مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

كيف سيكون العام 2020؟، هل هو عام استعادة الثقة أم عام الأزمات الكبرى؟.

في اليوم الأول من السنة الجديدة، جردة على الملفات الثقيلة التي ورثها العام 2020 من العام 2019، وفي هذه الجردة أزمات اقتصادية ومالية، أزمات استيراد وأخرى مرتبطة بالقطاع المصرفي وصولا إلى الأزمات الاجتماعية والسياسية.

في الأزمة الاقتصادية، يستهل العام بارتفاع مديونية الدولة مقابل انخفاض معدلات النمو، مع كل ما يترتب عن ذلك من تداعيات على المؤسسات الاقتصادية والتجارية، وارتفاع معدلات صرف العمال ومعها معدلات البطالة، في وقت تشتد الأزمة المالية، وأبرز مؤشراتها ارتفاع العجز في الميزانية في ظل غياب ايرادات الدولة، أضف إليها استمرار الأزمة المصرفية وشح السيولة، ما انعكس صعوبة في استيراد البضائع، وانخفاضا في السلع الموجودة في الأسواق وصولا إلى ارتفاع أسعار السلع.

هذه الأزمات، مفتاح حلها استعادة ثقة اللبنانيين بدولتهم، واستعادة ثقة دول العالم بلبنان، ونقطة الانطلاق تشكيل حكومة، تجرؤ على ضرب الفساد وتغيير النظام الاقتصادي المهترئ تحت عنوان الاصلاح الحقيقي، فتلبي نداء اللبنانيين الصادح منذ أشهر في الساحات.

ولتشكيل الحكومة، لم يعد لدى السلطة رفاهية إضاعة الوقت، فمع مرور كل يوم تأخير، يصبح الموقف أكثر حدة، ما ينعكس على الطبقتين الفقيرة والوسطى، الأكثر تضررا في مثل هذه الأزمات، بحسب التجارب الدولية.

بلوغ هذه الملفات الخطوط الحمر، لم يدفع بعد في اتجاه تشكيل سريع للحكومة، العالقة في شيطان التفاصيل اللبنانية، منذ 19 كانون الأول، تاريخ تكليف حسان دياب، على أن تكون هذه الحكومة بمثابة خطوة أولى في مسار الخروج الطويل والصعب من المأزق، فيما يبقى الأهم التركيز على عوامل الاستقرار والنمو من خلال اجراءات محددة زمنيا، توقف التدهور الاقتصادي وعواقبه الاجتماعية، وتفتح المجال أمام بدء التفاوض القاسي مع الدول المانحة، بما هو معلن من شروطها وما هو مخفي منها.