كتب الإعلامي د. باسم عساف : ضربة الساطور …لكل معتَُدٍ موتور …

*كتب الإعلامي د. باسم عساف :*

*ضربة الساطور …لكل معتَُدٍ موتور …*

*العهد القوي ، بات بالعدّ التنازلي ، مع إحتساب الساعات بل الدقائق ، التي تنهي الولاية الهمايونية ، حيث سبقت نيرون بأشواط مديدة من القهر والعذاب ، والذلُ والهوان ، لشعبٍ لم ولن يسبِقه شعبٌ آخر ، بالصبر وتحمل الصعاب والنوازل والأزمات والمصائب ، كالتي يتحملها الشعب اللبناني، جراء تعامل المنظومة السياسية معه ، ورغم عِظَم صبرِ وتحملِ الشعب الفلسطيني ، لمأساة الإحتلال اليهودي وإغتصاب أرضه مع الإحتلال الإنكيزي من بعد الحرب العالمية الأولى ، وما يواجه من : قتلٍ وتدميرٍ وتشريد ، و مجازرَ بحق الآمنين في القدس وغزة وغيرها ، وخاصةً الأطفال منهم ، مع سكوت العالم الذي يوصف بالحُرّ ، ويقفُ مع حقوق الإنسان زوراً وبهتاناً …*
ولكننا نوجِّه السهم حالياً للشعب اللبناني ، الذي يعاني أيضاً ، منذ الإحتلال الفرنسي ، كما الإنكليزي واليهودي لشعب فلسطين ، حيث أن لبنان قد دخل بالصراعات والإمتيازات والحوادث المتكررة ، حتى باتت مستدامة بكل الأنواع والوسائل والألوان ، حتى وصلت المعارك مؤخراً ، للحصول على دواءٍ لمريضٍ مُحتاجٍ ، وحتى للقمةِ العيش ، والصراع والقتل في طوابير الأفران وعلى ربطة خبزٍ أو كَسرَةِ رغيفٍ ، كلُّ ذلك في ظل عهد أطلق على نفسِه : (القوي) ، بل تمجَّد بإسم (بي الكل)…
*العد العكسي قد بدأ للأشهر الثلاث الأخيرة من (العهد القوي) على شعبه فقط ، ويحق لرئيس مجلس النواب أن يختار اليوم المناسب خلالها لإجراء الإستحقاق وعملية الإنتخاب لرئيس جديد ، حيث أن الشعب اللبناني برمته ينتظر هذه اللحظة الحاسمة ، لإنتهاء عهدٍ ورجلٍ قد أعطى المثل والمثال بكيفية التغيير والإصلاح مع القوة ، التي تحيط بهما للتوزير والتعيين ، من الأزلام والمحاسيب والأصهار والمستشارين ، وتوزيع المهام والمسؤوليات والمشاريع عليهم فقط ، حيث من بعدهم قد إنكسر القالب ، وهنا تكمن القوة للعهد بالتضامن والتماسك والتنسيق ، حتى يزداد الدَُين العام في عهدهم الميمون ، أكثر من نصف ما تراكم في عهود سابقة ، تسير على الركبِ ذاته ، من الفساد والإفساد مما بعد الطائف والجمهورية الثانية ، التي قلبت لبنان رأساً على عقب ، من تسمية لبنان بقطعة من الجنة ..إلى طريق جهنم وبئس المصير …*
ماذا أعدَّ فريق العهد ليودع اللبنانيين من كشف حساب ، حتى يُعطى براءَة الذمة ، لينبري صاحب الشعار *( أنا أو لا أحد )* ، أو كما قال عنه بي الكل عند تشكيل إحدى الحكومات *( إما أن يكون صهري فيها، أو لا حكومة..)* هكذا هو مفهوم الإصلاح والتغيير عندهم ، وعلى نفس الوتيرة ،فقد تعطلت رئآسة الجمهورية سنتان ونصف ، كرمى لعين الجنرال ، حتى أتى الى القصر على صهوة تسويةٍ حمقاء… كانت للدستور والعرف خرقاء… أدت بصاحبها الى الشقاء … رغم رفع شارة العين الزرقاء … ورغم طول البال كالعنقاء … لينشطر عن العهد كل الرفقاء … وليقال لهم : لكم من بعده طول البقاء…
*الصهر العجيب ، ليس له الآن إلا النجيب ، ليظهر له العتب والنحيب ، فأمره على الوجهين عجيب ، ولكن في كلتيهما تخريب ، فحظر وعقوبات من التغريب ، وويل وشماتة من التعريب … وعهر في الداخل من التسريب ، ويتفنن بالتسلق للرئآسة بالتهريب ، والكل يفضحه بالتجريب ، حيث بانت حبائله بالسرقة والنهيب ، وهو يتلطى بالشعبوية للمسيحيَّة والصليب ، حتى يكون لهم الوحيد المنيب ، وما ذلك إلا بفعل شيطان مُريب ، وليس له إلا الجبار المَهيب …*
إن الأمر المُتّبَع لنهاية العهد ، ليس بالأمر السهل ، ولن يمُرُ مرور الكِرام ، طالما أن الأسلوب المتَّبع ينحو نحو التملُّك للرئآسة ، أو للقصر الجمهوري ، أو للعهد.. بإستمراريته على منوال نهاية عهد الرئيس أمين الجميل سنة ١٩٨٨ ، وتسليم الجنرال × ليكون رئيساً عسكرياً في القصر ، وقد شكَّل حكومةً عسكريةً لتقود البلد الى جهنَّم الأحداث والقصف والتدمير لكل الأخصام والمنافسين ، حتى الإلغاء …
*وقد تتكرر هذه السيناريوهات المشؤومة بالعصيان داخل القصر ، بحجة عدم تركه للفراغ وعدم تسليم الرئآسة للخصوم ، لتنتهي المسرحية بمؤتمر تأسيسي دولي ، يقضي بوضع نظامٍ جديدٍ لأوطانٍ في بلد واحد ، أو لبلادٍ في وطن واحد ، تشُدُّ بأزرها قواتٌ دولية ، تتوزع على أهواء أصحاب الأرض الأقوياء ، من هنا وهناك ، (كلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون)* ، *حتى يبقى للولد بلد ، وحتى يظن أنه بالحكم قد خَلَد ، فتتحقق عقدته منذ أن وَلَد …*
ماذا تسمى هذه العقدة التي بُلِيَ بها لبنانُ وشعبه ؟؟؟؟وماذا يجني منها ، هو وكل الأزلام والمحاسيب ، سوى أن يُسطِّر التاريخ ، صفحاتُ الشؤم والبلاء ، جَرَّاء النفاق بالولاء ، ليوم تشخَصُ فيه الأبصار بالجلاء ، من القصر الذي حلَّ به البلاء ، حتى لا يشمت بنا الأحباء قبل الأعداء …
*وحجَّتهم علينا بسَطوةِ هذا الموتور ، الذي أوصل الشعب الصابر الى أن يثور ، ومنهم قد جرَّهم إلى القبور ، وقد أوصلتهم إليها عظائم الأمور ، ومن شدَّة خصائله بالفجور ، وليس له حلٌّ ، إلا الضرب بالساطور حتى يعود لأصله بالجُحور ….*