لم يعد بريد طرابلس يتسع للمزيد من الرسائل المغرضة/ الشيخ مظهر الحموي

 

من يستعرض التاريخ الحضاري والإنساني لعاصمة الشمال طرابلس لا بد أن تستوقفه مكانتها ودورها وريادتها وبخاصة منذ الفتح الإسلامي مما عزز حضورها بأن تكون كبرى المدن الساحلية من الإسكندرية الى الإسكندرون.
لن نتحدث عن مكتبة دار العلم ، ولا كونها أصبحت مركز أكبر ولاية من اللاذقية حتى فلسطين ، ولا عن إستشهارها بالعلم والعلماء ، فهذه حقائق نعتز بها ونفتخر في الوقت الذي كانت محاولات أعداء الأمة تعمل على إضعافها، وسحب البساط من تحت أقدامها لصالح مناطق أخرى، وبخاصة في عهد الفرنسيين. بحيث رأى الجميع معالم إقصاء مدينة طرابلس عن الواقع السياسي اللبناني ، مما أدى إلى تقلص نفوذها ودورها وإنتعاش مدن أخرى…
ويتساءل أبناء طرابلس والشمال عند كل منعطف أمني يعصف بالعاصمة الثانية وعن سر هذا التوقيت، وبالتالي ما كُنه الرسائل التي يودون تمريرها عبر عاصمة الشمال ؟ ومن هم المستفيدون منها؟
لأنه منذ حوالي أربعة عقود جعلوا طرابلس صندوق بريد لإيصال رسائل خاصة يتحمل وزر حممها الطرابلسيون، وهم في معظمهم غير مستوعبين سبب إعتماد مدينتهم هذه المهمة..، والتي تتغير عناوينها من فترة إلى أخرى، إلا أن المرسل هو نفسه وإن إلتبس على البعض أهداف رسالته وأسبابها والجهة المرسلة إليه.

وسؤال آخر لا يقل أهمية عن غيره، ولماذا طرابلس بالذات ؟
وهل تنفرد هذه المدينة عن سائر المناطق اللبنانية بميزات خاصة تؤهلها لإيصال رسائل “مضمونة ” وعلى وجه السرعة والدقة ؟
الم يتعظ العابثون بأمن هذه المدينة من عواقب هذه الرسائل الوخيمة والتي تطاول في أذاها كل طرابلس والشمال؟
ولماذا كتب على عاصمة الشمال أن تظل صندوق بريد لغيرها ؟ ومن يا ترى يحمل رسائلها المفعمة بالشكوى والحرمان والظلم إلى من يهمهم الأمر ؟ .
أما كفى طرابلس هذه المراسلات الحاقدة التي لا ناقة فيها ولا جمل فيما يجدر بمن يهمهم أمر هذه المدينة أن يستمعوا الى ندائها ويطّلعوا على معاناتها؟ وهذا ما نحرص على الإشارة إليه من حين إلى آخر ، ولكن يبدو أن رسائل طرابلس مجهولٌ عنوان المرسل إليه ..
بريد طرابلس لم يعد يتسع للمزيد من الرسائل الظالمة الحاقدة المكدسة منذ عقود من الزمن والتي توجه الى سمة هذه المدينة المنفتحة التي ترفض إفتراءات الحاقدين وإدعاءهم بتطرف هذه المدينة، لكي يثيروا النقمة عليها، وهم يعلمون يقينا أنها أبعد ما تكون عن التعصب ..
فمتى ترتاح طرابلس من هذه المراسلات المغفلة من أسماء المرسلين ؟ فلم يعد بريد طرابلس يحتمل، وعلى المعنيين أن يقرأوا من الآن وصاعدا رسائل طرابلس المحرومة المظلومة .
أخوكم الشيخ مظهر الحموي