قراءة في ديوان “غربة الشفق”.للشاعر محمد موح /كتبهاشاعر فلسطين الاديب الاستاذ مروان الخطيب /مُحمَّد مُوح في باكورةِ نِتاجِهِ الشِّعريِّ( غربةُ الشَّفق): نِدَاءُ الفِطرَةِ في تَحالِيقِ الفِكْرَة

 

مُحمَّد مُوح في باكورةِ نِتاجِهِ الشِّعريِّ( غربةُ الشَّفق):

نِدَاءُ الفِطرَةِ في تَحالِيقِ الفِكْرَة

*****

“الشَّاعرُ يُولدُ من رحمِ أُمِّهِ شَاعراً”
-الشَّاعرُ الإسبانيُّ ميغيل دي سرفانتس-
*****

الشِّعرُ على الأرضِ قَدِيمٌ قِدَمَ الإنسانِ عليها. وقد نقلَ بعضُهم عن سيِّدنا الإمامِ عَليٍّ بن أبي طالب كرَّمَ اللهُ تعالى وجهَهُ، أنَّهُ أشارَ حينما سُئلَ عن أوِّل من قالَ الشِّعر فيها، إلى نبيِّ الله تعالى آدم عليه السَّلام، حينَ نعى وبكى قتلَ ولده قابيل أخاه هابيل بدمعِهِ وحرفِهِ، ووجعِهِ المَكِين…!.
والشِّعرُ انسكابُ طَوايا النَّفْسِ أنفَاسَاً حَرَّى في أداءٍ لَبُوسُهُ موشَّىً بالسِّحرِ والألقِ الجاذبينِ المَاتِعَين، وهوَ خروجُ الوَجعِ والفَرحِ والحِكمةِ من أعماقِ الهمسِ الإنسيِّ الشَّاعرِ في ثوبٍ قشيبٍ، تتجلَّى في تفاصيلِهِ عاطفةٌ حَروق، أو صُورَةٌ جَذُوب، أو كَلِمٌ يأخذُ بالقلبِ والرُّوعِ إلى رُبُوعِ الرُّؤيا، فيعيشُ المَرءُ المتلقِّي آنها مِتعةَ الدَّهشةِ في أجملِ مراقيها ومعارجعِها…!.
وكما قالتْ ذاتَ يومٍ الكاتبةُ أزهارُ البستنجي: “الشِّعرُ جمالٌ، وغُمُوضٌ مُحَبَّبٌ يبعثُ النَّشوةَ في القُلوب، وهوَ شَلَّالٌ يتدفَّقُ من مشاعرِ الإنسان، حين يحدثُ ذلك التَّفاعلُ الغريبُ المُفَاجِئُ بينَ عناصرِ الطَّبيعةِ وعناصرِ الإنسانِ وعناصرِ اللُّغة”.
وإذا قُدِّرَ لنا أن نُسَافرَ مع الشَّاعرِ مُحَمَّد موح وقصائدِهِ في ديوانِهِ العتيد( غُربةُ الشَّفق)، فإنَّا نستجلي تلكَ الآفاقَ مُصطفقةَ الأجنحةِ وهي تعلولي سابحةً في أثيرٍ مُترَعٍ بأعيانِ الطَّبيعةِ المُوحية، وبأوجاعِ النَّفسِ الشَّاعرة، مؤكِّداً بذلك ما باح به في قصيدةِ ( غربة الشَّفق)، حين قال:
“سَطَّرتُ أجملَ أشعاري على ورقي
روَّيتُها من دموعِ العينِ والخَفِقِ

…ما أجملَ الشِّعرَ والأنسامُ تنفحُهُ
همساً تخضَّبَ بالأزهارِ والعَبَقِ

هذا حصادي معَ الأيامِ أجمعُهُ
دمعاً تناثرَ أشلاءً على الوَرَقِ”.

