الخدمات الاعلامية

شوقٌ يُحاكي شوقَ جلجامش…!/قصيدة لشاعر فلسطين الاديب الاستاذ مروان الخطيب

شوقٌ يُحاكي شوقَ جلجامش…!

على شاهقةٍ من الوجدِ، انتصبتُ،
وقمتُ غائماً،
وشاهقاً،
ثُمَّ هاطلاً فوقَ رُباكِ الخضيرةِ، ثم اعلوليتُ،
أسبحُ في مَدارِكِ كما لو أنَّك سَيِّدةُ الشُّموسِ،
وأنا بَدرٌ مُمتاحٌ من نُوركِ، ومن روعةِ بهائكِ،
ثم أعلو إليكِ كي ألتصقَ في ضِيائك ذَوباً وانصهاراً،
بل كي أغدوَ جزءً من اشتعالكِ المُقَدَّس…!.
ها أنذا بين يديك،
قبسٌ من ألق،
وها أنتذي كلُّ الألقِ والحُبِّ والجَمال…!.
ها أنذا أهمسُ ببَوحِ العَاشقِ الوَلهان النَّديان:
أحنُّ إليكِ،
حَنينَ العَطُوشِ،
لقَطرِ المَطرْ،
حنينَ النَّحُولِ،
لرُوحِ الزَّهرْ،
حنينَ الرَّغيفِ،
لِوَهجِ الجَمرْ،
وأناديكِ:
رُبَّما كان شوقي إليكِ نابتاً من سُلالاتِ الحَكايا الإغريقية،
ولرُّبما هو ذاك الشَّوقُ الذي تأبَّدَ في قلبِ جِلجامش نُشداناً لما تكتملُ به حياتُه،
ويستمرُ به بقاؤه من دون رحيلٍ وانقطاع…!.
يا ذاتَ الحُضُورِ الأسنى في خافِقِي وعينيَّ،
وفي تلافيفِ ذاكرتي الحزينةِ من دونِك…!،
أقرأُ في وجهِكِ سَعادتي،
وأرى في عينيكِ عينيَّ ومُروءةَ عنترةَ العبسيِّ،
وأرى في فضائكِ ألقَ إبداعِ ليوناردو دافينشي،
وذاك الحُضورَ المُوحيَ والصَّائتَ في ألوانِ فنسنت فان جوخ،
كما أرتمي مُنْتَشِياً في رُؤى رابندرانات طاغور،
ثُمَّ أعودُ إلى وجهِكِ خامسةً،
فأسَّاقطُ من ولعي بكِ،
كما لو كنتُ أكوازَ تينٍ مُشَهَّدٍ من حَرارةِ شمسِ آب،
ثُمَّ أصَّاعدُ إلى عليائكِ،
كما لو أنَّني نجمٌ تائهٌ،
وأنتِ السُّها المُعَلَّقةُ بأحبالِ الماوراءِ والمجد،
وأعودُ إليكِ عودةَ أوديسيوسَ إلى بينولبي،
ولكنْ، من دُونِ زُوانٍ وبُثُور،
عودةً تحملُ في بَوحِها رغبةً شائقةً لولادةٍ أخرى تُسعِدُ تليماك بأخيه العتيد،
وتجعلُ الأحلامَ مفتُوحةً على شوقٍ لا ينتهي…!.
…، وأناديكِ دَوْماً:
فاطمتي التي كانَ لها همسُ البُرتقالِ،
حَنينُ العُنَّابِ،
بُحَّةُ السَّفَرجلِ،
وشَهدُ السِّدرةِ المُحَرَّرةِ من مَاءِ السَّواقي…!،
لمْ أنسَكِ لحظةً،
أو طَرفة،
ولمْ تَغربْ عن مُشتهايَ وتوقي ضَمَّةُ الأحلامِ،
والتَّحليقُ في آفاقِ الفراديس،
وأراكِ كما أرى القُدسَ،
وأرقبُ أصباحَكِ وأماسيكِ،
كما أتشهى صفدَ،
وعكَّا،
والشَّام،
وأستيقظُ،
وأنام،
وسمرقندُ تملأُ عليَّ الأحلام،
وبُخارى وشيرازُ،
تسرحان في دمي،
كما قُرطبةُ وبوطان،
فلا ترحلي بعيداً عن نُسغي،
وعودي إليَّ بعُمُرِ الحُوريَّات،
واكتبي ملحمة الشَّوقِ السَّاجدِ فيَّ،
بمِدادِ بغداد،
ثُمَّ انتظريني خامسةً،
عندَ أوَّلِ صيحاتِ الانتصار…!.

 

مَروان مُحمَّد الخطيب
27/5/2023م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi