خان الخياطين

خان الخياطين

خان الخياطين الذي إرتدى حلة جديدة إثر تدشينه برعاية السفير الاسباني في لبنان ميغيل بنزو يعتبر من أقدم المعالم الأثرية في طرابلس، حيث لم يحدد المؤرخون حقبة معينة لبنائه وإنما أكتفوا بوضعه على لائحة الآثار التي تعود إلى ما قبل العهد المملوكي في حين تشير المعلومات التاريخية الى أنه قبل نحو ستين عاماً أجريت حفريات في الخان فتم العثور على أعمدة بيزنطية ما يعني أن تاريخ بناء الخان قد يعود الى ما قبل الاسلام.

يتشكل خان الخياطين الذي تعود ملكيته إلى دائرة أوقاف طرابلس من طبقتين، وتبلغ مساحته الاجمالية نحو ١٢٠٠ متر مربع، ويضم ٢٦ محلاً تجارياً و٢٦ غرفة في الطابق العلوي منها ثلاث غرف مؤجرة للسكن. كما ويضم ساحة يشير المؤرخون إلى أنها كانت تحتوي على بركة واسعة لكنــها ازيلــت في عهـود ماضية.
كان الخان قد خضع قبل نحو عشر سنوات لعملية تأهيل وترميم على نفقة الحكومة الألمانية التي أعادت بناء القناطر التي دمرت بفعل الأحداث التي شهدتها المدينة خلال الحرب اللبنانية، وكان من المفترض ان تستكمل عملية التأهيل لتطال المحلات والغرف والأبواب لكن بعض الخلافات حالت دون تكملة المشروع فتقدمت وكالة التعاون الاسباني قبل نحو سنتين وعرضت استكمال تأهيل الخان، فأجريت مناقصة بحسب الأصول ووضعت المواصفات اللازمة ضمن دفتر الشروط حيث فازت بها إحدى الشركات العاملة في هذا الحقل في مدينة طرابلس.

وخلال خمسة عشر شهراً جرى تأهيل وترميم كل المحلات وتغيير الأبواب الخشبية فضلا عن استحداث إنارة تزيينية، ومعالجة مشاكل البنى التحتية، فضلاً عن تنفيذ كل الأعمال الأخرى ما أعاد الخان الى سابق عهده والى الصورة التي كان عليها خلال العهد المملوكي إلا ان عدد الخياطين تضاءل فيه كثيرا، لكن المهن التي يحتضنها ما تزال تتعلق بفنون حرفية لجهة صناعة الالبسة التراثية المحلية من العباءات المطرزة والشراويل والطرابيش، فضلا عن الأزياء الطرابلسية القديمة، والأرتيزانا والتطريز وبيع الأقمشة.