مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون ال بي سي”

مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون ال بي سي”

“ورانا إيه”… هكذا يقولون باللهجة المصرية… “وعلى شو العجلة”… هكذا يقولون باللهجة اللبنانية… وما بين اللهجتين معنى واحد: السلطة السياسية في لبنان تسير وفق قاعدة “العجلة من الشيطان. ولم العجلة؟”… فيما المواطن الذي يكتوي بنيران إهمال السلطة وفشلها وعجزها، يرفع شعار “خير البر عاجله” …

البلد الجالس على صفيح ساخن، يتحرق ويختنق، فيما السلطة السياسية ما زالت تملك مخزونا كبيرا من “ترف البطء” وكأنها سلطة في إحدى الدول السكندينافية أو في سويسرا…

تسع جلسات للجنة صوغ البيان الوزاري، كان يمكن ان تنتهي في تسع ساعات في يوم واحد… انتهت اللجنة من البيان الإثنين فلماذا الإنتظار إلى الخميس لعقد جلسة مجلس الوزراء لمناقشة وإقرار البيان الوزاري… وحتى لو تم إقراره الخميس، فلم العجلة في تحديد جلسة مناقشته في مجلس النواب؟ فرئيس المجلس على سفر في عطلة نهاية الأسبوع، وعطلة عيد مار مارون نقلت من الأحد إلى الإثنين في العاشر من شباط … إذا لا جلسة لمناقشة البيان قبل الثلاثاء، وهكذا تكون السلطة التنفيذية قد استهلكت جزءا من كانون الأول الفائت، وكامل كانون الثاني، وجزءا من شباط لتباشر عملها …

وهكذا، شهران من شبه الفراغ، سبقهما شهران من شبه التعطيل، بعد اندلاع ثورة 17 تشرين الأول…

لا قيمة للوقت في هذه الجمهورية وفي هذه الشهور، هل من بإمكانه إحصاء كم من مؤسسة أقفلت؟ وكم من مؤسسة أعلنت إفلاسها؟ وكم من عامل وأجير وموظف أصبحوا عاطلين عن العمل؟ مواطن في العناية الفائقة، ومعالجون يتجادلون في جنس العلاج… فعلى سبيل المثال لا الحصر، منذ 17 تشرين الأول، كم من إجراء وتدبير إتخذت المصارف وطالت المودعين؟ الجمعية تخاطب المودعين على قاعدة rose en vie la، لكن على ابواب المصارف المشهد مختلف …

اما مسؤولية ما يجري فكرة يتقاذفها المعنيون سواء في السلطة التنفيذية او التشريعية أو في السلطات المالية والنقدية ، والنتيجة واحدة : “مواطن يتبهدل” … فهل يصل المعنيون إلى توحيد المعايير في التعاطي مع هذا المواطن بشكل لا يعود فيها في موقع “الذليل” وهو يطالب بحقه؟ وعلى سبيل المثال لا الحصر ايضا، ماذا عن تسونامي إقفال المؤسسات؟ وهل يكفي تسجيل الحالات في وزارة العمل؟

ستمتلئ وزارة العمل بالملفات … كذلك ستمتلئ المحاكم بالدعاوى … ماذا بعد؟ وهل من يقدم أجوبة؟ من يفترض أن تكون لديهم الأجوبة، غير مستعجلين. أليس شعارهم : العجلة من الشيطان؟