هي ذي أشعارُ صاحبِنا، تنبجسُ حَرَّى من أعماقِ نفسِهِ مُخَضَّبَةً بدمِهِ وكُرياتِهِ الحمراءِ التي تحملُ لخلاياهُ الأوكسجينَ وتُخلِّصُهُ من غاز ثاني أوكسيد الكربون السَّامِّ والقاتل، وهنا إشارةٌ بليغةٌ إلى قيمةٍ عليَّةٍ ينفحُ بها الشِّعرُ صاحبَهُ، إذ يرفدُهُ بمعاني البقاءِ الأخضرِ النَّامي، ويُبعدُ عنهُ رَمادَ الكآبةِ وسَوادَ البؤسِ والشَّقاء، حيثُ تتألقُ الأزهارُ والأنسامُ والعَبَقُ، مُتَحَرِّرةً من طبيعتِها الجِسمانيَّةِ إلى أخرى روحيَّةٍ هموسٍ وموحية، تجلبُ لصاحبِها وقارئها متعةً، وراحةً نفسيَّةً تقطفُ رحيقَها من ذلك التَّفاعلِ الحميمِ بينَ الأثرِ الشِّعريِّ وخفقِ الإنسانِ المفطورِ على التَّعلقِ بالتُّرابِ والهواءِ والماء، وما رسخ من هذا الثُلاثيِّ الآسرِ في أعيانِ الأرضِ جمالاً قائماً في حاجةٍ عضويَّةٍ أو أخرى غريزيَّة.
ويؤكِّدُ شاعرُنا معادلةً على جانبٍ كبيرٍ من الأهميَّة، وفحواها ذلكَ التَّلازُمُ الأكيدُ بينَ الحُزنِ وولادةِ الشِّعرِ لديه، ويُصرِّحُ بوضوحٍ لا لبسَ فيه، بأنَّ حصادَهُ من أشعاره هو ذاتُهُ حصادُهُ مع الأيام، وقد تركَ على الورقِ أثرَهُ المُستَقِي ماءَهُ وبقاءَهُ من الباعثِ على ذرفِ الدِّمع، وهنا إشارةٌ بليغةٌ إلى أنَّ المرء في عراكه مع الأيام والسنين، في سياقِ السعي لإشباعِ طاقتِهِ الحيويَّة، لا بُدَّ أنَّهُ مُوَاجِهٌ للمتاعبِ والمواجعِ الناتجة عن المُعثِّراتِ التي تقفُ سَدَّاً ومانعاً دونَ تحقيقِ الإنسان ما يرغبُ فيه ويغنِّي من أجله، وهنا يُولدُ الأثرُ المموسقُ في النَّفسِ الآدميَّةِ مع الصَّدمَاتِ رجعاً تلقائيَّاً، ك “صدمةِ الولادة” على حدِّ تعبير الكاتب والمحلل النفساني أوتو رنك، والتي تجعلُ الطفلَ يخرجُ من رحم أمِّهِ دامعاً، باكياً، صارخاً، وكأنه حاسٌّ بما ينتظرُهُ في هذه الدنيا من آلآمٍ وأحزان، وهو يسيرُ في مناكبها من أجل كتابة الرسالة التي ولد من أجلها.
وفي قصيدة( الشِّعرُ في نظري)، يؤكِّدُ لنا الشَّاعر مُحمَّد موح ما أشار إليه سابقاً، ويزيدُ تفاصيلَ أخرى، تبعثُ النَّفسَ الشَّاعرةَ إلى الالتحامِ مع القصيدِ النَّابض، والإنشادِ البائحِ بجمارِ الذَّاتِ وأشواقِها وأحلامها.
يقول:
“الشِّعرُ لحظةُ إيثارٌ بها شَجَنٌ
سرعانَ ما يرتوي من رُوحِها الخَفِقُ

