فيصل درنيقة: المؤتمر القومي العربي حملات متناقضة ومسيرة ناصعة

فيصل درنيقة

غريب أمر المتربّصين بالمؤتمر القومي العربي منذ تأسيسه كم يكيلون له من التهم المتناقضة.

 فإذا وقف المؤتمر ضد تدمير العراق واحتلاله أُتهم أنه تابع للنظام العراقي آنذاك، وإن أركانه قبضوا الملايين من الدولارات.

 واذا وقف الى جانب الشعب الفلسطيني وسلامته وأمن مخيماته ووحدة قواه، أُتهم أنه “عرفاتي”، وإذا وقف ضد الحروب على غزة وساهم أعضاؤه في حملات كسر الحصار على القطاع المحاصر قالوا عنه أنه “حمساوي”، بل و”إخواني”.

 وإذا حذّر منذ البداية من مخاطر الحرب على سورية وفيها، وسعى أركانه لإطلاق حوار بين النظام والمعارضة السلمية جرى اتهامه بالتبعية للنظام.

 واذا عارض الحرب على اليمن، وفيها، قيل عنه أنه مع “الحوثيين” رغم ان من أعضائه وأمانته العامة ممثلون لاطراف يمنية عدّة بينها من يناوئ الحكومة في صنعاء.

 واذا دعا لقيام كتلة تاريخية بين تيارات الأمة المركزية أُتهم انه يسعى إلى تسلّل “الاخونة” ومن خلفها اردوغان إلى الساحة العربية.

 واخيراً وليس آخراً اذا وقف مع المقاومة في فلسطين ولبنان وضد التطبيع والمهرولين نحوه بات مؤتمراً ايرانياً وفارسياً.

وإن دلّت هذه الاتهامات المتناقضة على شيء فأنما تدّل على سلامة الخط الاستقلالي المعتمد من قِبل المؤتمر، الذي ليس حزباً أو تنظيماً سياسياً، بل إطار تلاقي وحوار ينعقد مرة كل عام ويتداول أعضاؤه في “حال الأمة”، ثم يصدرون مواقف يتّفقون عليها، ويعذر بعضهم بعضاً فيما يختلفون عليه، ويسعى أعضاؤه من مواقعهم إلى ترجمة المواقف إلى مبادرات عملية.

 إن هذه الحملات المبرمجة على المؤتمر ومؤسسيه والمؤسسات المنبثقة عنه منذ تأسيسه هي في جوهرها حملات على العروبة النهضوية التحررية الجامعة التي ظنّ كثيرون إنهم نجحوا في القضاء عليها، كما أنها شهادة على تأثير هذا المؤتمر المعنوي في حياة الأمة رغم كل ما يعانيه من حصار سياسي وإعلامي ومالي، تماماً كالشهادة التي نالها المؤتمر يوم وضعوا اسم أمين عام سابق له (الأستاذ معن بشور) على لائحة المطلوبين من قبل الاحتلال الأميركي في العراق في مثل هذه الأيام من عام 2006، وقبل أيام من عدوان تموز 2006 في محاولة لإرهاب المؤتمر وتجميد عمله خلال فترة العدوان.

 ورغم كل شيء فالمؤتمر مستمر في أداء دوره المتواضع، والمئات من أعضائه  حريصون على تجشّم عناء الحضور إلى دورته من اقاصي الوطن العربي والمهاجر، متحملّين نفقات سفرهم وتكاليفه  في تجربة وحدوية باتت فريدة في زمننا العربي الراهن.

 أيها المتحاملون على المؤتمر القومي العربي أرسوا على برّ في اتهاماتكم لمؤتمر لا يحرّكه سوى التزام أعضائه بالمشروع النهضوي العربي.

إن مؤتمراً ساهم في تأسيسه عدد من قامات الأمّة الكبار الراحلين ك خير الدين حسيب، وعبد الحميد مهري، وضياء الدين داود، وأحمد صدقي الدجاني، وجمال الاتاسي، ومحمد المسعود الشابي، وجاسم القطامي، وجوزيف مغيزل، لا يمكن إلاّ أن يبقى منارة وحدوية مستقلّة تسعى لنهوض الأمة وبناء الجسور بين مكوناتها.

عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي

أمين عام مخيمات الشباب القومي العربي سابقاً

طرابلس/لبنان