتوا لاقالة وزير الاعلام جورج قرداحي في حال التئام مجلس الوزراء يصل الى 17 وزيراً ، اي ما يزيد عن نسبة اكثرية الثلثين التي يتطلبها اصدار قرار من هذا النوع.

وما عزز هذا الامر هو توافق الرئيسين نجيب ميقاتي و ميشال عون في هذا الصدد، بصرف النظر عما اذا كان موقف قصر بعبدا نابع من حرص على تخفيف التوتر والتأزم القائم في العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية ، او ينطلق من خلفية العداء المستحكم بين رئيس الجمهورية وصهره جبران باسيل من جهة وبين زعيم تيار المردة سليمان فرنجية الممثل عبر قرداحي في الحكومة من جهة اخرى.

فعون المسكون بهاجس ابعاد سليمان فرنجية عن الرئاسة وضرب حظوظه المرتفعة لخلافته، منزعج مما جرى – وفقا لما تشيعه اجواء القصر الجمهوري – ومستعد للذهاب الى اقالة قرداحي في حال لم يتقدم باستقالته كما طلب منه ميقاتي. وهو اي رئيس الجمهورية يريد للحكومة ان تعود للانعقاد وعدم دخولالبلاد مرحلة الشلل  والفراغ تحت عنوان تصريف الاعمال وذلك في العام الاخير لولايته.

وقد سبق ذلك كما هو معروف توقف الحكومة عن الاجتماع، بعد  اصرار ثنائي حركة امل وحزب الله على تنحية البيطار واتهامه بالشطط في مهمته والعمل باستنسابية لا تضمن حسب ما يرى الثنائي واطراف اخرى الوصول بالتحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت الى المرتجى ،اي كشف الاسباب الحقيقية والفعلية ل”هيروشيما لبنان”، هو الامر الذي صار معروفا ان دولا كبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة لا تتعاون مع اللبنانيين في تزويدهم بما طلبوه من صور للاقمار الصناعية لدى حصول الانفجار في الرابع من اب – اغسطس في العام الماضي.

المهم في سياق الازمة الراهنة ،اي ازمة العلاقة مع السعودية هو ان ما فرض التمهل في السير بخيار اقالة قرداحي هو الحرص من قبل ميقاتي على مراعاة الثنائي الشيعي ، ولاسيما حزب الله الذي رفض ليس فقط اقالة قرداحي بل وايضا استقالته ، معلناً مواقف عالية السقف سواء بالنسبة لطريقة واسلوب الرياض في التعاطي مع لبنان ومعه في ازمة مواقف قرداحي، او بالنسبة للتضامن مع وزير الاعلام ومؤازرته.

هذا الخيار هو واحد من ثلاثة خيارات سبق لميقاتي ان وضعها لنفسه- وفق المعلومات نفسها- في ما يمكن وصفه خارطة طريق لحل الازمة المستجدة في العلاقة مع السعودية ، نتيجة مواقف قرداحي وهي الازمة المتفاقمة والمتصاعدةحالياً والتي وصلت الى حد سحب سفراء اربع دول خليجية من لبنان والطلب من السفراء اللبنانيين في عواصمها مغادرتها اضافة الى قرارات اخرى تدخل في الاطار نفسه.

يبقى ان الخيارين الاخرين في خارطة الطريق الميقاتية هما :

الاول : مبادرة قرداحي الى تقديم استقالته بنفسه، وهو امر لم يعد  من الاسرار بعد ان كرر ميقاتي طلب ذلك منه علناً وعبر وسائل الاعلام . الا ان هذا الامر تم رفضه من قبل قرداحي والقوى الداعمة له وعلى رأسها تيار المردة وحزب الله واطراف اخرى كما بات معروفا ولاعتبارات واسباب عديدة بعضها يتصل بعناوين داخلية وبعضها الاخر يتجاوز ذلك، بعد ان صار واضحاً انلبنان بات جزءاً من الصراعات المحتدمة في المنطقة.

