استقالة عضو بلدية طرابلس” شادي نشابة”

لم يكن خبر استقالة عضو بلدية طرابلس شادي نشابة صباح اليوم في مكتب محافظ الشمال رمزي نهرا خبرا متسغربا، فالبلدية بنظر الكثيرين تعتبر فاقدة لدورها وفي عداد المستقيلة عن القيام بالحد الأدنى من واجباتها بسبب الخلافات التي تعصف فيها من جهة وعدم وجود نوايا جادة لدى مجلسها للعمل . خبر الاستقالة الذي علله نشابة بكتاب رفعه الى من يعنيه الامر ربما كان بالنسبة له الخيار الأخير بعد ان عجز في احداث اي تغيير داخل مجلس يصارع من فيه بعضهم تارة بالسلاح وطورا بالأيدي فضلا عن حرب البيانات والسباب والتهديد. فمنذ فترة تشهد البلدية خلافات بين الأعضاء من جهة ورئيس البلدية رياض يمق من جهة ثانية، بالوقت الذي ما يزال مبنى البلدية مدمرا بعد الحريق الذي كانت تعرض له خلال فترة الاحتجاجات ، ما عمق من أزماتها وضاعف من الاعباء على ابناء طرابلس الذين سئموا من مجلس لم يقدم لهم سوى خيبات الامل. فبعد الاشكال الذي كان وقع مطلع الشهر الحالي بين بعض الأعضاء وحصل خلاله اطلاق نار داخل القاعة وتبعه اطلاق نار على مكتب احد الاعضاء، عادت الاشكالات اليوم حيث وقع اشكال و تضارب بين عدد من عناصر الشرطة و عضو بلدية طرابلس جميل جبلاوي ليتطور لاحقا” الى تضارب بين الاعضاء نفسهم على خلفية عدم اعطاء الشرطة حقوقهم خلال جلسة المجلس البلدي في قصر نوفل في طرابلس .. وسبق هذا الاشكال بساعات تقديم نشابة استقالته وجاء في بيانه :” إلى من يعنيه الامر، جئت بكتابي هذا لأتقدم باستقالتي من مجلس بلدية طرابلس عملا بأحكام المادة 30 من قانون البلديات الصادر بموجب المرسوم الاشتراعي الرقم 118، بتاريخ 30/6/1977 والمنشور في الجريدة الرسمية الملحق الخاص للعدد 20 بتاريخ 7/7/1997 مع تعديلاته اللاحقة. بعد مرور سنوات عدة في المجلس البلدي و البلدية تعاني من تخبط لاسباب داخلية و خارجية، فعلى الصعيد الداخلي تارة لاسباب في الرؤية العملية، تارة لأسباب شخصية، تارة لاسباب متعلقة بالنفوذ و تارة لاسباب سياسية، كل هذه العوامل ادت الى عدم انتاجية بل اسوأ من ذلك الى فشل البلدية. اما على الصعيد الخارجي فللأسف لبنان يعيش في نظام مركزي و الروتين الادراي القاتل للعملية التنموية و لتحقيق الانماء العادل، وفي المقلب الاخر بسبب هذه المركزية و سوء التخطيط والتنسيق، حيث يوجد تضارب و ليس تكامل فيما بين المشاريع ما ادى الى استباحة المدينة. عسى ان تكون هذه الاستقالة فاتحة لحل الخلافات الداخلية فيما بين بعض الاعضاء التي جرت محاولات عدة سابقا من قبل بعض فاعلي الخير ومحبي المدينة ولكن باءت بالفشل، وان تكون بمثابة رسالة الى اهمية تطبيق قانون اللامركزية الادارية الذي اصبح حاجة ماسة للبنان في ظل الضغوطات المختلفة ان كانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية او صحية. ختاما اتمنى بالتوفيق للزملاء واعتذر الى كل من صوٌت لي واعطاني ثقته و لكنني كنت بين خيارين صعبين اما البقاء في نفس القوقعة او الاستقالة، لاننا لن نتمكن من تحقيق ما نصبوا اليه لاجل مدينة افضل. ولكن طرابلس مرت في ازمات مختلفة و لكنها ستعود افضل من السابق، عسى ان تكون هذه الغيمة السوداء لفترة قصيرة و تعود المدينة و يعود الوطن افضل مما كانا عليه…..

.