اكتم عن الناس( ذهبك وذهابك ومذهبك) /مساهمة من المختار الأستاذ هيثم يكن

 

قال الإمام ابن الجوزي : ( اكتم عن الناس ذهبك وذهابك ومذهبك)

فأما ذهبك :
فمالك وحالك وكل نعمة تنعم بها ، فلو معك مال قد تكون عرضة للحسد أو الطمع ، ولو لم يكن معك قد يعاملك أحدهم بشفقه ويستهين بك ، فكل ذي نعمة محسود .

أما ذهابك :
فتعني أي أمر تنوي عمله ، وظيفة جديدة .. خطوبة .. مشروع .. إمسك لسانك ستجد خططك تتحقق بفضل الله ..!
سيدنا يعقوب قال لابنه يوسف : لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً ..!
لقد خشي على إبنه أن يحسده إخوته ، رغم أن النعمة كانت مجرد حلم لم يتحقق بعد ..!
والسؤال الذى سيتبادر للذهن هو : كيف يمكن الجمع بين هذا الرأي وبين الآية
“وأما بنعمة ربك فحدث” ؟
هذه الآية معناها ألا تنكر نعمة الله عليك ، واحمده على كل حال ، ولتظهر آثار نعمته عليك فى اللبس والبيت والتوسعة على أهلك دون تبذير أو تفاخر …

وأما مذهبك :
فتعني الا تتكلم عن نفسك كثيراً ماذا تحب وماذا تكره .. صحيح ان للحديث عن النفس شهوة سواء للمتحدث أو السامع .. لأن ذلك سيزيل بعض الغموض الذي يضيف لك زهوة ولمعان عند من تصاحبهم ، وأيضاً لكي لا تدخل فى جدالات عقيمة لا لزوم لها .

يقول سيدنا عمر بن الخطاب :
ندمت على الكلام مرات، وما ندمت على الصمت مرة ..!.