الخدمات الاعلامية

خاص الشراع/ معطيات يستند اليها لودريان لضمان نجاح تحركه / الشراع

الشراع 26 حزيران 2023

لا احد يريد في العالم في ظل الظروف الحالية ان “يتبهدل” في لبنان.

وتحت عناوين عدم التدخل او الانشغال بأولويات اخرى ، يتم الحديث في عدد من العواصم عن انها مبتعدة عن القيام بجهود او وساطة فاعلة او التقدم بمبادرة تساعد اللبنانيين على انقاذ بلدهم …

تحت هذه العناوين يتم تبرير عدم القيام بخطوات عملية وواقعية من شأنها المساهمة في اجتراح الحلول الممكنة.

وما جرى مع الرئيس ايمانويل ماكرون قبل سنوات قليلة ، مثال حي على هذا الامر.

ومشهد الغضب في ردة فعل الرئيس الفرنسي وتوجيهه الانتقادات المسيئة للطبقة السياسية اللبنانية بعد اسقاط مبادرته ما زال ماثلاً في الاذهان ولا يغيب عن بال كل من يفكر في العالم بالاقدام على خطوة باتجاه بلاد الارز.

ومناسبة هذا الكلام وهو منسوب لسفير اجنبي في لبنان ، سببها  مباشرة وزير الخارجية الفرنسي السابق جان ايف لودريان بما سمي المهمة التي كلف بها من قبل الرئيس الفرنسي من اجل البحث عن منافذ تتيح لباريس الوصول الى تسوية تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية بعد مرور نحو ثمانية اشهر على الشغور في موقع الرئاسة الاولى.

وتجنب “البهدلة” في لبنان مرده الى اوضاعه البالغة التعقيد، من جراء عدم وضوح الخط الفاصل بين المسببات الداخلية للانقسام العامودي الحاصل بين اطرافه وبين المسببات الخارجية .

فالكلام عن الاعتبارات الداخلية المسببة للازمة صحيح وواقعي الا انه لا يلغي ابداً الاعتبارات الخارجية  المؤثرة وهي اساسية ومفصلية، وفق التجارب السابقة التي تضمن لدى وجود قرار خارجي  وضع لبنان على سكة تسوية الازمات حتى لو كان حجم الاعتراضات الداخلية على ذلك كبير وواسع.

لودريان انهى زيارته الاولى الى لبنان واعداً باخرى بعد بلورة رؤية للحل تضمن الذهاب الى تسوية ، متجنباً الحديث عن إمكان التقدم في هذا الامر باتجاه طرح مبادرة او حوار مباشر ترعاه فرنسا بين الاطراف اللبنانية.

وفي استطلاع ل”الشراع” للاجواء التي طبعت لقاءات لودريان وشملت معظم الاطراف اللبنانية ، بدا واضحاً ان كل فريق يقولب ما يمكن ان يقوم به الموفد الفرنسي بتمنياته بشأن الاستحقاق ، علماً ان وزير الخارجية الفرنسي لم يشأ الدخول في التفاصيل او بالاسماء ، سواء بالنسبة للمرشحين للرئاسة او بالنسبة للآلية التي سيعمل على اطلاق مسارها من اجل تخفيف الاحتقان السائد وضمان الانطلاق نحو الانفراج من خلال انتخاب رئيس للجمهورية واختيار رئيس حكومة … الخ.

الأهم من ذلك ،في الاستطلاع المشار اليه هو ان زيارة لودريان لم تنشر اجواء تفاؤلية بالنسبة لما يمكن ان تؤول اليه مهمته لا بل ان البعض ذهب أبعد من ذلك من خلال ابداء تشاؤمه حيال ما يمكن ان ينجم عما قام ويقوم به موفد ماكرون .

فهل هذا التشاؤم سيطبع الوضع العام في البلاد ؟

وفق معلومات خاصة ب” الشراع” ،فان لودريان ليس انتحارياً ، وزيارته تستند الى عدد من المعطيات التي ينتظر الفرنسيون ترجمتها عبر اكثر من بلد ودولة . وبالتالي فان لقاءاته اللبنانية ليست سوى مقدمة يمكن البناء عليها ولو بعد حين ،لحظة نضوج الحل المنشود بعد توافر ظروفه وتتأمن مناخاته المناسبة خارجياً.

ومعنى ذلك وفق المعلومات نفسها ، ان لودريان من خلال الآمال التي احيتها زيارته يسعى الى كسب الوقت ليس بانتظار توافق اللبنانيين او اطرافهم على صيغة تسوية تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية بل بانتظار نضوج ملفات في الاقليم والعالم وتجاوزها ما تمر به اختبارات ، من اجل ان يقول كلمته لضمان الوصول الى النتائج المرجوة من خلال الالية التي يعمل بموجبها.

ولا بد من الاشارة الى ان زيارة لودريان حصلت بعد سلسلة من التطورات اهمها:

اولاً: لقاء القمة النوعي بين ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والذي تطرق الى الوضع في لبنان وما يمكن القيام به من اجل مساعدته على الخروج من ازمته.

ثانياً : البدء بتنفيذ الاتفاق السعودي الايراني برعاية صينية من اجل اعادة تطبيع العلاقة بين الرياض وطهران . واذا كان من كلمة يمكن ان تقال على هذا الصعيد فهي “ان الامور ماشية” كما يقول مصدر متابع ،وان تطلب ذلك المزيد من الوقت.

ثالثا : المفاوضات الجارية بين الاميركيين والايرانيين  في سلطنة عمان من اجل الوصول الى اتفاق مؤقت في موضوع العودة الى الاتفاق النووي مع ايران. وهي مفاوضات من الواضح وفق التسريبات انها  تتقدم باتجاه نجاح هذه المفاوضات وبما يرضي الطرفين .

رابعاً : ان لبنان موضع اهتمام خاص في هذه المرحلة من قبل الفاتيكان الذي يضع في صلب اهتماماته الحالية العمل على تقديم كل ما يمكن من مساعدة سواء عبر فرنسا او غيرها من اجل الاسهام في اخراج بلاد الارز من المحنة التي تمر بها.

خامساً ان الاتصالات الفرنسية مع طهران بشأن لبنان لم تتوقف ، وهي مستمرة بالتوازي مع عضوية باريس في لقاء الدول الخمس ، الذي يستمر ممثلون عنه بالتشاور حول الوضع اللبناني رغم ان اجتماعهم الاخير مضى عليه فترة من الوقت.

وبالطبع ،فان تنفيس الاحتقان والسير باتجاه حل عدد من الملفات لازمات وحروب من ضمنها ما يتعلق بسورية واليمن وغيرهما يشير بوضوح الى ان الخط العام للخطوات الحاصلة في المنطقة ماضية باتجاه التهدئة ولو تطلب الامر بعض الوقت كما ورد انفاً.

ولذلك فانه اذا كانت الآلية التي يعمل عليها لودريان تتطلب بعض الوقت ، فان من المهم جدا ان لا يطول هذا الوقت، ووبشكل لا يتجاوز اخر الصيف الحالي ،وهو التاريخ الذي تشير بعض التوقعات الى ان اي حلحلة لن تحصل قبل حلوله.

مجلة الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi