رئيس المجلس الوطني للإعلام لشفقنا: على الإعلام أن يكون بنّاءًا وهكذا سيكون مستقبل انتخابات الرئاسة

خاص شفقنا- بيروت-
لطالما تميّز لبنان في بداية القرن الماضي ومطلع القرن الحالي بحريّة الرأي والتعبير التي كانت العامل الأساسي لتميّز الصحافة اللبنانية، والتي جذبت الصحافة من الدول العربية ومن العديد من دول العالم، وهذا الإعلام لعب أدوارًا كبيرة في المراحل المفصلية التي مر بها لبنان.

محاور المقابلة:
• دور الإعلام البنّاء والهدّام
• هل نحن أمام دولة عاجزة؟
• هل ينجح الحوار الداخلي؟
• ما هو مستقبل الانتخابات الرئاسية ومن هي الأسماء المرشّحة؟
• كيف هي علاقة لبنان بمحيطه العربي والإسلامي؟

وكالة شفقنا كان لها لقاء خاص مع رئيس المجلس الوطني للإعلام الأستاذ عبد الهادي محفوظ للوقوف على الواقع الإعلامي والسياسي في لبنان، حيث أكّد محفوظ على الدور المهم للإعلام الذي أصبح حسب تعبيره العنصر الأساسي في صناعة الرأي العام وتوجيهه، وقال: يمكن أن يكون دور الإعلام بنّاءًا، كما يمكن أن يكون هدّاما، هذه المقاربة هي للإمام السيد موسى الصدر، وأنا أعتقد أن هذه المقاربة في مكانها، أي أن دور الإعلام يرتبط بالوظيفة التي تُعطى له، فإذا كانت الوظيفة بنّاءة يكون الدور إيجابي وبنّاء، وإذا كانت الوظيفة هدّامة وتقوم على الأخبار الكاذبة والتحريض الطائفي أو على القدح والذم فالبتأكيد تكون هدّامة.
ولفت محفوظ إلى أن لبنان خلال الحرب عرف هذين النوعين من الإعلام لذلك يبرز دور الإعلام التثقيفي والقيمي الذي يأخذ بالقواعد المهنيّة والإعلامية والأخلاقية، ولذلك ثمة نصوص قانونية تشدد على هذه المسالة في القانون المرئي والمسموع وقانون المطبوعات.

على الإعلام أن يكون بنّاءًا:

وأكّد محفوظ أن دور الإعلام يكون بنّاءًا وفاعلا عندما يبثّ المعلومة الصحيحة والدقيقة والمسنودة إلى مصدر موثوق، والمعلومة التي تؤدّي إلى عنف في المجتمع حتّى لو كانت صحيحة يشترط بالإعلام تجنّبها، كي لا يكون مردودها سلبي في المجتمع.

وقال محفوظ: الموضوعية أمر مهم والشفافية والابتعاد عن الإثارة الطوائفية السياسية أو الجنسية، والالتزام بالمعايير الأخلاقية والمهنية والتشديد على القيم الاخلاقية والإنسانية واحترام الآخر، هذه المسائل عندما تلتزم بها المؤسسات الإعلامية على اختلافها، سواء كانت مكتوبة أو مرئّية ومسموعة أو إلكترونية، عندما تلتزم هذه المؤسسات بهذه القيم عندها تقوم بالدور البنّاء، وبتقدريري الشخصي فإن الإعلام هو سلاح مهم في العمل على الوحدة اللبنانية وتعزيز العيش المشترك وتعزيز فكرة المواطنة وحل الخلافات بالحوار.