جُرحٌ وفاجعةٌ، نزفٌ بذاكرةٍ
تُدمِي خوافقَنا، والشَّوقُ يحترقُ

…الشِّعرُ خَلوَةُ مَنْ بالشَّوقِ مُشتَعِلٌ
كالضَّيفِ في غُربةٍ، أحبابُهُ افترقوا “.
نعم…، تلكَ هي كينونةُ الشِّعر: إيثارٌ، شَجنٌ، جرحٌ، فاجعةٌ، نزفُ ذاكرةٍ، وشوقٌ محتَرِق.
وهنا يشيرُ شاعرُنا إلى العواملِ السَّابقةِ لولادةِ أثرِ النَّفسِ المُبدَع، فيؤكِّدُ ثانيةً وسابعةً على أنَّ الحُزنَ يحتلُّ القائمةَ بمُجملِ تفاصيلِها، وهذا ما أشارَ إليه ذاتَ يوم الشاعر والناقد عبد العزيز المقالح، حينَ سأله سائل عن العوامل التي جعلت منه شاعراً، فأجابَ: ” إنْ صَحَّ بأنني شاعرٌ، فالفضلُ يعودُ لنهرِ الحُزنِ الذي اغتسلتُ فيه باكرا”.
والذي يعرفُ سيرةَ شاعرِنا مُحمَّد موح، سيعرفُ بأنَّهُ ابنُ فلسطينَ الأسيرةِ، وهو ثائرٌ، ابنُ ثائر، وعاشَ في سَاحاتِ ومواقعِ النِّضالِ والكفاحِ والقتال، وصمدَ في حصارِ العدوِّ الصهيوني لبيروتَ في سنة 1982م، وبقيَ طيلةَ ذاكَ الحصار صابراً في كفاحه، ولم يحنثْ، ولم يرمِ بندقيَّتَه ويتراجعْ إلى الخلف، بل بقيَ قامةً عليَّةً في ردِّ العدوان عن بيروتَ، وكأنه يدافعُ عن عكَّا وحيفا، وصفدَ وديشوم!.
وشاعرنا إنسانٌ من لحمٍ ودمٍ وقلب، يُحبُّ، يتألم، يفرحُ، يحزنُ، ويحلمُ بما هو أجمل له ولقضيَّتِهِ وأُمَّتِه. وإذا كانتِ الأحزانُ والأشواقُ المحترِقةٌ مجالاً لتوليد الشِّعرِ لديه، فإنَّ ثمَّةَ فكرةً تستوطنُ قلبَهَ ورُوعَهُ، ولا تغيبُ عن نبضِهِ ورؤاه، ففلسطينُ الوطنُ السَّليبُ المُغتصَبُ ماثلةٌ دوماً أمامَهُ، وتنفحُهُ بمدىً رحيبٍ لنزفِ الشِّعر، بل تحملُهُ إلى تحاليقِ الفكرةِ التي بها ومعها يُمكنُ أن يتحققَ الانتصار، فينهزم العدو الغازي والمحتلُّ الغاصب، وتندحرُ بهزيمتِهِ مشاريعُ الاستعمار التي رسَّختْ وجودَهُ في بلادنا للحفاظِ على مصالحِها الماديَّةِ والعقائديَّة. لذا يصرخُ شاعرُنا ملءَ قلبِهِ ومِدادِهِ وحَنجرتِهِ قائلاً في قصيدة ( أنا فلسطين):
” أنا فلسطينُ يا أبناءُ فاستمعوا
هذا نِدَائي على الأصواتِ يرتفعُ

