هل سينجح القاضي بيطار بتحقيقاته؟ أم سيدفع الثمن؟

كتب المحرر السياسي

كيف سيتمكن المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار من متابعة تحقيقاته التي عاد بها الى سنوات مضت، وبدأ جولته في التحقيق من نقطة الصفر الى ما قبل وصول الباخرة المعهودة الى مرفأ بيروت؟ فالقضاة قبله وصلوا الى طريق مسدود من دون الابلاغ عن الأسماء أو المسار الذي لا يمكن خرقه، إلا أن القاضي بيطار يختلف بأسلوبه، فهو الذي لم يجد “خيمة” فوق رأس أحد، ولن يعترف بمقام أو مركز أو تراتبية وظيفية، فكل من ورد اسمه علناً وسهواً مطلوب للتحقيق من أعلى رأس الهرم الى الأصغر.

فالاستدعاءات والطلبات القانونية التي يسير بها القاضي بيطار تجعل المتابعين واهالي الضحايا والضحايا انفسهم يأملون العدالة في الأرض، لعل الجاني ومن تسبب بما حصل ينال العقاب في زمن الفوضى والاستغلال والفساد. ولكن الخوف يرافق كل خطوة يقوم بها. لأن من سلف اعتكفوا لأسباب مجهولة في العلن.

فالكتب التي وجهها الى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، كمدعى عليه في القضية،والى مجلس النواب بواسطة النيابة العامة التمييزية طلباً لرفع الحصانة عن النواب علي حسن خليل وزير المال السابق، وغازي زعيتر وزير الاشغال السابق، ونهاد المشنوق وزير الداخلية السابق، من أجل مجريات التحقيق والادعاء عليهم وملاحقتهم فيما لو تبين علاقتهم بالانفجار، هذه الكتب أثلجت قلوب اللبنانيين قليلاً، إلا أنهم باتوا يخافون عليه، إما من الاعتذار لاحقاً أو لأسباب أخرى.

وفي الاطار نفسه يأتي توجيه القاضي بيطار كتابين: الأول إلى نقابة المحامين في بيروت لإعطاء الاذن بملاحقة خليل وزعيتر كونهما محاميين، والثاني إلى نقابة المحامين في طرابلس، لإعطاء الاذن بملاحقة وزير الأشغال السابق المحامي يوسف فنيانوس، وذلك للشروع باستجواب هؤلاء جميعا بجناية القصد الاحتمالي لجريمة القتل وجنحة الإهمال والتقصير.

كما أن عدم استثناء القاضي بيطار الادعاء على أسماء تعتبر كبيرة في شتى القطاعات من الأمن العام (قائد جهاز أمن الدولة اللواء طوني صليبا والمدير العام لجهاز الأمن العام اللواء عباس إبراهيم)، بالاضافة الى ملاحقات بحق قادة عسكريين وأمنيين سابقين وبينهم قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي، ومدير مخابرات الجيش العميد كميل ضاهر، والعميد غسان غرز الدين والعميد جودت عويدات. بالاضافة الى استدعاء لعدد من القضاة. وهذه الكتب جعلت افكار الناس تتخبط، ما بين مؤيد ومعارض وخائف من خطورة الاستدعاءات عليه، كما دفعت الكثيرون للتساؤل هل يمكن أن يكون الاستدعاء هو اتهام مباشر، والبعض ذهب الى الاتهام واصدار الأحكام، متناسين أن الادعاء بمعظمهم استجواباً من أجل المعطيات والمعلومات وقد توصل في معظمها الى الاتهام لثبوت الجرم.

في ظل الوضع الراهن والفساد المستشري في القطاعات كافة والفوضى الاقتصادية العارمة والدمار الانساني الذي وصل الى كل القطاعات الحياتية، هل يمكن أن يكون هناك بارقة أمل؟ وان وصل القاضي بيطار الى حقائق ونتائج، هل يمكن أن يأتي قاضٍ ليفتح الملفات المالية لاعادة الأموال المنهوبة وفضح الاسماء التي نهبت والأخذ بالملفات التي تطرح في الاعلام وكل ملف منها اخبار بحد ذاته؟

لكن إن تنحى القاضي طارق بيطار، سيقول المترقبون على الأرض السلام.