الثاني : هو اقدام ميقاتي على تقديم استقالته ما يؤدي فعلياً الى استقالة الحكومة ككل. وهذا الطرح كان جدياً لديه من منطلق حرصه على افضل العلاقات مع السعودية والدول العربية ولاسيما الخليجية منها. ويندرج هذا الطرح من قبله كبديل لعدم استقالة قرداحي. خصوصاً وان حكومته التي لا تجتمع بسبب قضية المطالبة بتنحية البيطار لا يمكنها الوقوف في صفوف المتفرجين ، وهي شكلت بالاساس من اجل حل المشكلات المتراكمة ومواجهة الانهيار المتفاقم في كل المجالات ووضع برنامج اصلاحي ومفاوضة صندوق النقد الدولي فضلا عن مهمتها الاساسية وهي اجراء الانتخابات النيابية .

وكل هذه البنود المستعجلة تتطلب عملاً حثيثاً ودؤوباً سعياً للخروج من نفق المحنة ،فكيف يمكن العمل او التحرك او السعي لتحقيق انجاز ،في ظل تتالي الازمات وتحول كل منها الى بركان يهدد انفجاره بالاسوأ والاخطر والاكثر تهديداً للبنان الدولة والشعب والمؤسسات وحتى الاستقرار والسلم الاهلي.

وكان ميقاتي بصدد المضي في خيار الاستقالة المشار اليه، الا ان ما حصل هو مسارعة دول وازنة وكبرى وشقيقة الى العمل من اجل اقناعه بالعدول عن قراره ، اضافة بالطبع الى تحرك بعض الاطراف الداخلية وبينها حزب الله من اجل التمني عليه البقاء في موقعه وعدم الذهاب الى فترة تصريف اعمال قد يعرف الجميع كيف يمكن ان تبدأ الا ان احدا لا يعرف كيف يمكن ان تنتهي.

وكانت “الشراع” اول من اشار الى وساطة الحزب عبر الزيارة التي قام بها المعاون السياسي لامين عام حزب الله حسين خليل لرئيس الحكومة لدى عودته من غلاسكو.

وكل هذه المواقف أدت الى خلق مناخ خارجي وداخلي ، يشدد على بقاء الحكومة وعدم استقالة رئيسها، من اجل اتاحة الفرصة امام الاتصالات من اجل ايجاد كوة يمكن من خلالها تهدئة الموقف والسير باتجاه حل الازمة القائمة. وعلى رأس تلك الدول كما هو معروف فرنسا التي التقى ميقاتي رئيسها ايمانويل ماكرون والولايات المتحدة التي التقى رئيس الحكومة وزير خارجيتها انطوني بلينكن.

من هنا وبصرف النظر عما يمكن ان يؤول اليه مصير الحكومة الحالية ، بالبقاء كما هي حالياً ، او الاستقالة والتحول تالياً الى مرحلة تصريف الاعمال او تعويم نفسها من جديد، فانها انتقلت من مرحلة الفعل او محاولة القيام بكل ما يلزم من اجل الحؤول دون الارتطام الكبير كما عبر رئيسها نجيب ميقاتي الى مرحلة جديدة اقل ما يقال عنها انها تتصل بالستاتيكو المستجد السائد في البلاد هذه الايام .

وهذا الستاتيكو الاقرب الى تجميد الوضع، يتصل بنتائج المساعي والمشاورات الخارجية والداخلية من اجل تهدئة الاوضاع والحوؤل دون تفاقمها لضمان اجراء الانتخابات النيابية على الاقل بعد اشهر قليلة.

ولهذا السبب فان الحكومة وحتى اشعار اخر،باتت مكبلة بسلسلة من التعقيدات تصرفها عن مهامها الاساسية التي شكلت لاجلها حيث اصبحت بحاجة لجرعات تؤمن لها الاستمرارية ،بعد ان كانت الآمال معقودة على ان تقوم هي بضخ جرعات الحياة والصمود والمعالجة للبنان.

في ضوء كل ذلك، فان ما يمكن ان يستشف من خلال ما ورد ، انه ورغم الاوضاع الشائكة والبالغة التعقيد التي يمر بها لبنان حالياً، فان ثمة ارادات داخلية وخارجية، تعمل على اكثر من مستوى وفي غير صعيد من اجل تجاوز القطوع الراهن الذي تمر به البلاد، وهو قطوع جديد يندرج في اطار مسلسل مستمر كما يبدو ، حيث بات كل لبناني يستيقظ كل يوم ولسان حاله السؤال التالي : هل من قطوع جديد اليوم؟.

 

مجاة الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi