هجرة الفنانين اللبنانيين: جواب نهائي

حتى السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2019 كانت المشاريع الفنية في لبنان تسير وفق خطة جيدة، على الأقل في عالم الإنتاجات الموسيقية والغنائية، وحتى قطاع الدراما الذي شهد ثورة، بعدما أصبح لبنان قاعدة أساسية للأعمال الدرامية المشتركة، التي بدأت عام 2010 ولا تزال تحظى بأعلى نسب مشاهدة عربية.

لكن عام 2020 لم يكن جيداً، لا يقتصر الأمر على لبنان، بل شمل العالم، بعد انتشار فيروس كورونا، والإقفال العام الذي ضرب البنى الاقتصادية في جميع أنحاء العالم. غابت الحفلات، ومهرجانات الغناء، وحتى المهرجانات السينمائية العالمية، فيما ينشغل العالم اليوم بمحاولة تخطي الجائحة عبر اللقاح الذي يشكل الضمان الأول لعودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل 2020.

في لبنان، المشهد الفنّي يتداعى أخيراً. أزمة كورونا ألقت بثقلها على التبادل الفني بين بيروت وعواصم خليجية أخرى. ويعيش بعض المغنين في لبنان حالة من الركود بسبب تضاؤل عدد الحفلات، وعدم إمكانية إصدار أعمال غنائية جديدة، بسبب ما يعانيه لبنان يومياً من تداعيات الأزمات المتلاحقة، والتي كان أشدها انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/ آب 2020، وما نتج عنه من دمار وتشريد وخراب.

كان الفنان راغب علامة أول المغنين اللبنانيين الذي أعلن هجرة ابنيه (خالد ولؤي) إلى دبي بسبب الظروف المتراكمة. ويبدو أن قرار علامة لم يقتصر على أبنائه، بل اختار لنفسه الإقامة في دُبي منذ شهرين، ويحكى عن نقل أعماله إلى هناك، وكان الـ”سوبر ستار” قد حظي بالإقامة الذهبية في الإمارات (تأشيرة طويلة الأمد تُجدد تلقائياً).

أما الفنان عاصي الحلاني؛ فيؤكد في تصريح خاص أنه موجود في دبي حالياً بسبب تلقيه لقاح كورونا قبل أقل من شهر، وانتقلت عائلته أيضاً إلى هناك بعد قرار الإقفال العام الذي يعيشه لبنان. لكنه لم يقرر بشأن إقامته في دُبي، وأعماله الفنية مرتبطة بمكتبه “المتنقل”. ولا فرق بالنسبة للحلاني بين بيروت ودبي. يقول: “أكثر الأعمال الفنية ممكن تنفيذها في أي بلد نحضر فيه، ولو أن عائلته تفضّل بيروت للإقامة أكثر من أي بلد آخر، وإلى اليوم لم يتخذ القرار النهائي في انتظار أو معرفة مصير الأعمال الفنية بعد هبوط عدد المصابين في كورونا، وتلقي الناس اللقاح، وهذا سيؤسس بالطبع لمرحلة جديدة لا تقتصر على حياة المغنين، بل ستشمل كل القطاعات”. ويختم الحلاني: “لا بديل عن بيروت ولبنان مهما حصل”.

الفنان ملحم زين كان قد صرّح بعد انفجار المرفأ في أغسطس/ آب الماضي عن نيته الهجرة، نظراً إلى ما أصابه من ضرر جراء الانفجار، وقد كان أولاده في المنزل وقتها. وتؤكد المعلومات أن زين يفكر في الإقامة في دبي، لكنه حتى اليوم لم يتخذ القرار بشكل نهائي، في انتظار جلاء الصورة قريباً.

من جهتها، تنفي الفنانة نانسي عجرم هجرتها قريباً إلى دبي، بعدما نشرت قبل أسبوع مجموعة من الفيديوهات وهي هناك. وقالت عجرم إنها تريد أن يعيش أولادها في لبنان حالياً، بسبب دراستهم، وضمن المحيط العائلي، مشيرة إلى أن العالم منشغل بالتغلب على فيروس كورونا، فيما لبنان يصارع على جبهتي كورونا والوضع المعيشي الصعب، “لكني لن أهاجر حالياً”.