الخارجون عن القانون / بقلم حسن صبرا

الخارجون عن القانون في نظر كثيرين, هم مهربو المخدرات، واللصوص، وقطاع الطرق والمرتشون، والقتلة، والذين يقودون سياراتهم من دون رخصة سير ويسيرون عكسه والذي لا يضع غطاء واقياً على رأسه اثناء قيادة دراجة نارية او عادية…

تحت عبارة الخارجون عن القانون تندرج عشرات المخالفات ، بما يستدعي الزام القوى الامنية والجيش بملاحقتهم لإعتقالهم وارسالهم الى القضاء..

 فماذا عن الذين صرفوا مليارات الدولارات على الكهرباء، ولم تتوفر للناس سوى ساعة في ال24؟

اليس هؤلاء خارجون عن القانون؟

حتى لو كانوا نواباً صاروا وزراء؟

او مستشارين ركبوا الوزارة؟

تحدث النائب انطوان حبشي في مؤتمر صحفي عن سرقات وزراء جبران باسيل في الطاقة، وتحدث النائبان هادي ابو الحسن وبلال عبد الله عن سرقات المليارات في وزارة الطاقة، وكتب الخبير النفطي مروان اسكندر عشرات المرات عن هدر 65 مليار دولار في الطاقة الكارثة التي يعيشها اللبنانيون ، وما تحرك احد!

ماذا عن الذين احالوا وزارة المالية الى دكان يبيع فيها الوزير ويشتري لمصلحة معلمه وزوج معلمه، ثم لمصلحته الشخصية ( هل نذكركم بما قاله علنا ميشال عون خلال مقابلة مع ريكاردو كرم، في مئوية إنشاء دولة لبنان الكبير، عندما اتهم علي حسن خليل، وزير نبيه بري ومعاونه  السياسي، والطامح الى خلافته بأنه لا يفرج عن مستحقات المتعهدين،  الا بعد الحصول على رشاوى هي خوات فعلية ؟)

تاجر المخدرات هو خارج عن القانون ، وجبران باسيل وعلي حسن خليل ومن يعمل لحسابه ليسوا خارجين عن القانون!!؟

ثم

لماذا دفع الجيش وحده او قوى الامن وحدها، لملاحقة خارجين فعلاً عن القانون ، وليس في لبنان من لا يعرف:

ان كل خارج عن القانون في لبنان، كل لبنان يحتمي بهذا الرئيس اللص او الزعيم الحرامي؟

لماذا زج الجيش اللبناني لإراقة دماء جنوده في مواجهة اللصوص الصغار بينما يطلب من الجيش وقوى الامن نفسها حماية اللصوص الكبار؟

اللصوص الكبار من رؤساء ووزراء ونواب وغيرهم يحمون اللصوص الصغار ، واللصوص الصغار يطلقون النار على الجيش وقوى الامن الداخلي وغيرها ، تحت حماية اللصوص الكبار!

وإذا اعتقلوا يخرجهم اللصوص الكبار!

الخارجون عن القانون هم تجار مخدرات ومغتصبو قصر، ومرتكبو مخالفات سير وقابضو رشاوى… وايضاً رؤوساءووزراء ونواب ومتعهدين…

فلماذا نلاحق الصغار ونريق دماء رجال الجيش الوطني ، ثم يطلب من الجيش وقوى الامن الداخلي ان يحموا اللصوص الكبار؟

  قديماً عندما طلب رئيس الجمهورية كميل شمعون، من قائد الجيش اللبناني اللواء الامير فؤاد شهاب ان يلاحق الطفار في جرود بعلبك الهرمل ، قال شهاب لشمعون:

اسمح لي يا فخامة الرئيس، ان اتعامل بالحسنى مع هؤلاء، بدءاً بشق طرقات وتوفير اعمال وانجاز خدمات في الكهرباء والمياه والوظائف… ثم نبدأ الحساب بعد توفير كل هذا

قال شهاب ونفذ، بأخذ عشرة شباب ينتمون الى اكبر عائلات بعلبك الهرمل ، وارسلهم للدراسة على حساب الدولة ليعودوا ويكونوا نماذج انسانية في الوطنية والعطاء

اذكر منهم الرجل الكبير علي دندش…وليس في الادارة اللبنانية من لا يعرف هذا الرجل الخلوق المهذب الدمث الناجح…

غير ان هذا كان فؤاد شهاب باني  المؤسسات في لبنان..

ونحن نعيش في زمن هدم ماتبقى من

مؤسسات بناها هذا الرجل العظيم…

وليست اهراءات القمح بوضعها الحالي الا شاهدة على زمن الخارجين عن القانون

الشراع