الكهرباء تخنق المستشفيات

ليست هي الأزمة الأولى التي يعانيها القطاع الاستشفائي، وكأنّ ما فيه لا يكفيه. الأخبار لم تعُد محصورة فقط بانقطاع الدواء والمستلزمات الطبية وارتفاع عدّاد كورونا، بل وصلت الكارثة إلى تهديد حياة المرضى مع وصول الكمّية المتوافرة من مادة المازوت لدى المستشفيات إلى نهايتها، فأُطفِئت أجهزة التبريد في اقسام من مستشفى رفيق الحريري الجامعي، وأُجِّلت بعض العمليات الجراحية بسبب انقطاع التيار. والأمور تسير من سيّئ إلى أسوأ.

في السياق نفسه، حذّر مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس أبيض، عبر حسابه على تويتر، من أنّ “معظم المستشفيات في لبنان لم يعُد همّها الرئيس حالياً متحوِّل دلتا، ولا نقص الإمدادات، بل الكهرباء، التي باتت مصدر القلق الرئيس الآن، إذ لا يمكن تشغيل المعدات الطبية بدونها، ولا يمكن للمولّدات القديمة الاستمرار في العمل من دون توقّف، وعندما تتعطّل ستكون الأرواح في خطر، ولا سيّما مَنْ هم في العناية الفائقة. التغذية الكهربائية للمستشفى غير مقبولة. فانقطاع الكهرباء يمتدّ لأكثر من 21 ساعة في اليوم، والوقود غير متوافر، واذا وُجِد تواجهنا مشاكل في السيولة النقدية. نحن في جهنّم حقّاً”.

وكان الابيض قد وجّه كتاباً الى وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال ريمون غجر بتاريخ 28/6/2021، يطلب فيه الموافقة على استثناء المستشفى من التقنين القاسي للكهرباء.

هارون: السيناريو كارثيّ

يؤكّد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون لـ”أساس” أنّ “هذه الأزمة لا تشبه غيرها من الأزمات التي يعيشها القطاع الصحّي منذ اشتداد الأزمة المالية وتدهور الوضع الاقتصادي”. ويضيف: “ما يحدث اليوم أنّ غالبية الخدمات الطبية، إن لم تكن كلّها، متوقّفة على المازوت، من تبريد الأدوية القابلة للفساد عند ارتفاع الحرارة، فغرف العمليات وماكينات الأوكسيجين في غرف العناية الفائقة، إلى ماكينات غسيل الكُلى وغيرها الكثير من الخدمات. لذلك السيناريو المتوقّع “كارثيٌّ” في ظل استمرار شحّ المازوت، الذي سيعرّض حياة المرضى للخطر. وليست حال المستشفيات الخاصّة بأفضل من نظيراتها الحكومية”.

ويحذّر هارون من أنّ “مخزون المستشفيات من المازوت بات قليلاً جداً، ووصل إلى مستوى خطر”، ويلفت إلى أنّ “المستشفيات تشتري المازوت بشكل يومي من دون أن يكون لديها المخزون الكافي لأكثر من يومين، في حين يجب أن يكون الاحتياطي مخزّناً لأسبوعين في الظروف الطبيعية، فكيف في ظلّ التقنين القاسي لكهرباء الدولة؟”. ويجيب: “تضطرّ المستشفيات إلى شراء المازوت من السوق السوداء في بعض الأحيان. وقد تواصلت مع وزارة الطاقة التي وعدت بحلحلة الأمور”.

ويختم قائلاً: “تلقّينا وعداً جدّياً من المديرية العامة للنفط بتزويد المستشفيات بحاجاتها بدءاً من اليوم الأربعاء. والأولوية هي لقطاع الاستشفاء في خطة عمل المنشآت، ضمن حصّتها في السوق التي لا تتعدّى 35%. وفي ظل أزمة فتح الاعتمادات، توافقنا على آلية مستدامة للتواصل بين نقابة المستشفيات ومنشأتيْ النفط في طرابلس والزهراني، عبر نقطتيْ اتصال، لمتابعة الحاجات الأسبوعية، وسنقدّم لوائح أسبوعية بجدول الكمّيات وشركات التوزيع المعتمدة”.