طليعة لبنان. جريمة التعذيب لاتسقط بالتقادم.

طليعة لبنان. جريمة التعذيب لاتسقط بالتقادم.

تعليقاً على قرار المحكمة العسكرية الدائمة بكف التعقبات عن المجرم عامر فاخوري لعلة مرور الزمن العشري ادلى مصدر مسؤول في القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي بالتصريح الآتي. بعد توقيف استمر مايقارب الستة اشهر اقدمت المحكمة العسكرية الدائمة على اصدار حكمها بالمجرم عامر فاخوري ، والذي قضى بكف التعقبات عنه لعلة مرور الزمن على الفعل الجرمي الذي ارتكبه يوم كان مسؤولا عن التعذيب في معتقل الخيام واطلاق سراحه سنداً للمادة ١٠ اصول محاكمات جزائية .ان القرار الذي اصدرته المحكمة العسكرية بحق العميل فاخوري ، واستناداً الى نص قانوني هو قرار سياسي بامتياز ، لان الاعمال الجرمية التي ارتكبها عامر فاخوري ليست جرائم عادية تخضع لاحكام قانون اصول المحاكمات الجزائية اللبناني وتحديداً مواده التي تسقط الملاحقات بمرور الزمن .لقد جاء في متن القرار ان المتهم عامر فاخوري ارتكب جرائم التعذيب بحق الاسرى والتي ادت الى وفاة واختفاء عدد من الاسرى ، وهذه الاعمال تندرج تحت وصف جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية ، وهذه الجرائم لاتسقط بالتقادم كما نصت عليه احكام القانون الدولي الانساني ونظام المحكمة الجنائية الدولية ، كما ان اكتساب المتهم فاخوري لجنسية دولة عدوة هي في حالة حرب مع لبنان هو جرم مكتمل الاركان القانونية ،وهذا الفعل هو جرم متمادي ، وطالما هو كذلك فإن مفاعيله تبقى قائمة ولا تسري عليه مهل مرور الزمن .واذا كانت المحكمة العسكرية وجدت مخرجاً قانونياً لقرارها ذي البعد السياسي ، فإنها بما توصلت اليه من خلاصة ، تجاهلت النص القانوني الذي يحكم الجريمة المتمادية التي تبقى منتجةً لمفاعيلها طالما بقي المتهم يحمل الجنسية الاسرائيلية ، كما تجاهلت القاعدة القانونية التي تؤكد انه في اطار تسلسل القواعد ، تتقدم التشريعات والاتفاقيات الدولية على القانون الوطني. وبالتالي فإن المجرم فاخوري كان يجب ان يحاكم وفقاً لنظام المحكمة الجنائية الدولية باعتباره ارتكب جرائم تعذيب وباعتراف المحكمة التي اصدرت قرار كف التعقبات. اننا ونحن نرى ان هذا الحكم الذي جاء من ضمن سياق سياسي ،انما شكل طعنة معنوية لكل من ظن ان محاكمة المجرم عامر فاخوري يمكن ان تعيد له بعضاً من الاعتبار المعنوي نظراً لما تعرض له من تعذيب فضلاً عن الذين فقدوا ابناءهم وفلذات اكبادهم. ولهذا كما تحولت عملية توقيف فاخوري الى قضية رأي عام ، فان الافراج عنه بعد كف التعقبات ، يجب ان يتحول الى قضية رأي عام ادانةً ورفضاً ليس لكونه جاء مخالفاً للقانون والواقع وحسب ،بل وبدرجة اهم حتى لاتوظف معاناة الذين استشهدوا وساموا اقسى انواع التعذيب الى ورقة مقايضة في بزار المساومات السياسية وحتى لاتتحول قضية التعامل مع العدو والخيانة وجهة نظر. في ١٦/٣/٢٠٢