عون يستنسخ عون/الشراع

1

مجلة الشراع 10 آب 2021
من تجربة ألرئيس امين الجميل الذي كلف قائد الجيش في عهده ميشال عون مهمة تشكيل حكومة انتقالية لهدف واحد محدد هو الاشراف على انتخابات رئاسية ليلة الثالث والعشرين من ايلول / سبتمبر عام 1988 نستخلص المسار الذي يمكن ان يعتمده الرئيس الحالي ميشال عون لإيصال صهره الصغير الى قصر بعبدا رئيساً!
يقول الرئيس الجميل في مذكراته التي صدرت عن منشورات بيت المستقبل عام 2020 :
انه طلب من الرئيس شارل حلو تولي هذه المهمة فإعتذر لاسباب صحية خاصة به وبزوجه ، ثم طلب من النائب المعتدل الذي تربطه علاقات مع كل القوى السياسية بيار حلو القيام بهذه المهمة فوافق الرجل بداية وراح يجري اتصالاته بكل ايجابية لتشكيل حكومة جامعة  لكن العقبة الكبرى كانت رفض المسلمين كلهم وممثلي الاحزاب اليسارية والوطنية المشاركة في حكومة يشارك فيها سمير جعجع وميشال عون لأن القيادات الاسلامية تحمل الاثنين مسؤولية اغتيال ألرئيس رشيد كرامي في 1/6/1987 .. لذا اعتذر حلو ايضاً..
ويتابع الرئيس الجميل كتابته :انه طلب من صديقه داني شمعون مفاتحة الرئيس سليم الحص فوافق شريطة ان تبقى الحكومة التي يرأسها بالوكالة بعد اغتيال كرامي كما هي مع تعديل يجيء بداني مكان والده الرئيس كميل شمعون والمحامي عمر كرامي مكان شقيقه الرئيس المغتال رشيد اضافة الى اربعة وزراء آخرين من بينهم د جورج سعادة وجوزيف سكاف… ومع هذا رفض د الحص توزير جعجع وعون.
ويتحدث الجميل عن آخر الخيارات وهو  مجلس القضاء الاعلى برئاسة القاضي امين نصار او المجلس العسكري برئاسة قائد الجيش ميشال عون مسترجعاً سابقة تعيين ألرئيس بشارة الخوري قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب رئيساً لحكومة انتقالية عندما انتهى عهده الممدد بالثورة البيضاء عام 1952 .
انتهى الاستشهاد بما ورد في كتاب الرئيس امين الجميل لنعود الى ما فعله ميشال عون كرئيس لحكومة انتقالية مهمتها الاعداد لإنتخابات رئاسية
عين عون كرئيس للمجلس العسكري المركب مناصفة بين المسلمين بمذاهبهم والمسيحيين كذلك فإذا الوزراء المسلمين يستقيلون – بإرادتهم او كما اورد الجميل في مذكراته ان اذاعة دمشق اعلنت استقالتهم من دون ابلاغ رئيس الجمهورية الجميل نفسه-
ماذا فعل عون المكلف رئاسة حكومة للاشراف على انتخابات رئاسية ؟
منذ اللحظة الاولى تصرف كضابط قاد انقلاباً عسكرياً وقال للجميع الامر لي
ميشال عون رئيس الجمهورية الآن قد يستنسخ ميشال عون قائد الانقلاب العسكري عام 1988 بدءاً من رفض تشكيل حكومة لا تأخذ منه الاوامر التي توصل صهره الصغير الى الرئاسة توريثاً له … وصولاً الى فراغ حكومي يتولى هو ملأه عبر ادارة شؤون البلاد بقراراته هو ومصلحته هو مستعملاً مجلس الدفاع الاعلى لهذه الغاية … ومن ثم لن يتم اجراء انتخابات نيابية فيظل المجلس النيابي الحالي ورئيسه نبيه بري فيمدد المجلس لنفسه وبهذا يتخذ عون هذا التمديد ذريعة ليمدد هو لنفسه ( يدرى مين يعيش) …وإلا سيعين صهره الصغير رئيساً لحكومة انتقالية فيشرف على إنتخابات رئاسية هو مرشحها الوحيد وهكذا يستنسخ عون نفسه

احمد خالد

مجلة الشراع

Comments are closed.