محطات القطار اللبناني بإستضافة ” مذكرات ذئب “
..محطات القطار اللبناني بإستضافة ” مذكرات ذئب “
محطات القطار توقفت بمحطة قديمة عند حكواتي “طازج الملامح” يروي أن ذئباً يافعاً راجع مذكرات جدّه الكبير صاحب حكاية “ليلى والذئب”في زمنٍ كان فيه الذئب سيداً مرهوب الجانب ،وكانت ليلى الأنثى البريئة ،مثل أية قرية وديعة أو مدينة مؤنثة التصنيف ،مثل غيمة حُبلى بماء للسقاية ،مثل بحيرة تستضيف ألف بجعة بيضاء،
..الذئب الحفيد أثارته
المكابرة والتفاخر وراودته مغامرة تجديد وتحديث القصة المندثرة،حكاية المخالب وعقد النيّة أن يعيد مجد الآباء والأجداد.
إنطلق يعدو باحثاً عن مواصفات ليلى جديدة تحمل”زوّادتها” لجدتها القاطنة في ريف المدينة وسرعان ما وجد الذئب ضالته ،ليلى صغيرة ،جميلة تتكئ على ضفائرمن ثنايا الشمس الذهبية،تعقبها لحين خروجها من محيطها متودداً إليها عارضا خدماته وعضلاته ،مشيا سوية مشية المرافقة والمودة ولفت نظره أن ليلى تحمل جهازاً غريبا يحمل صورا وتتكلم منه وتسمع فاعتقد انه لعبة متطورة “مستوحاة من جنون البشر”
وهاله ما سمع من شروحات حول المحمول ،وتعثرت لحين خطواته غير أن صورة جدّه حثته للمضي بالمغامرة وإن شرف الذئاب بين يديه.
إستراحة الحكواتي الأولى
…أخبرت ليلى رفيقها “اللدود” أنها تحمل بعض الأغراض لأنسباء واقرباء واصدقاء وعليها المرور العابر وبعدها يبدأ المشوار .
في المحطة الاولى شاهد رجالا كأنهم من كوكب آخر ،يحملون يافطات غير واضحة ويهتفون بأسماء لم تصل بعد الى قبيلة الذئاب ولفته الترحيب بليلى حين سلّمت لهم الأمانة وإسترق النظر لسيوفهم في اغمادها ،ثم مضت مع ذئبها الحائر الخائف نحو منطقة ثانية يحملون اعلاماً بالوان لاتشبه الأولى ويزغردون لاسماء جديدة لم تعِها مدارك السمع عند الذئاب وايضاً رحبوا وهللوا لليلى وكادوا ان يحملوها فوق الأكتاف وخناجرهم تقدح من لمعان نصالها وأخبرته أنهم عل قرابة مع المجموعة الاولى ولكن الإنتماء السياسي فرقهم ،مضى الذئب معها أصفر الوجه من هلع انتابه ..
محطة إستراحة ثانية للحكواتي
…ثم إلى منطقة ثالثة فيها ألوان وهتافات خاصة وسكاكين فاغرة بشهوة الذبح،وكانت ليلى تخابر وتتحدث عبر جهازها معلنة لأهلها إنها سلمت الأمانات الى اصحابها وايضا باغتت ليلى “اسيرها” ان المجموعة الثالثة تتصل بنسبٍ مع المجموعتين ثم أختصرت الحديث ” اننا جميعا عائلة واحدة إختلفت على جنس الملائكة” فأهرقت الدم وإستباحت العرض ولكن في النهاية سيتصالحون ويتصافحون فوق الجثث البريئة …يتصافحون بيد ِووراء ظهورهم اليد الثانية تحمل الخنجر المسموم…
وقد عرضت المجموعة الأخيرة سيارة رباعية الدفع مع حرس لمرافقة ليلى خوفاً عليها من تهديد والويل والثبور لمن يجرؤ .
..جفّ الماء في حلق الذئب وارتعدت فرائصه كان الدنيا زلزلت زلزالها ووضعت أثقالها على كاهله ..شعرت ليلى بالرعب الذي اجتاح الذئب،أشفقت عليه وهوّنت من غلواء ذعره وأخبرته بضرورة الإستراحة عند أول مقصف قريب من المقابر المتخمة ،فتوقف لاهثاً ،راجياً ،راكعاً ،متوسلاً وقائلاً “يا سيدتي أرجو منكِ خدمة واحدة فقد تيقنت أن جدتك بخير وعندها كل “هالعزوة” وان طريقك آمن ولا خوف عليك من ليل وويل،وكل التمني أن تعيديني إلى اقرب نقطة توصلني بقبيلتي مقسماً أني لن أعود الى إرتكاب مخاطر دونها الموت وقبّل يدها مستعطفاً .
لبّت ليلى طلب الذئب الموجوع خوفا واوصلته راضية الى الطريق المطلوب واستفسرت منه عمّا سيخبر اترابه فاجاب ساطوي الارض عدوا سريعا لحثهم للرحيل بعيدا عنكم ففي عصركم خطر انقراض الذئاب وما شابهها ..
محطة ثالثة للحكواتي المتعب
……عاد الذئب الى مضاربه ،خاطب صورة جدّه ” أحقاً يا جدي قصتك القديمة “ليلى والذئب “وإفتراسها هي وجدّتِها ،أم هي مجرد امنيات وهلوسات،
..يا جدي سأعلّم أولادي وأحفادي ينتبهوا أن لا تأخذ ليلى الذئب الى حتفه ..
استراحة اخيره
……….على سبيل التحقق مما اسلفت من نافل القول العودة لمشاهدة الحوارات الثقافية في القنوات المرئية مع ” المجموعات الإنسانية “المختلفة حيث شاهدت وراء كل مجموعة “بوسطة عين الرمانة ،السبت الأسود والذبح على الهوية ،معارك الفنادق ،سرقة المصارف ،الإغتيالات ،
القذائف على اللحم البشري وإعدام أي مشتبه به أنه يتصل بنسب لمن قتل فلانا وفلانا ”
..سامحنا يا الله ،فنحن بكل وقاحة وجنون نسفك الدماء زوراً بإسمك ،وانت ربّنا مما فعلنا على غضب شديد …
الإعلامي المستشار أحمد درويش
المدير التنفيذي لمركز النهوض
