من يردع غادة عون؟ مجلة الشراع 5 تشرين الاول 2020

من يردع غادة عون؟

مجلة الشراع 5 تشرين الاول 2020
نحن نعتبر ان العدل كان في طريقه للتحقق بناءً على اقرار مجلس القضاء الاعلى تشكيلاته بالإجماع – وهذه حالة نادرة – ومن ضمنها إخراج غادة عون من موقعها القضائي ، هذا القرار القضائي بالإجماع أوقف مساره تمنع رئيس الجمهورية ميشال عون عن توقيعه على الرغم من ان مجلس القضاء اعاد توكيد قراره بالإجماع أيضاً وما يزال هذا الانجاز الوطني مرهوناً مخطوفاً في ادراج قصر بعبدا … وقيل انه من اجل ابقاء غادة عون في موقعها !؟!؟
هكذا،
يتمّ تكبيل القضاء ومحاولة استتباعه وإخضاعه بما يخالف ثابتة دستورية تلتزم بها دول العالم المتمدن التي استقى منها المشرعون اللبنانيون الكبار دستورنا وهي ثابتة قيام سلطة قضائية مستقلة في الوجه الاول ، اما في الوجه المكمل فهو الفصل بين السلطات…
لكن في لبنان تم وأد هذا كله بثلاثية معروفة:
١- تعيين القضاة وفق محاصصة سياسية – حزبية – مذهبية بحيث يتحكم السياسيون بمصائر القضاة بعد ان يمسكوا بنواصي التعيين، ليمسكوا بأحكامهم ويصدرونها بما يتناسب مع مصالح السياسيين الذين عينوهم كل من موقعه.
٢- الغاء استقلالية القضاء كسلطة منصوص عليها دستورياً هي السلطة الثالثة واخضاعها لحسابات السلطتين التشريعية والتنفيذية
٣- غادة عون .
هذه الثلاثية هي التي جعلت الناس في لبنان تكفر بالقضاء لأنه لا يحكم الا بما انزل عليه من السياسيين وغادة عون نموذجاً
الاصلاح بدأه مجلس القضاء الاعلى بتشكيلاته لكن العقبة هي غادة عون ليس بعبقرية منها بل بولائها السياسي الذي بات سخرية على قدر ما هو عار …
آخر انجازات هذه القاضية ( والصفة تليق بها ) انها امرت باستدعاء رئيسة مصلحة تسجيل السيارات هدى سلوم امامها في قضية تقدمت بها سلوم امام القضاء لضبط عدد من موظفي المصلحة الذين سرقوا مئات ملايين الليرات اللبنانية…
وزير الداخلية اللواء محمد فهمي الذي تتبع تلك المصلحة لوزارته منع مثول سلوم امام عون رافضاً ايقاف الهرم على رأسه وادلى مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات برأيه بتأييد موقف الوزير فهمي … لكن عون مصممة على هذا الاستعراض السوريالي امام الإعلام، لكأنها توجه رسالة تحد الى المجتمع اللبناني الذي رفع منذ اليوم الاول شعار استقلالية القضاء كشرط للاصلاح ، وهو الشعار الذي تبناه مجلس القضاء الاعلى فأبعد غادة عون وتمسك بها ميشال عون..
واذا كان الشئ بالشئ يذكر، فقصّة الرئيس نجيب ميقاتي مع غادة عون غير بعيدة عن اسلوبها هذا يوم استدعت الاعلام الى مكتبها حين كانت أوصال البلاد مقطّعة والطرق مسدودة بارادة الثّوار… وعلى الرغم من ذلك حضرت عون الى مكتبها واخرجت ملف ميقاتي من جارورها وادعت عليه أمام الاعلام على الرغم انه هو الذي كان مدعياً في شكوى تقدّم بها فاحتفظت عون فيها في الجارور ولم تخرج منها الّا ما شاءت وأبقت شكواه في جارورها لليوم منذ أكثر من سنة..
تحية ابدية الى صاحب شعار ان الدرج الوسخ يبدأ تنفيذه من اعلاه
وتحية مؤكدة لمن كتب ان السمكة تفسد من رأسها