أرضُ الرِّباطِ أنا، والقُدسُ ملحمتي
منِّي بدتْ فُسحةُ الآمالِ تتَّسعُ

أنا التي بوركَ الأقصى بقِبلتِها
حيُّوا الجِهادَ، فلا تألوا فتنخدعوا

يا رافعي راية التَّحريرِ معذرةً
النَّصرُ بالقوَّةِ الحَمراءِ يُنتَزَعُ

كونوا معَ القُدسِ كي يبقى لنا أملٌ
من غيرها فُسحةُ الآمالِ تنقطعُ”.
هو ذا نداءُ شَاعرِنا يعلو صدَّاحاً ذا رُؤيا فكريَّةٍ عالية، وتؤسِّسُ بالإشارةِ ما تُفصِّلُهُ العِبارة. فبعدَ أن تكلَّمَ ناطقاً باسمِ فلسطين أرضِ الرِّباط والقِبلةِ الأولى للنَّاسِ، نراهُ يَرسمُ الخَطَّ البيانيَّ الذي من شأنِ الالتزامِ بمضمونِهِ، أن يرتقيَ بِفلسطينَ مُحَرَّرةً من قيودِها وأصفادِها، ومُحَطِّمةً بانتصارِها همجيَّةَ الثقافةِ الأوروبيَّةِ والأمريكيَّةِ التي أسستْ ودعمتْ وجودَ واستمرارَ هذا الاغتصابِ لها، فكانت حضارةً فاسدةً تقومُ على المكرِ والخِداعِ والنفعيَّةِ الماديَّةِ التي لا تُقيمُ وزناً للإنسانيِّةِ وقيمها الرَّفيعةِ، ولا تُقيمُ أيَّ اعتبارٍ لدماءِ البشرِ، التي يسهلُ عليهم سفكُها في سبيلِ تحقيقِ مصالحهم. إنها حضارةُ وثقافةُ التَّافهين، على حدِّ تعبيرِ “آلان دونو” أحد المفكرين والفلاسفةِ الأمريكيين المستنيرين، ففي كتابه “نظام التفاهة” يقول: “إن التَّافهين قد حسموا المعركة لصالحِهم في هذه الأيام، لقد تغير الزَّمنُ، زمنُ الحق والقيم، ذلك أن التَّافهين أمسكوا بكل شيء، بكل تفاهتهم وفسادهم؛ فعند غيابِ القيم والمبادئ الرَّاقية، يطفو الفَسَادُ المُبَرمَجُ ذوقاً وأخلاقاً وقيماً؛ إنه زمن الصَّعاليك الهابط”. وعليه، نفهمُ الموقفَ اللإنسانيَّ، اللاأخلاقيَّ للإدارةِ الأمريكيةِ في دعمِ العدوان الصهيوني الفاشي على غزَّةَ وأهليها، والذي يُعَبِّرُ بشكلٍ صارخ وفاضخ عمَّا أشارَ إليه” آلان دونو” في كتابه السَّابقِ الذِّكر.
وإذا قُدِّرَ أن نرى شاهداً آخرَ في هذا المجال، نقرأ للشَّاعر والمُتَرجم مُحَمَّد مظلوم، حيثُ كتب عن الشَّاعر الأمريكيِّ (غريغوري كورسو)، الذي روى كابوس الحلم الأمريكي- أنظرْ ملحق جريدة الأخبار اللبنانية “كلمات”، العدد 5181، الصادر يوم السبت الواقع فيه 20/4/2024م، وقد قال مظلوم قارئاً في شعر غريغوري كورسو: ” ويُصَوِّرُ كورسو في “النَّمط الأميركي”، أُمَّةً انحرفت عن جذورها، وتنصَّلتْ من القيم والمبادئ التأسيسيَّةِ، وبلداً جرى تحويلُهُ إلى ” فرانكنشتين”: وحش لا يُمكنُ السيطرة عليه، بل لا حل سوى بالهروب منه، ورفض الثقافة التي شكَّلتْهُ”، ويتابعُ محمد مظلوم الكلام عن كورسو الذي يرفضُ ثقافةَ المجتمع الأمريكي المتغولة، وينقلُ لنا مقطعاً- نموذجاً من قصيدة للشاعر الأمريكيِّ تحت عنوان (تاريخ السياسة الأمريكيَّة)، حيثُ يقولُ كورسو معبِّراً عن محنتِهِ المريرة ومأزقه الصعب بعفويَّة شفيفة:
” كُلَّما مررتُ بسفارةٍ أمريكية، ينتابُني شعورٌ ملتَبِسٌ!،
فأودُّ أحياناً أنْ أُهرعَ إليها وأصرخ: أنا أميركي!،
لكنْ سرعانَ ما أغادرُها بضعَ خُطواتٍ إلى الحانةِ الأميركيَّة،
لأسكرَ وأبكي: أنا لستُ أميركيَّاً”.
ومما تقدَّم، ندركُ عمقَ الفكرةِ التي نادى بها شاعرُنا مُحَمَّد موح، والتي دعتْ إلى الجهادِ طريقةً حتميَّةً لتحريرِ فلسطين وهزيمةِ ودحرِ المُحتَلِّين، وبالتَّالي دحرِ المشاريع الاستعماريَّةِ التي أسسَّتْ لوجودهِ واستمراره أداةً لها في سَياقِ أدائها الكولونياليِّ والإمبريالي. ومن هنا أيضاً جاءَ نداءُ شاعرنا إلى القوى التي ترومُ التَّحريرَ بعيداً عن السَّيرِ في السُّبُل المُلتَوِية التي لا تُفضي إلَّا للخضوعِ للعدو والإذعان له، كما كان في كامب ديفيد ووادي عَربة ومدريدَ وأوسلو، فقال: ….، “حيُّوا الجهادَ، فلا تألوا فتنخدعوا”، وتابعَ: …” النَّصرُ بالقوَّةِ الحمراءِ يُنتزعُ”. فمن دونِ الجهادِ، ومن دونِ الشَّهادةِ والتَّضحيةِ بالدَّماءِ والأنفسِ رخيصةً في سبيلِ خالقها الذي شرعَ لنا الجهادَ والقتالَ لدفعِ الأعداء عن أراضينا وما نملك، سنبقى عاريين، بل ساقطينَ في الدرك الأسفلِ من الخزي والعارِ والهزائم!.
وفي قصيدة( مسرى الهُدى)، يُعيدُ شاعرُنا الرُّؤيويُّ التَّأكيدَ على أن قضيةَ فلسطين، هي قضيةُ الأمَّةِ جمعاء، وأن تحريرَها مرتبطٌ بنهضةِ الأمَّةِ وخُروجِها من حالةِ السُّباتِ والغفلة المفُضِيينِ إلى الذُّبولِ والقعودِ والانحدار، فيقول في أداءٍ إنشائيٍّ مُتْرَعٍ بسُمُوِّ الفكرة:
” إنهضي يا أُمَّتِي من غفلةٍ
واطرُدِي نوماً عميقاً مُقعِدَا”. وبهذا يؤكِّدُ شاعرُنا مُحَمَّد موح على ما ذهبتْ إليه الدكتورة الباحثة درية فرحات حينَ كتبت مؤخراً في مجلة العربي الكويتية عدد شهر نيسان 2024م قائلة: ” ولأنَّ للكلمةِ تأثيرَها وأهميَّتَها، فلا بُدَّ من أن تكونَ صادقةً، قادرةً على تصويرِ قضايا المجتمع والأمَّة”.
والقارئُ في ديوان( غُربةُ الشَّفق)، للشَّاعر مُحَمَّد موح، سيقعُ على غير نوعٍ من أنماطِ الشِّعر. سيقرأ في الحكمة، والمرأة، إضافةً إلى ما أشرنا إليه مُفَصِّلين من شعرِ صاحبِنا الذي حَدَّدَ فيه رؤياهُ للشِّعر، ورؤاه ونبضَ قلبِهِ التَّواق إلى ساحاتِ الجهادِ والشَّهادةِ من أجلِ تحريرِ فلسطين السَّليبة من قيودِ الصهاينةِ المُحتَلِّين، ومَنْ وراءهم من قوى الاستعمار العالمية.
وبعد كلِّ ما تَقدَّم أختمُ بهذين البيتين لصاحبنا.
قال في قصيدة( لِمَ تبكي الشَّمسُ؟!):
” فقصيدي ينزفُ أحزاناً
مُذْ حنَّ الشَّوقُ لِزنبقتِي

لو يدري البحرُ بأشواقي
لأناخَ المَوجَ لأشرعتي!”.
تُراها مَنْ تكونُ هذه الحبيبةُ المِضواعُ عِطراً مقدَّساً، وبَخُوراً مُزَنبقاً، ورُحاقاً مُسْكِراً، والتي ألهبتِ الشَّوقَ في قلبِ شاعرِنا الشَّفيفِ العطوف، فهُرِعَ إلى التَّمني السَّحُورِ الجميل…، فهذا البحرُ الذي يقومُ مدىً جُغرافيَّاً فاصلاً بين شاعرنا وحبيبتِهِ، ماذا لو استحالَ رَكُوباً عليَّاً، وبُراقاً سماويَّاً…!، وإذَّاكَ ندركُ بأنَّ حبيبةَ ومُلهِمةَ شاعرِنا العليِّ، هيَ مزيحٌ من نبضٍ وجمالٍ وقدسٍ وسماء…!.

بقلم: مَروان مُحَمَّد الخطيب
25/4/2024م