قائد الجيش يتحرك داخلياً وخارجياً… والهدف؟

كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:

العين تراقب تحركات قائد الجيش العماد جوزاف عون أكان بالنسبة الى اللقاءات والزيارات المحلية، أو الجولات الخارجية…

وانطلاقا من ان “تقاليد” سياسية سابقة، لطالما كان فيها انتخاب قائد الجيش لرئاسة الجمهورية كحل او كمخرج لازمة او لتجنب صراع منذ ايام الرئيس الراحل فؤاد الشهاب الى الرئيس ميشال سليمان!

يدرج بعض المراقبين تحركات العماد عون في هذه الخانة، في حين ان العسكريين يضعون نصب اعينهم الخطر الامني، حيث ان الفلتان الامني قد لا يكون مستبعدا لا بل نتيجة طبيعية للفلتان الاقتصادي والاجتماعي على غرار ما يحصل في دول العالم التي تعاني من ازمات كالتي يمرّ بها لبنان اليوم.

ويرى العميد المتقاعد الدكتور محمد رمال، عبر وكالة “أخبار اليوم” أنّ الفوضى الحاصلة على أكثر من مستوى تنعكس على سلوك الناس في تعاطيهم مع امورهم الحياتية، قائلاً: الفوضى الامنية غير مستبعدة، لذلك تحرك قائد الجيش يتركز على المساعدات كي يبقى الجيش “واقفا على رجليه”، وهذا النوع من المساعدات يتقدم اليوم على التدريب والتسليح.

ويضيف: “سلطة سياسية منحلة، وضع اقتصادي منهار، واقع اجتماعي مذرٍ، وكل القطاعات عديمة الجدوى ولم تجد اي طريقة لمعالجة الوضع والا لما كنا وصلنا الى هنا، وبالتالي كيف يمكن ان يبقى الامن ناجحا، اذ لم تكن المؤسسة العسكرية بخير، فهي ليست في جزيرة معزولة، بل ان العسكري – مهما كانت رتبته- هو واحد من الناس، ويعيش الازمات الاقتصادية والمالية والنقدية وربما اصبح اليوم راتبه لا يغطي تكاليف النقل”.

لذا، يتابع رمال: انطلاقا من مسؤوليته عن مؤسسة على عاتقها مهمة تفوق المطلوب منه في الاوضاع العادية، فكان على قائد الجيش ان يتحرك، وان يكون مستعدا ليواكب الجيش الاستحقاقات المقبلة، لا سيما بعدما فشلت المؤسسات السياسية في تقديم اي حلول بل على العكس الامور متجهة نحو المزيد من الانحدار. من هنا، المطلوب من هذه المؤسسة المحافظة على الامن كي تحمي لاحقا الاستحقاقات المقبلة، لذا اقله يجب ان تكون واقفة على اقدامها.

هذا ويعقد في 17 الجاري، مؤتمر الدعم للجيش اللبناني، عبر تقنية الفيديو كونفرنس، الذي ستترأسه وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي. ولهذا المؤتمر هدفان:

-تنبيه الدول الى تدهور وضع القوات العسكرية اللبنانيةً وظروفها المعيشية ما قد يجعلها غير قادرة على القيام بمهماتها بشكل كامل،
– تشجيع الهبات للجنود وللقطع العسكرية.

وهنا، يكشف العميد رمال ان قائد الجيش طلب استبدال السلاح والتدريب بما يحفظ بقاء المؤسسة، لانه اذا استمر الوضع على ما هو عليه قد يصبح السلاح والتدريب رفاهية، قائلا: لا يمكن ان تحمل الدولة اعباء تسليحه او تدريبه، ففي الوقت الراهن الهم الاساس كيفية اطعام العسكر والحفاظ على معنوياتهم. لذا يجب ترتيب الاولويات انطلاقا من الظروف القائمة، لتمرير هذه المرحلة.

وردا على سؤال عما اذا كان العماد عون يسعى للترشح الى رئاسة الجمهورية الى جانب تأمين صمود الجيش؟ يجيب رمال: اذا كان بعض السياسيين يربطون تحرك العماد عون بالاستحقاقات الانتخابية فليتفضلوا الى تقديم الحلول لكل المشاكل التي اغرقوا البلد فيها منذ سنتين او ثلاثة، لا بل الاصح منذ 40 سنة ولغاية اليوم.

ويختم مذكراً: حماية الاستحقاقات من بلدية واختيارية الى نيابية الى رئاسية، تحتاج الى امن مستتب، اي الى مؤسسة قادرة على الوقوف.