الاغتيالات تملأ الخواء السياسي؟
تركت حال الخواء الناتجة من تعطّل الحياة السياسية البلد مشرّعا على مروحة غير متناهية من الاختراقات الأمنية والمخابراتية، وحملت قلقا من أن تملأ القلاقل والتفجيرات والإغتيالات الفراغ القائم، وهو أمر غير مستبعد قياسا إلى حالات لبنانية سابقة، عند كل تأزم واستعصاء، ولا سيما منذ العام ٢٠٠٤.
ولا يُخفى أن الشطب الجسدي استُخدم في كل مرة كانت الحاجة إمّا الى تغيير معادلة رقمية – سياسية، وإمّا إلى خلط أوراق وإشاعة حال من الهلع والضغط.
وفرض هذا الواقع نفسه على حركة كثر من المسؤولين الذي اتخذوا إحتياطات غير مسبوقة في تنقلاتهم تُشبه إلى حدّ كبير ما كان قائما من تهديدات قبل سنتين ونيف. وبادر عدد من الأجهزة الأمنية الى تنبيه شخصيات معرّضة، ناصحا إياها بالحدّ من التنقّل والتشدّد في إجراءات الحماية حتى داخل المنازل.
ولوحظ أنّ هذا الواقع الخطر ترك ثقله على الحركة السياسية، ومن شأنه أن يؤثر في أي حراك يرمي الى إيجاد مخارج للأزمة السياسية، بدءا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وتزامن هذا التطوّر الأمني المقلق مع إجراءات حمائية استثنائية إتخذها عدد من البعثات الديبلوماسية، كان آخرها التنبيه الذي وجّهته وزارة الخارجية الكويتية الى رعاياها في لبنان، طالبة “ضرورة أخذ الحيطة والحذر في تنقلاتهم، والابتعاد عن مواقع الاحتجاجات والاضطرابات الأمنية في عدد من المناطق اللبنانية، والالتزام والتقيّد بالتعليمات الصادرة عن السلطات الرسمية المختصة”.
وكان “ليبانون فايلز” قد كشف (السبت ١٨ شباط) أن سفارتي جمهورية ألمانيا الإتحادية والولايات المتحدة الأميركية قد طلبتا من رعاياهما حصر تجوالهم في محيط ضيّق لضرورات الحماية الشخصية. وعُلم أن السفارتين طلبتا من موظفيهما عدم التوسّع في اللقاءات والإجتماعات خارج مبنى السفارتين، وفي أفضل الأحوال البقاء على مقربة في حال استدعت الحاجة.
وجاء هذا التطور الديبلوماسي – الأمني عقب التهديد الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ضد الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والدول المحيطة، وحمل دفعة شديدة من التصعيد غير المضبوط.
المصدر : lebanon files