آثار و كنوز طرابلس…..

 

تعتبر طرابلس، عاصمة الشمال، وهي ثاني أكبر مدينة في لبنان، بعد العاصمة بيروت من أبرز المدن الأثرية في لبنان كونها تحتوي على عدد هائل من المباني القديمة العائدة لمئات السنين. فما ان تصل الى قلب المدينة وتتجوّل في سوقها المكتظ بالسكان حتى تلاحظ سبب اعتبار طرابلس مدينة فريدة من نوعها. فالمباني الجديدة العصرية تتلاصق بالبُنى التاريخيّة والاثرية، معظمها من العهد الأسلامي، كمساجد، مدارس اسلامية، حمامات و خانات… هذه الأخيرة هي أكثرما يقصدها السواح وخصوصا” عالموا الاثار. فما دور وأهمية الخانات في طرابلس؟

للخانات وظائف عديدة فهي وبالأضافة الى كونها موقع لبيع وشراء البضائع، تستعمل أيضا” لتخزين البضاعة و كمكان سكن التجار لأنه يستلزمهم أكثر من يوم لبيع منتوجاتهم.

مما يفسر شكل الخان:

فهو مبنى مستطيل تتوسطه بركة ماء مؤلف من طابقين: الطابق الأرضي لتخزين البضائع وسكن الماشية ، أما الطابق الأول فهو مؤلف من غرف لمبيت التجاّر……

خان العسكر

أحد أكبر الخانات في طرابلس، بناه المماليك في مطلع القرن الثالث عشر واستعملوه كثكنة عسكرية، ما يفسّر اسمه خان العسكر. يتميّز ببناء مستطيل تتوسطه بركة ماء، ويتألف من مبنيين متطابقين ملتصقين، بهدف الحصول على أكبر عدد ممكن من الغرف للسكن وتخزين المؤن. خصصت الطبقة الأرضية للدواب وعلفها، والطبقة الأولى (60 غرفة) للتجار الوافدين من شمالي لبنان والمناطق السورية. يتصل المبنيان ببعضهما البعض بممر مقبب على نطاق ضيق….

أطلقت على هذا الخان الكائن في محلة الدباغة في طرابلس، تسميات عدة وفق أنواع الحرف أو المهمات العسكرية التي جرت داخله. فسمّي خان الحرير مثلا، نسبة إلى حرفة صناعة الحرير من دود القز، وخان الأسرى بعد تحويله سجنا في العهد العثماني، إلا أن تسمية خان العسكر كانت الأقرب إليه منذ بضعة قرون.

بقي الخان مهجوراً، إلا من بعض عابري سبيل يأوون إليه، فيما خصصت الطبقة الأرضية للمستودعات والحرف اليدوية مثل تقشيش الكراسي، صناعة المساند، جلخ السكاكين، صناعة الأحذية والمفروشات، ومستودعات لبيع الأدوات المنزلية.

استقبلت غرف الخان في الطبقة الأولى عشرات العائلات الوافدة من فلسطين عام 1948 قبل إنشاء مخيم لهم في جوار نهر البارد، وفي عام 1955 استقبلت عائلات هدمت منازلها إثر فيضان نهر أبو علي قبل أن تبنى لهم منازل في منطقة قرب البداوي أطلق عليها اسم {المنكوبين}.