المرفأ: لا سوليدير ألمانية.. بل “الحُدَيْدة” أو “طرطوس”

حين نفى وزير الطاقة الأسبق سيزار أبي خليل وجود عرض من “سيمنز” الألمانية لإصلاح قطاع الكهرباء، ذهبت الواقعة نادرةً من نوادر الكوميديا السوداء رغم الشهود الكثر. كاد الرجل أن ينفي استقبال وفد الشركة، بل أن يكون في العالم شركة اسمها “سيمنز”.

لكنّ الأمر مختلف في شأن ما يُحكى عن عرض ألماني لإعادة بناء مرفأ بيروت ونصف العاصمة المدمّر. لا وجود لمثل هذا العرض، والنفي ليس من أبي خليل هذه المرّة.

ما هو ذلك “المشروع الألماني” للإعمار الذي عُرِض في مؤتمر صحافي قبل أيّام؟

يمكن البحث قليلاً في “بروفايلات” الشركات المشاركة في إعداد العرض التقديميّ للتأكّد من أنّ الأمر لا يعدو كونه حفل علاقات عامة لشركتين استشاريّتين، إحداهما “كوليرز” التي تعمل في مجال استشارات التطوير العقاري، والأخرى “هامبورغ لاستشارات الموانئ – HPC”، وهي أيضاً استشارية كما يشير اسمها. وفي العرض أيضاً اسم مؤسّسة “فرانهوفر” البحثيّة الألمانية.

ليست أيّ جهة من الجهات الثلاث استثماريةً أو تمويليةً يدخل مثل هذا المشروع في نطاق أعمالها، ولم تعرض أيٌّ منها استثمار دولار واحد في المشروع الذي عُرضت رسومه وماكيتاته. “كوليرز” ليست مطوّراً عقارياً من طراز “سوليدير” في لبنان أو “إعمار” أو “نخيل” أو “الدار” في الإمارات. وHPC ليست مشغّلةً للموانئ على غرار PSA السنغافورية أو “كوسكو” الصينية أو “موانئ دبي العالمية”.