عندما يحلُّ اللّبناني مكان دولته… هنا تجدون كلّ ما ينقصكم

عندما تغيب الدّولة بشكلٍ تامّ وتتقاعس عن القيام بأقلّ واجباتها تجاه شعبها، لا يبقى أمام المواطن سوى أن يعمل ويكافح ويستنبط الطّرق والحلول لتستمرّ عجلة حياته، ولو في حدّها الادنى.

هكذا هي حالة المواطن اللبناني الذي بات يعيش على القوت اليوميّ ويعمل على تأمين حاجاته البسيطة والضّرورية بما تيسّر، مُستعيناً بمختلف الطّرق والوسائل المتاحة، وخصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي، للحصول على ما ينقصه من دواءٍ وطعامٍ وألبسةٍ وعملٍ وغيرها من الامور التي تنقص عائلته…
على قاعدة “الحاجة مش عيب”، ينشط اللبناني على صفحات إلكترونية أنشئت لتلبية نداء وحاجة الناس في ظلّ الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان. حركةٌ إلكترونيّة ناشطة، عرض أغراض ومقتنيات وملبوسات وطعام، بيعٌ وشراء، هبات وتقديمات، نصائح وطلبات لحاجات ووظائف مختلفة، تتعدّد المنشورات والهدف واحد، طلب أو تقديم المساعدة لمن هو بأمسّ الحاجة إليها.
ومن أبرز المجموعات على موقع “فيسبوك” التي تضمّ عدداً كبيراً من اللبنانيّين، نذكر LibanTROC الذي تسجّل فيه حركة ناشطة جدّاً على الصعيد الاجتماعي فقد بات مقصداً لكلّ فاعل خير أو محتاج، بالاضافة الى مجموعات أخرى نذكر منها Let’s Help Lebanon – “نحنا الدوا” الذي يهدف بشكل خاص لتسهيل التبرّع أو طلب دواء معيّن، ومجموعة “وين أرخص” التي تكشف مكان وجود أرخص المنتجات في لبنان، ومن هذه المجموعات أيضاً “غروب” Lebanese Workers و Stand With Lebanon Worldwide وغيرها من الصّفحات الكثيرة الاخرى…

لطالما كان اللبناني يتميّز بحبّه للانفاق وشراء كلّ ما يحلو له، ولكن مع تبدّل الاحوال والظروف، غابت هذه الميزة لتحلّ مكانها صفة غير موجودة لدى شعوب كثيرة وهي التعاضد ومدّ يد العون في أوقات الشدّة والمقاومة الاجتماعية والانسانيّة أملاً بغدٍ أفضل يُجازى فيه الشّعب على تضحياته، والحكّام على خطاياهم.