الدولة عاجزة عن حل أزماتها:

وحول الأزمات التي تعصف بلبنان رأى رئيس المجلس الوطني للإعلام أن هناك تلازم وتشابك بين الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية والسياسية والصحية والبيئية، وهذا التلازم تعجز الطبقة السياسية عن إيجاد حل له. وبحسب محفوظ فقد تجاوزت الأزمة قدرة هذه الطبقة السياسية والنظام الطائفي على إيجاد المخارج لها، وأصبحت الدولة أشبه بالدولة الرخوة إن لم نقل الدولة الفاشلة، وفقًا لصاحب الكتاب الدولة الرخوة روبرتسون الذي يعتبر أنه مع الدولة الرخوة تصبح الدولة أسيرة الخارج الدولي، بمعنى أنها تحتاج إلى مساعدات هذا الخارج، وتضطر إلى المساومات السياسية، وبالتالي تضعف قدرتها على إيجاد الحلول وتصبح دولة شبه مشلولة، وهذا هو واقعنا الحالي في لبنان .

لبنان بحاجة للتوافق الداخلي:

وحول الدعوات للحوار علّق محفوظ: بالتأكيد الأمر يحتاج إلى حوار، لكن كما يتبيّن أن الحوار الداخلي مستحيل بالظروف الراهنة بسبب الانقسامات السياسيّة الطوائفيّة والاصطفافات الحادّة هذا من ناحية، ومن الناحية الثانية فالحوار يحصل في الكواليس ضمن صفقات لا تصل إلى مكان وهي صفقات عبثيّة، لذلك الحل ليس داخليًّا بل الحل أصبح خارجيًّا، والحل الخارجي يحتاج فقط إلى أخذ الموافقات الداخلية، وبالتالي فإن المشكلة اللبنانية مستمرة بالوقت الحالي، ما لم يحصل نوع من التوافق الداخلي على اسم لرئاسة الجمهورية من خارج الاصطفافات المطروحة، وبالتالي يمكن عند ذلك أن تتم التسوية أو المساومة بين الداخل والخارج.

مستقبل انتخابات رئيس الجمهورية اللبنانية:

وحول الأسماء المطروحة للرئاسة قال محفوظ: هناك أسماء كثيرة مطروحة وكل فريق يتشبّث بمرشّحه، وأعتقد أن الرئيس الآتي سيكون من خارج التقسيمات المتعارف عليها، وبالتالي الأسماء المطروحة إضافة إلى الجنرال جوزيف عون وسليمان فرنجية وميشال معوض هناك أسماء عدة على رأسها جهاد أزعور وزياد بارود ووديع الخازن وناجي البستاني وعبدالله فرحات.

وأضاف محفوظ: بتقديري الشخصي عندما يحين الوقت سوف تسمي واشنطن الرئيس، ويكون الطرف الأساسي بالموافقة عليه هو حزب الله، مقابل ضمانات يحصل عليها بالنسبة لأمور كثيرة تتناول السلاح والحكومة التي تتشكل في المستقبل.

علاقة لبنان بالمحيط العربي والإسلامي:

وأكّد محفوظ أن لبنان جزء من المحيط العربي والإسلامي، وهذه الحقيقة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، وقد حاول اتفاق الطائف إيجاد تصنيف نهائي لهذه المسألة، عندما اعتبر لبنان بلدًا عربيًّا، لأنه كان هناك في السابق نظريات متعددة تتحدث عن الفينيقية والقومية اللبنانية وما شابه ذلك، هذه المسائل حسمت، الآن مستقبل علاقات لبنان في محيطه ترتبط بمصير الأزمات التي يمر بها هذا المحيط، ذلك أن كل بلاد الشام تعاني من مشاكل واضطرابات وهزّات وما شابه ذلك، وهذا ينعكس تعقيدًا على الوضع اللبناني.

وختم محفوظ بالقول: لا بد من أن يستقيم الوضع في هذا المحيط وفي امتدادته الخليجية والمغاربية، هناك ثروات هائلة في العالم العربي والإسلامي، وهذا يحتاج أيضًا إلى حوار وإلى تغليب المشترك بين الدول العربية، وتغليب المشترك بين الدول العربية والإسلامية، وإلى تسوية الخلافات الإيرانية السعودية وإلى إيجاد مقاربة مشتركة لكيفيّة جعل هذا الطرف العربي الإسلامي لاعبًا إقليمًّا وحتى لاعبًا دوليًّا.

منير قبلان – شفقنا