مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

“المشكل بقلب البيت”، هذا هو حال تشكيل الحكومة. والمقصود هنا ب”قلب البيت”: بيت الحلفاء الذين يشكلون الحكومة. والمقصود بالمشكل، أن الحلفاء مختلفون على التوزيعة، والخلاف تحديدا بين “التيار الوطني الحر” و”المردة” و”القومي”. فهل هكذا عقدة تستعصي على “حزب الله”، راعي التشكيلة؟.

“حزب الله” يحاول تدوير الزوايا، وأبلغ دليل على ذلك أنه تمنى على رئيس تيار “المردة” عدم عقد مؤتمره الصحافي، فتجاوب فرنجية مع التمني، ولكن يبدو أن هناك اتجاها لديه لعقده بعد غد الثلاثاء، ما يعني أن الهوة واسعة وأن هناك اختلافا في النظرة إلى وظيفة الحكومة، سواء لدى الرئيس المكلف أو لدى كل من سيدخل جنة السلطة التنفيذية أو جحيم هذه السلطة؟.

السؤال هنا: هل ما زال هناك من زوايا لم يدورها بعد “حزب الله”، الذي يقوم عمليا بدور “قوة التدخل السياسي” لدى الرئيس المكلف، لتذليل العقبات، وأحيانا دور “قوة مكافحة الشغب السياسي”، وهو الشغب الذي يمارسه حلفاؤه، من دون أن تكون لديه النية لمواجهته لأنه حريص على أن تولد الحكومة، لأنها كيفما ولدت ستكون، من وجهة نظره، أفضل من أن تبقى حكومة تصريف الأعمال.

فبالنسبة إلى “حزب الله”، الرئيس حسان دياب في السرايا أفضل من وجود الرئيس سعد الحريري. الرئيس المكلف التقى الرئيس بري هذا المساء، بعد زيارته لقصر بعبدا. ويبقى السؤال البارز: إذا كان الجميع يريدون حكومة جديدة، فمن يمنع التشكيل؟، هل من قطبة مخفية من الخارج؟، وهل خلافات الداخل هي تغطية لهذه القطبة المخفية؟.

إذا لا حكومة الليلة ولا حتى غدا. الرئيس المكلف على موقفه. الوسطاء قد يرفعون العشرة ربما نفضا لأيديهم من المساعي، والتشكيلة في نفق المجهول.

في الإنتظار، وسط بيروت يلتهب مجددا، ومواجهات بين المحتجين وبين القوى الأمنية. في غضون ذلك رفع تيار “المستقبل” وشخصيات سنية، منسوب الكلام السياسي. الرئيس سعد الحريري غرد موجها التحية إلى أبناء طرابلس، فكتب: “كلمة إلى أهلي في طرابلس والشمال، يعز علي أن يقال إنه تم استقدام شبان باسمكم لأعمال العنف أمس. لكنني أعلم أن كرامة بيروت أمانة رفيق الحريري عندكم وانتم خط الدفاع عن سلامته”. أما الكلام الأعلى تصعيدا فجاء في سلسلة تغريدات للوزير السابق نهاد المشنوق الذي قال: “إذا كان الدم في الشارع هو الثمن للاعتراف بالوقائع، فسيجد “صهر الرئاسة” دم اللبنانيين على يديه خلال أسبوع. وعندها لن ينفع الندم”. وتابع “ستعود بيروت مضيئة بأهلها مهما فعلت أحزاب التأليف من ضرر”. كلام المشنوق لم يمر، إذ جاء الرد من “التيار الوطني الحر”، كذلك رد من شرطة مجلس النواب.